في لقاء تشاوري للقيادات الأمنية والحزبية والمدنية بتعز كشف عن تعبئة داخل الجيش ضد أنصار الله..اللواء الصبيحي: تعز لا تحتاج لجانا شعبية أو مجاميع مسلحة

> تعز «الأيام» أحمد النويهي

> وقف قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء محمود الصبيحي وقفة قائد عسكري صعد نجمه بعد انتصارات ميدانية في زمن استثنائي، متحدثا بلغة الواثق المتفهم، كلمة ألقاها وسط تصفيق حار ومتواصل في لقاء تشاوري موسع جمع السلطة المحلية وقيادات أمنية وحزبية وشخصيات اجتماعية وبحضور ممثلي أنصار الله بتعز أمس الأول الخميس.
وقال الصبيحي: “نحن عسكريون ما كان لنا أن نتكلم هنا، لكن الظروف والوضع الراهن أجبرني أن أتحدث معكم، فالوضع السياسي لا يتحمل مزيدا من المناكفات والمزايدات، إنما نلتقي في القضايا المهمة وقضايا الخلاف نتركها إلى أجواء مناسبة ونعمل بالتدرج”.
وقال: “لن أخفي عنكم سرا أن القوات المسلحة كانت معبأة تعبئة كبيرة ضد أنصار الله ولم يتوقع أحد أن تتغير الأحداث”.
وأضاف: “نحن يهمنا تماسك الجبهة الداخلية ولا نعلم ماذا سيجري في الغد”، وقال: “لا يدوم أحد بالقوة، وإذا أصبح رئيس الجمهورية القادم حوثيا ماذا ستفعلون؟ يجب أن نقبل بعضنا بعضا، أما من أراد القوة فهذا بعيد عليه”.
وأضاف: “نحن من جانبنا نعمل على الجمع وليس التفريق، وعندما نقول ممنوع المجاميع المسلحة تدخل تعز أو عدن أو أبين لأننا سنواجهها وندفع ثمنها”.
وخاطب الحاضرين: “تمسكوا بما يؤمل الناس وحمل السلاح ممنوع وعليكم جميعا أن تلتزموا بذلك، ويجب أن نكون سواسية، والقرار سينفذ، وأن يعرف الجميع دوره في استتباب الأمن والقضايا الخلافية نهيئها وعندما تستقر الظروف نناقش ما يمكن تنفيذه”.
وقال الصبيحي: “لا يمكن لأية قوة أن تدخل إلى تعز وواجبي الأمني والأخلاقي وشرفي العسكري أن أحمي تعز، فراتبي من عرق المواطن ويجب أن أكون وفيا له ومعه، أما الأمور الأخرى فهناك مكونات ونخب وأحزاب تتفق، ونحن ننفذ ما يتفقون عليه”.
وشدد قائد المنطقة الرابعة على منع دخول السلاح إلى تعز وقال: “من واجبي الدستوري والأخلاقي هو تأمين تعز، لأن على الدولة أن تقوم بواجبها، وأن الدولة هي من ستقوم بالأمن وحماية المواطنين، وأن تعز لا تحتاج أية لجان شعبية أو مجاميع مسلحة من أية جهة كانت”.
فوضى أثناء اللقاء التشاوري
فوضى أثناء اللقاء التشاوري

وخاطب الحاضرين: “إذا كنتم لا تريدون الحرب الأهلية فيجب أن لا يكون أحد منكم حاضنا لمطلوب أمني”. وقال: “راتبي الذي أتقاضاه هو من عرق المواطن والسلاح الموجود في المخازن هو من عرق المواطن وهذا ما يحملنا مسؤولية الدفاع والحفاظ عليه، وأقسم بالله العظيم إنني سأكون مع الأمن والمواطن ولن أخذلكم أبدا، ومن لا يقوم بواجبه نقول له برع ونأتي بمن يقوم بواجباته”.
وكشف الصبيحي عن تواصل له مع أنصار الله وأنه تكلم معهم بأن هناك متطرفين لا يحلون المشاكل إلا بالسكين أو بالرصاص”، وأضاف: “هناك خلل لدينا هو أننا لم نقم بمهامنا، وأنه ليس من المقبول أن يسمح لشيخ بالمرور بمسلحين مرافقين ويمنع شيخ آخر إنما المنع على الجميع، فالكل سواسية إذا أردنا أن نوطد الأمن”.
وطالب الصبيحي في ختام كلمته جميع الحاضرين ومن خلالهم جميع المواطنين أن يكونوا رديفا للأمن وأن يتصدى الجميع وأن يساهموا بالتعاون مع الأمن لمواجهة وضبط من تسول له نفسه في التخريب والنهب والفساد واستغلال الظروف.
من جهته قال الأمين العام لمحافظة تعز محمد الحاج في كلمة ألقاها باللقاء التشاوري: “لا نحتاج إلى مليشيات مسلحة مطلقا، والأمن يتطلب شراكة مجتمعية، ونحن بحاجة إلى تفعيل ميثاق الشرف الذي وقع من مختلف المكونات في 2012م”.
وفي كلمة أنصار الله أوضح سليم مغلس أن “تعز تؤثر وتتأثر وهي دائما الرائدة للخير والتسامح، وأن اللقاء دليل على أن الجميع يتحملون المسئولية”، منوها أن “هناك حملة إعلامية” - وصفها بالخبيثة - تتعرض لها اللجان الشعبية في بعض المحافظات.
معترضون على كلمة أنصار الله
معترضون على كلمة أنصار الله

وقال: “إنها حملة غير مبررة، وكأن اللجان الشعبية أتت من أدغال إفريقيا”، وفي هذه الأثناء ارتفعت أصوات بعض الحاضرين لمقاطعة كلمة أنصار الله، وكاد اللقاء أن يفشل لولا وقوف قائد المنطقة الرابعة مخاطبا إياهم بأنه لا يقبل الإقصاء وعلى الجميع أن يكون مع حوار العقول وليس حوار العجول.
وبعد أن تم إسكات المعترضين واصل مندوب أنصار الله كلمته بالتأكيد أن “اللجان الشعبية وجدت للتعاون مع الأجهزة الأمنية من أبناء المحافظة نفسها ورافد بتعاون إيجابي مع القيادات الأمنية لتقوم بأعمالها”. وقال إن “اتفاق تم بين ممثلي الثورة الشعبية واللجنة الأمنية تم التأكيد فيه على أن تبقى تعز بعيدا عن أية قلاقل وأن تتحمل اللجان الأمنية مسئولياتها والأمن يتعاون مع جميع شرائح المجتمع، وهذا ليس جديدا على تعز”.
وقال: “نتحمل جميعا مسئولية أن تبقى تعز نموذجا على مستوى الوطن”. وحمل ممثل أنصار الله في كلمته الأجهزة الأمنية المسئولية الكاملة في الاغتيالات التي تستهدف أنصار الله أو من كان على خلفية ثورية، و “للمرة العاشرة نحثها على إلقاء القبض على القتلة الذين يتجولون في الشوارع”.
كما ألقيت كلمة باسم الأحزاب من قبل عبد الحكيم شرف أكد فيها على “أهمية أن يكون للجميع دور إيجابي وأن يتحملوا مسئولياتهم في الخروج من هذه الإشكالات خصوصا بعد أن حدثت انتكاسة للربيع العربي وأصبح الوضع صعبا”.
وقال: “إن تعز ليست بحاجة إلى مسلحين، ويجب أن تبقى محافظة على مدنيتها”، مطالبا القيادة العسكرية وقيادة المنطقة الرابعة أن تتحمل المسئولية”.
وأضاف: “نستبشر بوجود اللواء الصبيحي وموقفه المشرف، ونحن معه في استتباب الأمن والاستقرار في تعز، وندعو كافة القيادات السياسية إلى أن يكون لها موقف مشرف، وإذا حدثت إشكالات يجب أن تحل بالتفاهم”، لافتا إلى أن “القوى السياسية تشدد على أهمية متابعة القتلة والمجرمين ومنفذي الاغتيالات لبعض الشخصيات، فتعز لا تعرف هذه الأساليب وتعرف التعايش”.
الصبيحي يحذر المعترضين من إفشال اللقاء
الصبيحي يحذر المعترضين من إفشال اللقاء

ودعا الدكتور محمد الأهدل في كلمته عن العلماء إلى إحياء التواصل المشترك بين مختلف المكونات والتعايش السلمي بين كافة المكونات واحترام كرامة الإنسان مهما كانت الميولات السياسية والمذهبية والقراءة الواعية للمرحلة، فكل يوم نعيش أحداثا مغايرة، والابتعاد عن سياسة الإبعاد التي أثرت على واقعنا الثقافي والمعرفي والابتعاد عن سياسة الأحادية في الفكر وفي بناء المجتمع”.
فيما ألقى الشيخ عبد السلام الدهبلي كلمة البرلمانيين حث فيها الجميع على أن “يكونوا عونا للأمن في القيام بمهامه وأن يعمل الجميع على جعل تعز نموذجا للدولة المدنية”، وقال: “إن حزبنا تعز، ونحن ليس مع من يخرج عن تعز كائنا من كان، وإذا تجاوزنا ذلك سنتحول جميعا إلى أحزمة ناسفة”.
وأضاف: “نحن نؤيد كل ما يبني دولة واتركوا تعز بعيدا عن الإشكالات، ومن سيأخذ السلطة بالصندوق نحن نرحب به، ولا نريد أن تتحول المسألة إلى مذهبية، فقد تجاوزنا ذلك بعقود ونحن نريد دولة مدنية”.
إلى ذلك ارتفعت دعوات من عدة أطراف تطالب مشائخ تعز والشخصيات الاجتماعية بتسليم المطلوبين أمنيا ممن يعملون مرافقين معهم كدليل واقعي على مشاركتهم في مواجهة الاختلالات الأمنية.
وفي ختام اللقاء صدر بيان عنه أكد على أهمية الحفاظ على الطابع السلمي والمدني للمحافظة، وتجنيب المحافظة الانزلاق إلى مهاوي الفوضى والتخريب والعنف والصراعات من أي طرف كان.
جانب من الحاضرين في اللقاء
جانب من الحاضرين في اللقاء

وأكد اللقاء على جهود إنهاء المظاهر المسلحة ومتابعة وضبط المطلوبين أمنيا بقضايا جنائية.
كما أشاد اللقاء بالدور المسئول للأحزاب والتنظيمات السياسية في مساندة جهود السلطة المحلية في مختلف الجوانب.
وأكد اللقاء على استمرارية اللقاء المشتركة بين السلطة المحلية والمكونات السياسية حول مجمل القضايا التي تهم أمن واستقرار المحافظة، وتفعيل مشروع الشراكة المجتمعية مع كافة المكونات السياسية والاجتماعية والخدمية.
وختم البيان تأكيد المشاركين في اللقاء على الالتزام المطلق باتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي يمثل خارطة طريق لبناء اليمن الجديد يمن العدالة والمساواة والحكم الرشيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى