عـنـدما تـقـاوم كـوبـانـي يـعـود الأمـل إلـى الـلاجـئـين الأكــراد

> سروج (تركيا) «الأيام» براق اكينجي

> لم يحن وقت الاحتفال، لكن المزاج العام تبدل. فمنذ أيام أعادت المقاومة الشرسة للمدافعين الأكراد عن مدينة كوباني (عين العرب) في مواجهة الجهاديين بعض الأمل إلى سكانها اللاجئين في الطرف المقابل من الحدود في تركيا.
“لم نحرز النصر، بالطبع، لكننا نتقدم خطوة خطوة”.
قبل أسبوع لم تكن فايزة عبدي، تتأمل الخير حول مصير المدينة الكردية الثالثة في سوريا. لكن النائب في المجلس التشريعي لكوباني التي استقرت منذ 15 يوما في مدينة سروج التركية الحدودية تقر اليوم بانها أكثر ارتياحا.
“لا سيما في الأيام الأخيرة” بحسبها. “لقد صدت وحدات الدفاع عن الشعب (الميليشيا الكردية السورية الرئيسية) هجمات داعش (تسمية أخرى لتنظيم الدولة الإسلامية) شرق المدينة واستعادوا عدة مناطق منهم”.
بالطبع لم يفك الجهاديون الحصار عن كوباني. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنهم ما زالوا يسيطرون على الكثير من أحياء المدينة التي كانت تضم مع ضواحيها حوالى 300 ألف نسمة بحسب التقديرات قبل المعارك ومغادرة المدنيين. ونظرا إلى الجنازات التي تتوالى في الجهة التركية، يبدو أن الجهاديين يكبدون المقاتلين الأكراد خسائر كبرى.
لكن الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأكثر عددا ودقة ابطأت تقدم التنظيم الإسلامي.
وأفاد رئيس مقاطعة كوباني الذي بقي في المدينة أنور مسلم في اتصال هاتفي “دمر التحالف الكثير من الآليات وقطع المدفعية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية”. وأضاف “لقد خبأوا سياراتهم الرباعية الدفع المصفحة من طراز هامر ومدافعهم ودباباتهم بين المنازل لتجنيبها الغارات”.
على التلال المشرفة على المدينة من الجهة التركية تلقى كل قذيفة ملقاة من السماء هتافات الترحيب من عشرات اللاجئين الأكراد الذين يشاهدون المعارك مباشرة، حيث استعان الأفضل تجهيزا بينهم بمنظار.
وأكد سروان علي “هذه الضربات أنقذت كوباني” مضيفا “بحسب المعلومات الوافدة من مدينتنا تحسن الوضع كثيرا”.
منذ أكثر من أسبوع يمضي هذا الطبيب البالغ 30 عاما الحيز الأكبر من وقته في المركز الثقافي لسروج الذي حول إلى مستشفى ميداني. هناك يعالج اللاجئون الكثر من مدينته بعد فرارهم من المعارك إلى تركيا بشكل عاجل لدى اقارب أو مخيمات أو مساكن عشوائية.
ومع المقاومة غير المتوقعة للميليشيا الكردية، بدا الطبيب يحلم بصوت عال بنصر يمكنه من العودة الى دياره.
وقال الطبيب الذي درس في روسيا “إن فزنا بالحرب وآمل ذلك من كل قلبي، فلن أضيع اي دقيقة وأعود فورا إلى كوباني بالرغم من الدمار. انها بلادي، فيها ولدت ونشأت”.
ويشاطره هذه الرغبة مجمل السوريين الذين عبروا الحدود. فقد بدات اولى امطار الموسم تهطل في سروج ومنطقتها ما يضاعف سوء ظروف ايوائهم.
واوضحت زايدة اسماعيل التي تبلع 40 عاما “هربنا من المدينة بالملابس التي نرتديها فحسب. غادرنا منازلنا وتركنا طعامنا على الطاولة ما ان قيل لنا انهم يقتربون”.
جالسة القرفصاء امام خيمة تقيم فيها مع عائلة اخرى، اخذت اسماعيل نفسا من سيجارتها بتوتر، وهي لا تفكر الا بشيء واحد. العودة الى ديارها سريعا.
واكدت “لا اريد حتى ان افكر بما كان سيحدث لنا وعائلاتنا واولادنا وشرفنا، من دون تمكننا من الوصول الى تركيا”. وتابعت “لكننا هنا بؤساء، فيما في مدينتنا كان كل شيء جاهزا للشتاء”.
ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى