عـيــد اليمـن.. ألعاب الأطفــال تحاكــي حــروب الــكبــار

> صنعاء «الأيام» وكالات

> لم تعد الأعياد مناسبة تمنح أطفال اليمن مشاعر السعادة كما كان في السابق، فالصغار باتوا ينتهزون المناسبة لممارسة لهو من نوع آخر، ومحاكاة الكبار في حروبهم ومعاركهم الدائمة.
ودائما ما تقترن الأعياد الدينية في اليمن (الفطر والأضحى) ببروز ظاهرة الألعاب النارية لدى الأطفال الذين يبدؤون في إشعالها ابتهاجا بالعيد، لكن العيد الحالي جعل من أطفال اليمن يعيشون أجواء معارك لم تنته.
وتطورت لُعب أطفال اليمن في عيد الفطر الماضي من (مسدسات مائية) تطلق قطرات مياه من فوهتها إلى (بنادق قناصة)، و(كلاشنكوفات) بلاستيكية، حيث صارت البنادق لعبة رئيسية في متناول الأطفال يخوضون بها معارك شرسة مع أصدقائهم في سلوك وصفه مراقبون بـ “الخطير وغير الطبيعي”.
طفل يحاول أن يصيب الهدف
طفل يحاول أن يصيب الهدف

وتعتمد ألعاب الأطفال الجديدة التي تزايدت بكثرة في عيد الأضحى الحالي وعيد الفطر السابق على إقامة الكمائن والأفخاخ لأصدقائهم، والتخفي خلف إطارات السيارات في الشوارع الفرعية من أجل صيد الأعداء - كما يزعمون - بواسطة رصاص بلاستيكي، ويقوم الأطفال بشراء ذخائرهم البلاستيكية من البقالات التي تقوم بتوفيرها بكميات كبيرة مع حلول الأعياد، رغم أن الجهات الرسمية تقول الألعاب النارية ممنوعة وما يدخل البلاد منها يتم عبر التهريب.
ويقول إبراهيم سعيد، وهو أب لولدين في مدينة تعز (وسط البلاد): “الحروب التي يخوضها الحوثيون ضد الدولة جعلت الجميع هنا مشحونين ويضغطون على الزناد بما فيهم الأطفال الذين يقلدون ما يقوم به الكبار”، وأضاف “حاولت منع أولادي من اقتناء الألعاب النارية والأسلحة في العيد، لكنني أفشل، ودائما ما تقف والدتهم إلى جانبهم وتترجاني بأن أدعهم يلهون مثل بقية أطفال الحي”.
ويرى محللون أن تطور لهو الأطفال باليمن إلى هذا الشكل من الألعاب القتالية وتقليد سلوك العصابات، ليس سوى محاكاة للحروب الحقيقية التي تخوضها الجماعات المسلحة سواء جماعة الحوثي في محافظات شمال الشمال اليمني (عمران وصعدة وحجة والجوف)، أو تنظيم القاعدة في المحافظات الجنوبية (أبين وشبوة وحضرموت).
طفلان يمارسان لعبة  حرب شوارع في أحد الأزقة
طفلان يمارسان لعبة حرب شوارع في أحد الأزقة

ويرى الدكتور عدنان القاضي، أستاذ علم النفس في جامعة تعز اليمنية، أن كثيرا من النظريات في علم النفس الاجتماعي أكدت على دور التقليد والمحاكاة في اكتساب السلوك العدواني لدى الأطفال، ولا سيما نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا التي تؤكد أن التعرض لملاحظة نماذج عدوانية يؤدي إلى تقليدهم السلوك العدواني، وقال القاضي: “أحيانا الأطفال يقلدون برامج الأطفال التي تحتوي على العنف، لكن انتشار العنف والعدوان المباشر في المجتمع المحيط وانتشار ظاهرة القتل جعل الأطفال يقلدون هذه السلوكيات حرفيا عن طريق لُعب بلاستيكية باعتبار اللعب الوسيلة الأكثر استخداما من قبل الأطفال للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم وسلوكياتهم التي تم اكتسابها من الكبار”، ويؤكد الباحث النفسي القاضي أن “غياب متنفسات الأطفال في البيئة المحيطة التي تشبع حاجاتهم النفسية حسب المرحلة العمرية ساهم في انخراطهم وراء تقليد هذه السلوكيات العدوانية”.
وغالبا ما تستقبل المستشفيات ضحايا وجرحى لأسلحة الصغار، حيث تؤدي بعض الذخيرة (كرات بلاستيكية صغيرة) للكلاشنكوفات البلاستيكية إلى فقدان بعض الأطفال لأبصارهم، وفي أحسن الأحوال تهددهم بالعمى المؤقت إذا أصابت هدفها وسط العين.

وسقطت العاصمة صنعاء قبل نحو أسبوعين في قبضة مسلحي جماعة (أنصار الله) بسيطرتهم على معظم المؤسسات الحيوية فيها، ولاسيما مجلس الوزراء، ومقر وزارة الدفاع، ومبنى الإذاعة والتلفزيون، في ذروة أسابيع من احتجاجات حوثية تطالب بإسقاط الحكومة، والتراجع عن رفع الدعم عن الوقود.
وتحت وطأة هذا الاجتياح العسكري وقع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على اتفاق مع جماعة الحوثي بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، ومندوبي الحوثيين، وبعض القوى السياسية اليمنية، ومن أبرز بنود هذا الاتفاق، تشكيل حكومة كفاءات في مدة أقصاها شهر، وتعيين مستشار لرئيس الجمهورية من الحوثيين وآخر من الحراك الجنوبي السلمي، وأيضًا خفض سعر المشتقات النفطية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى