“الأيــام” مــن قــلـب الاعـتـصــام..

> من جميع ديار الجنوب وبلداته تقاطروا وما زالوا إلى ساحة الحرية وعن الحرية يبحثون، افترشوا تراب الأرض والتحفوا أديم السماء منذ عشية العيد الـ 51 لثورة 14أكتوبر الخالدة، لم تثن عزائمهم مشاق السفر ولا إرهاق السهر، أبوا إلا أن يستلهموا من الثورة ضد المستعمر الأجنبي ثورة ضد المحتل المحلي، قرروا كسر نمطية المليونيات ليجعلوا من مليونيتهم الأخيرة، أو مليونية الخلاص كما أطلقوا عليها فعلا ملموسا سلمي النهج أيضا.
صمموا على الاعتصام دون أن يأبهوا بالمصاعب وانعدام الإمكانيات، افترشوا الأرض قبل أن ينصبوا ما تسير من خيام تبرع بها مناصرون وطنيون استحقوا الإجلال، شرعوا بتشكيل لجان العمل، دشنوا الأنشطة رغم أنهم في بداية الطريق.

**من ثنايا لوحة هذا المشهد الحضاري تبرز أسئلة عميقة الدلالة:**
ـ هل تستطيع الشعوب أن تسبق من نسميهم القادة والنخب في اكتشاف أهمية المتغيرات التي تصب في مصلحة حقوقها وقضاياها فتستغلها وتحولها إلى فعل ملموس؟
ـ ما الرسائل الملحة التي يريد ناشطو الثورة الجنوبية إيصالها، ولمن؟
ـ ما حظ النجاح لهذا النوع من التصعيد الثوري ؟ ولم اختير هذا التوقيت؟
**«الأيام» تجولت في مخيمات الاعتصام واستطلعت آراء عدد من ناشطي الثورة الجنوبية في مختلف المجالات، ومن مختلف الأطياف والألوان وخرجت بالحصيلة الآتية:**

يقول فضل الجحافي، ناشط حقوقي: “تزامنا مع ثورة 14أكتوبر الخالدة وبعد خروج أكثر من عشر مليونيات سلمية، وبعد التضحيات الجسام التي قدمها شعب الجنوب في سبيل الحرية بات من الضروري تصعيد العمل الثوري بأساليب مختلفة في سبيل نيل الحرية والاستقلال واستعادة الدولة كاملة السيادة”.

أما أحمد عبيد بن عبيدالله، مثقف، فقال: “التحية لصحيفة «الأيام» منبر كل الجنوب الأبي وحادي الركب الأول للثورة الجنوبية، كانت حضرموت وما زالت رمز العزة والمدنية الجنوبية ولن تتأخر عن دورها الريادي الوطني، جاء أبناؤها إلى العاصمة عدن للمشاركة في مليونية الخلاص والانعتاق واستعادة الدولة الذي أصبح خيارا لا بديل عنه، لقد صمم شعب الجنوب على استثمار هذه اللحظة الفارقة في تاريخه، وما تمر به المنطقة محليا وإقليميا ليفرض وجوده وحسم خياره في نيل حريته واستعادة دولته”.

بدوره أحمد عاشور، قيادي في الحركة الشبابية، قال: “عزمنا على مواصلة الاعتصام حتى تحقيق الحرية والاستقلال التي قدمنا من أجلها التضحيات والدماء الزكية طيلة سبع سنوات من الثورة، هذا الاعتصام هو رسالتنا الأخيرة لمن أفشلوا الوحدة مفادها إن شعب الجنوب قرر انتزاع حريته وحدد يوم 30 نوفمبر القادم يوما لاستقلاله الثاني بعد أن كان 30 نوفمبر 1967م يوم استقلاله الأول من الاستعمار البريطاني”.

كما تحدث غالب لبحش، ناشط إعلامي، قائلا: “الشعب اعتمد على ذاته بعد أن وجد قصور وضعف في أداء قيادته، لذا قرر أن يوصل رسائله بنفسه للمحتل والمجتمعين والإقليمين، مفادها بأن هذا الشعب صمم على انتزاع حقه في الحرية والاستقلال، ولن تثنيه عن قرارها أية قوة مهما طغت”.

وتحدث محمد أحمد باصم النخعي، ناشط إعلامي، قائلا: “الاعتصام تصعيد حضاري مهما طال لكن سيوصل شعب الجنوب إلى تحقيق أهدافه في الحرية والانعتاق واستعادة دولته، ولا يملك العالم ألا أن يوجه تحية إجلال لحضارية شعب الجنوب في ساحة الاعتصام الذي انتهج السلمية على مدى عشرين عاما.. ندعو قيادة الثورة في الخارج إلى العودة في هذا الظرف الشديد الحساسية إلى ميدان الاعتصام في عدن لمشاركة الشعب انتفاضته المباركة، أما من سيأتي بعد الخلاص باحثا عن جاه أو منصب فإن حينها شعب الجنوب لن يكون بحاجة إليه”.

أما خالد سعيد ثابت، ناشط في الهيئة الأكاديمية الجنوبية، فقال: “أثبت الاعتصام أن هناك نجاحا جديدا يحققه شعب الجنوب رغم الصعوبات، ورغم غياب القيادة الفاعلة والمقتدرة على تجسيد التلاحم الشعبي لتحقيق تطلعات الشعب المشروعة في استعادة الدولة، وعلى القيادات الثورية والسياسية والحزبية والزعامات الجنوبية بمن فيهم الذين ما زالوا في السلطة تحمل مسئولياتها التاريخية، وعدم خذلان شعبهم في هذا الظرف البالغ التعقيد، على هذه القيادات استشعار المسئولية ووضع رؤى تحقق تطلعات شعب الجنوب، على هذه القيادات بمختلف مواقعها الاستفادة من المتغيرات الجارية وتوظيفها توظيفا صحيحا لمصلحة شعب الجنوب، أما الفشل في استثمار اللحظة السياسية الحالية وإضاعة الفرصة المواتية لن يكون سوى طعنة غادرة في صدر الثورة الجنوبية”.

وبدوره قال عاهد الشعبي، ناشط اجتماعي: “المعتصمون نقلوا الثورة الجنوبية من الاحتفائية إلى ثورة تصعيد ملموسة تجسد فيها تكاتف أبناء الجنوب في التلاحم وإذكاء الروح الثوري، كما سيشكل هذا الاعتصام دورة تدريبية لفن القيادة الشبابية، باعتبار الشباب أكثر من تعول عليهم حمل المسؤولية واستعادة الوطن والهوية، كما أنه فرصة لتسابق المقتدرين من أهل الوطني لإسناده وشد أزره.. وبالمناسبة أدهشني سخاء أبناء الصبيحة المهاجرين في المملكة المتحدة، فقد كانوا أول السباقين في التبرع لإخوانهم الثوار المرابطين في ساحة الحرية، فلهم منا جزيل الامتنان والعرفان”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى