بـأيـة حــال عـدت يـا عـيـد

> أحمد ناصر حميدان

>
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
تذهب أعياد وتأتي أعياد وحالنا من سوء إلى أسوأ، والوطن من حزن إلى أحزان، والمجتمع مليء بالأحقاد والضغائن، وكل يرغب بالانتقام والوطن آخر اهتماماته.
هذا العيد معاناته مضاعفة، أفراحه مسلوبة، لم تجد في الأسواق واللقاءات أوجه ضاحكة وسعيدة، الكل مفزوع وخائف وحزين لأن الأحوال لا تسر والضربات تتوالى على رأس الوطن وكان على وشك الانهيار الاقتصادي، وتوافق المتوافقون على رفع الدعم دون دراسة مستفيضة، كما يقول المثل “قام يكحلها عورها”، وهكذا تستمر المعالجات الخاطئة، ثاروا على هذه الجرعة بدعم اللصوص والمتضررين من تداعياتها من كبار مهربي المشتقات النفطية، وبالكفاح المسلح انتصرت ثورتهم على الوطن وباسم الفاسدين التهمت الأسلحة وخلقت الرعب وألغت إنجازات تحققت في التعايش والتوافق أو السير المبطئ للعملية، وانتصارهم هذا أبقى على نتائج الجرعة من معاناة ورفع الأسعار وضيق المعيشة انتصارا زائفا، فبدلا من دعم حركة عجلة التغيير سرقت العجلة لتتبنى فئة مسلحة ومليشيات مرعبة عملية التغيير، وكان أهم ما تغير هو امتلاكها لسلاح الدولة الثقيل لتهدد من تسول له نفسه معارضتها أو الوقوف ضدها.
عيدكم سعيد وقلوبكم طاهرة ونفوسكم عاشقة للحياة والتعايش والحب والسلام والإخاء والوئام، والوطن سترفرف رايته عالية في السماء رغم كل التحديات والإعاقات ومحاولة استعادة الحكم لمن رفضهم الشعب ومن يتحالف معهم لأجل ذلك، فاعلموا أن الحب هو مصل الخير والصراع هو مصل الشر.
ويظل حامل أثقال هذه الأخطاء الطائشة هو المواطن البسيط.. ماذا أحدثك عن هموم البسطاء ومن كثرها لا تتسع لها صفحات الجرائد، منهم المتقاعدون وهذه الشريحة مظلومة ظلما لا تتحمله صخور شمسان العتية، فهم على وشك الموت وهم قاعدون ومنتظرون فتات العلاوات التي يحتسبونها بالنصف مما يحصل عليه الموظف، مع العلم أن لهم أسرا ويعيلون أولادهم وأحفادهم بحكم البطالة المستفحلة.
البسطاء في بلدي اليمن كثر لأن الفساد راكم الخير بأيادي الشر من الطبقة الفاسدة التي تعيش رغد الحياة وغيرهم من البسطاء والفقراء ما تحت خط الفقر يعيشون الجوع والمرض والمخافة، إنهم يمثلون نسبة عالية تخيف وتزعج الوطنيين، في بلدي اليمن كثر المتسولون في الشوارع وفي الأسواق وعلى الشواطئ والمتنزهات وأنت في البيت يطرقون بابك طلبا للرزق، هذه هي اليمن الغنية بخيراتها وثرواتها التي تنهب ويمتصها الناهبون والفاسدون، عارٌ على حكامنا أن تمتد يد يمنية لتتسول في بلد الحكمة والخير والرخاء.
على كل حال، العيد عيد العافية وفرحة الأطفال وتنافسهم في الملابس الجديدة، كيف لفقير معدم أن ينافس ابن مسئول أو ابن فاسد ساكن في القصور، أما كبش العيد فقد سقط من حسابات الفقراء، وأما المسئولون والفاسدون ففي عيدهم تنحر الأثوار بحسب لون الزنة أو القميص كالأحمر والأسود والأبيض وبألوان الطيف.. عيد بأية حال عدت يا عيد، عدت ليتنعم بأيامك الفاسدون ويصلى بنارك الفقراء والمساكين والبسطاء من المواطنين.
لا تكذبوا علينا، لايزال الفاسدون والكبار منهم في بلدي يحرسهم من يقال إنهم ينصرون الله وهم ينصرون الفاسدين والمفسدين في الأرض ممن يهربون الديزل ويتاجرون بالسلاح، وناهبي الأموال والأرض وخيرات البلد، من ذهب منهم قطرات من بحر الفساد الذي يغرق البلد.
أتانا العيد وأوضاعنا في قمة السوء ونفوسنا مرعوبة، والخوف ينتابنا من المستقبل المجهول، وحين بدأت تبرز نافذة من نور اطفؤوها، وأصبح طريق مستقبلنا مظلما ولا نعلم نهايته، والله قادر على أن ينقذنا من شفا هذه الهاوية حتى لا نقع فيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى