المؤسسة العامة للمياه بالضالع.. مشروع تعرض للتخريب والنهب منذ عام 94

> رصد/ ناصر الشعيبي

> كانت المؤسسة العامة للمياه بمحافظة الضالع تعد واحدة من أهم الموسسات الخدمية في المحافظة قبل أن يتم تدميرها ونهبها بُعيد حرب 1994م، كغيرها من المؤسسات التي كانت تنعم بها المحافظة، لتضحى اليوم تفتقر إلى كافة المشاريع الخدمية في مقدمتها هذا مياه الشرب، الجهات الرسيمية لم تحرك تجاه تلك المعاناة واكتفت بوضع دراسات لعدد من المشاريع جميعها لم تر النور، وهو ما جعل أهالي المنطقة يعبرون عن سخطهم من جراء ذلك التهميش المتعمد بعد أن أضحوا يكتوون بنيران الفقر وارتفاع أسعار قيمة صهاريج المياه (البوز).
«الأيام» التقت بعدد من أبناء المحافظة وتلمست معاناتهم، فيما يخص بأزمة المياه وخلصت بالتالي.
تتكون المؤسسة العامة للمياه من عدد من المبان والهناجر وغرف، وكذا خزان لتجميع المياه من آبار الضخ في حجر، ومنه إلى الضالع عبر أنابيب مختلفة الأشكال والأحجام، وبالإضافة محولات ووسائل موصلات والتي تعرض بعضها للسرقة والتشليح، أو تعطلت نتيجة لتعرضها للصدى وأشعة الشمس، وقلة الاهتمام من قبل الجهات المختصة رغم ارتفاع قيمتها والتي تقدر بمئات الملايين من الريالات.
**أربعة أشهر بدون مرتبات**

نائف ألنضاري وهو أحد حراس المؤسسة عبر عن ما تعانيه الموسسة وحراستها بالقول: “لقد أصبحت المؤسسة خالية ولا تجد سوى الكلاب والغربان، والحراسة فيها لا يجدون ما يسدون به جوعهم وأمورهم الحياتية نتيجة لما حل بالمؤسسة من إهمال من قبل قيادتها”، ويضيف آخر “إذ كنا نحن عمال المؤسسة نعاني فكيف سيكون الحال بالمواطن المسكين، إننا نعيش في زمن لا يعمل فيه أحد لخدمة الوطن والمواطن”. مالك وعبد الناصر وهما أيضاً حارسان في المؤسسة وصفا الحالة التي تمر بها مؤسسة المياه بالقول: “المؤسسة تمر بأوضاع صعبة جداً”، ويضيفا “نحن في نجد ما نأكله أو نشربه في هذه المؤسسة، بل إننا محرومين من استلام مرتباتنا للشهر الرابع على التوالي، ولهذا نجدها فرصة لنوجة رسالتين عبر الصحيفة إلى الجهات ذات العلاقة، حيث نطالبها فيها بالقيام بدورها في صرف مرتباتنا ومستحقاتنا، وكذا بضرورة توفير المياه وكل احتياجات الخاصة بالحراسة في المؤسسة، والأخرى نتوجه بها إلى أبناء المحافظة نقول لهم فيها: لا تظنو خيراً أو خدمة من قبل المؤسسة أو السلطة، فموضفوها بلا مرتبات ولاحقوق”.
**مشاريع تم تخريبها**

تعرضت عدد المشاريع في المحافظة إلى التخريب والنهب، منها آبار المياه التابعة لمدينة والمناطق المجاورة الموجودة في مديرية الحصين وحجر، وكذا في مدينة الضالع والمناطق المجاورة، والتي كانت تزود المدينة بالمياه العذبة، وبالإضافة إلى تخريب الشبكة الداخلية والخطوط الرئيسية من الأنابيب الضخمة، وذات الجودة العالية، والتي ما زال البعض منها موجود وصالحة لنقل المياه في حين تم سحب بعضها وأخرى تم استبدالها، فضلاً عن تدمير الخطوط الداخلية في المشروع بحجة تغير الشبكة، العدادات هي الأخرى لم تكن بمنأى من أعمال النهب والتخريب التي طالة هذه الشبكة والمؤسسة، وكذا الخزانات التي تقع وسط وحوالي مدينة الضالع وخارجها والتي كحانت مخصصة لتخزين المياه فيها من الآبار، ثم توزيعها إلى المدينة والمناطق المجاورة، عملية النهب والتخريب أيضاً طالت المؤسسة العامة للمياه التابعة لمدينة الضالع، والتي كانت تعمل بوتيرة عالية منذ عهد إنشائها في عهد دولة الجنوب قبل أن تتعرض هي الأخرى وموادها للتخريب كالمحولات والأنابيب الحديدية، وغيرها لتضحى خاوية على عروشها.
**تخريب متعمد**

مؤسسة والسلطة لم تكتف بتدمير مشروع مياه الضالع من خلال تخريب الشبكة الداخلية والخطوط الرئيسية والخزانات لها، بل عمدوا إلى تخريب بعض الآبار في مديريات الحصين و حجر ومدينة الضالع والمناطق المجاورة، فضلاً عن مصادرة بعض الآبار من قبل المعسكرات المرابطة في الضالع منها اللواء 33 مدرع، والذي قد استولى على عدد من الآبار الموجودة في المحافظة كانت تزود المدينة والمناطق المجاورة بالمياه، الأمر الذي حرم السكان من الحصول على المياه بعد أن تم تحويلها إلى المعسكرات ومن أبرز هذه الابار التي تم السيطرة عليها وحرمان المواطنين من مياهها البئر الواقعة في حوش الكهرباء، والتي تم تحويلها إلى معسكر الجرباء ومعسكر اللواء 33، وكذا البئر التابعة لمنطقة الرباط وغول صميد، والتي تم الاستيلاء عليها هي الأخرى من قبل كتيبة الدفاع الجوي، بالإضافة إلى البئر الأخرى التابعة لمنطقة الحود والنكاحي، وغيرها الكثير من الابار التي سيطر عليها اللواء 33 مدرع وحرم الأهالي من مياهها.
**أزمة مياه خانقة**

المواطن عبد الرحمن أحمد علي أحد أبنا الضالع من جهته عبر جانب مما يعانيه المواطنين في هذه المدينة بالقول: “بتنا نعاني من ارتفاع أسعار شراء مياه الشرب بدرجة رئيسة وأصبحنا غير قادرين على تحمل المزيد من المعاناة والمتاعب فضروف المواطنين هنا صعبة وأزمة المياه إضافت عليه هموم أخرى إلى همومه ومشكلاته”، ويوضح أن “هذه الأزمة الخانقة في خدمة المياه ناتجة عن عملية التخريب التي تعرض لها المشروع الخاص بالمياه في هذه المحافظة في مرحلة ما بعد حرب صيف 94م، ويتابع سرد معاناته بالقول: “لقد أصبح أبناء الضالع من أكثر السكان والمناطق والمحافظات تضررا ومعاناة وحرماناً من المشاريع الخدمية وغياباً للبنية التحتية، وهو ما زاد من أعباء المواطن والموظف البسيط والذين باتوا غير قادرين على توفير قيمة سعر صهريج الماء (بوزة) نتيجة للفقر، وقلة الدخل وارتفاع أسعار المواد الضرورية ومتطلبات الحياة المعيشية”.
**ختام**
إن ما تمر به وتعيشه مدينة الضالع ومديرياتها الأخرى منذ عقدين من معاناة وتهميش تفوق التوقعات، طالت جميع مؤسساتها الخدمية، بدءا بتخريب مؤسسة المياه والسطو على الابار الخاصة بها، وتخريب وإهمال شدد الخناق على المواطن في هذه المحافظة وزاد من معاناتهم وإرغامهم على شراء المياه رغم ارتفاع سعر تكلفتها أو اللجوء إلى استخدام مياه من ابار ملوثة تتغذى كثير منها من مياه الصرف الصحي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى