الفنانة مريم فخر الدين.. رحيل برنسيسة السينما المصرية

> القاهرة «الأيام»

> أعلن أمس رسميا وبشكل نهائي عن وفاة الفنانة مريم فخر الدين عن عمر يناهز 81 عاما بعد مشوار فني حافل حيث كانت مكسبا كبيرا للسينما المصرية.
وكانت الفنانة نقلت أول من أمس الى مستشفى السلام بالقاهرة إثر تعرضها لنزيف حاد من الفم، ومن ثم جرى نقلها على الفور إلى العناية المشددة. وقال الدكتور هشام علي المشرف على حالتها الصحية “إن الفنانة كانت تعاني من زيادة في معدل نبضات القلب على غير المعتاد ورعشة مستمرة بالأقدام والأيدي ونزيف حاد بالفم تم إيقافه”.
واشتهرت مريم فخر الدين بجرأتها في طرح آرائها، إذ أنها “لا تبخل” على أي من زملائها بسهام انتقاداتها، بغض النظر عن المكانة التي يحتلها هذا الفنان أو ذاك.
فعلى سبيل المثال صرحت مريم فخر الدين في لقاء تلفزيوني أن الممثلة نبيلة عبيد كانت تتمنى الزواج من وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، ووصفت أحد أهم مخرجي السينما المصرية يوسف شاهين بأنه “أسوأ مخرج في مصر”.
وأعربت مريم فخر الدين في حينها عن استيائها إزاء منح لقب سيدة الشاشة العربية لفاتن حمامة وتساءلت: “سيدة مَن بالضبط؟ كلنا سيدات ولا ينقصنا عنها شيء، وهذا اللقب يجرحني وزملائي من الفنانات”.
أما عن ممثلات الفن الحديث فقالت فخر الدين إنها غير معجبة بتمثيل منة شلبي، وإنها لا تعرف المطربة شيرين عبد الوهاب.
وعاشت مريم التي تعد برنسيسة السينما المصرية في القرن العشرين في واحدة من البنايات القديمة المطلة على حديقة الحيوان بالجيزة، حيث كانت تعيش بمفردها في شقتها الفسيحة، وقد عرفت في الوسط الفني، بآرائها الجريئة، والتي مسّت العديد من نجوم الفن، ومنهم بعض نجمات جيلها خصوصاً فاتن حمامة قائلة «إذا كانت حمامة هي سيدة الشاشة، فهل نحن جواري الشاشة؟».. وهو الهجوم الذي ربما أدى إلى إبعادها عن دائرة الضوء خلال السنوات الماضية لكنها تظل صاحبة حضور خاص وأخاذ على شاشة السينما.
ولدت مريم لأب مصري وأم مجرية في مدينة الفيوم عام 1933، وتلقت تعليماً أجنبياً منذ الصغر حتى حازت البكالوريا من المدرسة الألمانية، ثم بدأت مشوارها في الفن بالمصادفة بعدما فازت في مسابقة مجلة «إيماج» الفرنسية بلقب أجمل وجه، ليتم استغلال ملامحها الأوروبية على نحو مثالي في السينما.
**أجمل وجـه**
وتتذكر مريم أول خطواتها في عالم التمثيل خلال حوارات صحفية أجريت معها، وتقول: منذ فزت بلقب أجمل وجه لفتت صورتي نظر المخرجين والمنتجين، وكان الفنان أنور وجدي أول فنان يطرق بابنا لطلبي للتمثيل، لكن ثورة والدي كانت الرد الحقيقي في وجهه قائلاً «معندناش بنات للمسخرة» وقام بطرده.
وتابعت: «لم أذهب إلى السينما وقتها مطلقًا إلا لمشاهدة فيلم «ذهب مع الريح»، ثم بعد ذلك جاء الفنان حسين صدقي ليقنع والدي أن أمثل، ولكن كان مصيره مثل أنور وجدي، الطرد من على الباب، ثم جاء من بعدهما أحمد بدرخان وكان صديقا لوالدي ويعرف عائلته، فأعطى لوالدي أوراقًا وهى سيناريو فيلم «ليلة غرام» وكتاب «اليقظة» للكاتب عبدالحليم عبدالله، وسأله والدي عن السبب في إعطائه للكتاب والسيناريو، فقال له أريد أن تمثل مريم هذا السيناريو، فأحرج والدي وقال له سأرد عليك بعد أسبوع، وعندما قرأ والدي الرواية أعجبته جدًا، وقال لي سأوافق على تمثيلك لهذا الفيلم فقط ».
وأول عمل سينمائي قدمته كان فيلم «ليلة غرام» عام 1951، وغلب على معظم الأدوار التي قدمتها خصوصاً في فترة الخمسينيات والستينيات الطابع الرومانسي الحالم، ومن هذه الأفلام: (رد قلبي، الأيدي الناعمة، حكاية حب، ملاك وشيطان) وفي السبعينيات، تنوعت أدوار مريم فخر الدين أكثر، وهو ما تجلى في أفلام مثل «يا تحب يا تقب»، «قشر البندق»، «النوم في العسل».
**مصالح شخصية**
تزوجت فخر الدين 4 مرات، أبرز أزواجها المطرب السوري فهد بلان، وأولهم كان المخرج محمود ذو الفقار الذي تعمد إساءة معاملتها، وهو ما صرحت به فخر الدين لاحقاً. حينما قالت في حوار سابق مع البيان: «ظننت حينما تزوجت محمود ذو الفقار أن السعادة ستغمرني، وسأكون حرة خاصة من الناحية المادية، لأن والدي كان يعطيني مصروفًا عادياً جدًا مما أكسبه من أفلامي، ويضع المتبقي منه في البنك باسمي، وحينما تزوجت ذو الفقار قدمت فيلم «الشك القاتل» مجانًا لأنه زوجي، وكان يقوم بإعطائي مصروفا يوميا قدره 25 قرشًا يكفي لشراء سندوتش وزجاجة مياه غازية بالضبط.
وعلى الرغم من تعدد زيجاتها، إلا أن «مريم» تعترف: لم يدخل الحب في قلبي سوى مرة واحدة وأنا في سن العاشرة، أعتبرها حبي الأول والأخير.
**الفتاة الرقيقة**
اشتهرت مريم في السينما العربية، خاصة في فترة الخمسينيات والستينيات بأدوار الفتاة الرقيقة الجميلة العاطفية المغلوبة على أمرها وأحيانا كثيرة الضحية،‏ قدمت بطولة مجموعة من الأفلام أصبحت من كلاسيكيات السينما العربية، تكاثرت الألقاب حولها منها «القديسة، الملاك الرقيق، الجيوكندا، برنسيسة السينما المصرية»، بلغ رصيدها من الأفلام نحو 500 فيلم توجتها «برنسيسة» للسينما بلا منازع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى