جـمهـرة أشعـار الــعـرب

> د. عبده يحيى الدباني

> اهتم العرب بالشعر اهتمامًا عظيمًا إبداعًا ورواية وجمعًا وتدوينًا وتأليفًا وغير ذلك، فهو على كل حال ديوانهم ومرجعيتهم الفكرية الأولى قبل الإسلام، والثانية بعد الإسلام (وجمهرة أشعار العرب) أحد الكتب التي وثقت للشعر العربي، وهنالك كتب قبله وأخرى بعده، مؤلف الكتاب هو أبو زيد القرشي رحمه الله، ولفظة (الجمهرة) ترددت في أسماء الكتب في التراث العربي، فهناك (جمهرة خطب العرب)، وكذا (جمهرة رسائل العرب)، والجمهرة هنا بمعنى العدد الكبير أو الحشد، وقد جاءت اللفظة من الحصى الكثير (جمهرة)، والآن نقول جمهورية كذا وجمهورية كذا، ونقول الجماهير أي العدد الكبير من الناس.
تميز كتاب (جمهرة أشعار العرب) بمقدمة نقدية ضافية وبالتبويب المحكم. لقد تحدث المؤلف في المقدمة عن طبيعة الشعر، وعن موقف الإسلام منه، ووازن المؤلف بين لغة الشعر ولغة القرآن الكريم، مبينًا أن القرآن الكريم لم يأتِ العرب بلغة جديدة، وإنما هي لغتهم، فأساليبه أساليبهم، وألفاظه ألفاظهم، ولكنه في الذروة العليا من البلاغة والفصاحة، وأشار المؤلف في مقدمته إلى أول من قال الشعر، ونسب ذلك إلى آدم وإبليس والملائكة والجن وبعض العرب البائدة، ولكن المؤلف لم يكن موفقًا في ذلك، لأن تلك الأشعار ليست صحيحة، ولكن منحولة قيلت بعد الإسلام، وقد أثبت النقاد قديمًا وحديثًا ضعفها، وعدم صحتها، لأن اللغة العربية الفصحى لم تكن سائدة في تلك الأيام التي نسب ذلك الشعر إليها.
أما متن الكتاب فقد قسمه مؤلفه إلى سبعة أقسام، وقد كان مغرمًا بالرقم (7)، وأورد في كل قسم سبع قصائد لسبعة من الشعراء، والأقسام هي على النحو الآتي: 1) المعلقات، 2) المجمهرات، 3) المنتقيات، 4) المذهبات، 5) المراثي، 6)المشوبات، 7)الملحمات. غير أن هذه القصائد كلها التي اختارها القرشي تبدو متشابهة على اختلاف تسميات أقسامها ما عدا المراثي، لأنها تميزت بموضوعها، وبوجه عام فجمهرة أشعار العرب مجموعة ممتازة من الشعر العربي، وهي تكملة لاختيارات المفضل الضبي في المفضليات والأصمعي في الأصمعيات، وقد اقتصر المؤلف على نصوص من الشعر الجاهلي والإسلامي والأموي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى