ولك فـي أكـتـوبـر حـكـايــة يـا عـم عــلــي

> علي الفاطمي

> لن تمر علينا ذكرى ثورة أكتوبر إلا وقد تعالت الأصوات، وقالت: “رحمة الله عليك أيها الجسور علي محمد الفاطمي”، نعم فلك في أكتوبر حكاية وأدوار بارزة، قبل بزوغ ثورة الرابع عشر من أكتوبر، كان الفقيد أحد أعضاء ومؤسسي النقابات التي شكلت أثناء الاستعمار البريطاني، والتي يقال بأنها كانت البذرة الأولى لتلك الجبهات التي شكلت لاحقاً لطرد الاستعمار البريطاني، كما كان له دور بارز في إنشاء جمعية أبناء العواذل بمعية رفاقه، وكانت من مهامها توحيد رؤى وحل مشاكل منتسبيها، كما لا يمكن نسيان دوره في المشاركة بثورة أكتوبر المجيدة، حيث كان مسئول القطاع الفدائي بالجبهة القومية، وعين مسئولاً عسكريا لمنطقة المعلا أثناء الاستعمار، وقام بالعديد من العمليات الفدائية، فلم يتوقف نضاله عند هذا الحد، بل كان له دور بمعية رفاقه في بناء مؤسسات الدولة بعد طرد الاستعمار البريطاني، ومازال في جعبة التاريخ الكثير والكثير عن الفقيد المناضل علي محمد الفاطمي.
فرغم كل ما ذكره التاريخ عن المناضل الجسور، لم ينتظر الفقيد كلمة شكر واحدة من أحد، فقد عاش مناضلاً جسوراً لوطنه، ومات عزيزاً شامخاً في زمنه، فاليوم فقيدنا الغالي عند ربه ليس لدينا إلا الدعاء له بالمغفرة وأن يسكنه جنات النعيم في الفردوس الأعلى، فإن كان على قيد الحياة في هذه الفترة ويرى حالة البلاد فسوف يستاء كثيرا، وسيقهر قهراً شديدا، فأنا أعرف تماماً من هو المناضل والعم علي محمد الفاطمي، فهو صامت لا يتنازل لأحد أبداً، وعند الوطن هو مناضل لا يعمل حساب لأحد.
فمهما بلغنا من تقدم وعلم ونضال لن نصل أبداً لتلك العقول الراقية والوطنية والصفات التي يتصف بها المناضل الجسور علي محمد الفاطمي ورفاقه، ومهما قلنا عن الفقيد لن نرى نهاية لمقالتنا التي تشجي عقولنا ولساننا ولو ببعض الكلمات التي تذكر لنا بين طياتها عن حياته المليئة بالمواقف.
وفي آخر مقالتي تذكرت والدي العزيز صالح محمد الفاطمي وتذكرت نضاله إلى جانب شقيقه، ذاكراً في مقالتي ما يعيشه الوالد الآن من هم متواصل لأجل الوطن، فإن لم يكن قادراً على التدخل في شؤون الوطن لكنه في داخله شيء منه ألا وهو وطن آمن ومستقر، فكيف لنا أن نطلق على أنفسنا مواطنين ووطننا في حالة يفتقد للأمن والأمان، فالوطن هو الأمن والأمان، فإن لم يكن ذلك فلا وطن لنا، فيا والدي العزيز اصبر وأرح قلبك فإن الله لا ينسى عبده أبداً، فنحن من قال عنا رب العزة والجلالة في كتابه الحكيم: “بلدةٌ طيبةٌ وربٌ غفور”.
**علي الفاطمي / عدن**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى