دولـة الـجنـوب حـامـيـة لأمـن واسـتقـرار الـمنطقـة

> عارف أحمد جبران

>
عارف
 أحمد
 جبران
عارف أحمد جبران
ليعلم إخوتنا في دول الخليج العربي أن دولة اليمن الموحد التي يتمسكون بها حفاظًا على مصالحهم وأمن واستقرار بلدانهم لم تكن إلا دولة فاشلة تهدد أمنهم واستقرارهم للتركيبة القبلية في الشمال التي لا يمكن لها أن تتعايش في دولة مدنية حديثة تكون عوناً لأمنها واستقرارها، فعلى دول الخليج العربي أن تقتنع بهذه المسألة وأن تبدأ بناء جسور حقيقية لترسيخ أمنها واستقرارها بدراسة وتفهم للواقع اليمني، وما يناسبه من نظام حكم يساعد إلى حد ما في إيجاد مناخ سياسي ينسجم مع الخلفية التاريخية للمجتمع اليمني، وما يتوافق مع ظروف المرحلة الراهنة، كما عليها أن تدرك حقيقة الصراع الأزلي القبلي المناطقي في الشمال، وتعدد السلطات، وهو ما يقف عائقاً أمام دولة يمنية موحدة حديثة، وأن ما كان يسمى بالنظام السياسي في الشمال الذي أخذ لنفسه طابع التحرر والاستقلال من الاستعمار الأجنبي للدول العربية لم تكن حينها دولة مستعمرة، بل كيان سياسي قائم بحد ذاته، وله نظام حكم ذاتي أكثر استقلالية وارتباطه بالخارج، وشكلت بعدها حركه 26 سبتمبر 1962م إثر انقلاب على نظام الحكم في الشمال من قبل الضباط الأحرار والإعلان عن نظام جمهوري بأهداف سياسية ومدنية، لكن لم يتحقق منها شيء بسبب استمرار الصراع القبلي الذي أخذ لنفسه داخل النظام الجمهوري الطابع العسكري.
إن على دول الخليج أن تدرك حقيقه الواقع في اليمن وأن تجعل من نفسها عاملا مساعدا في إيجاد كيان سياسي داخل الشمال ترتضيه القوى القبلية العسكرية ليكون عاملا مساعدا على حفظ الأمن والاستقرار داخل دولة الشمال الجديدة ليعكس تاثيره الإيجابي على أمن واستقرار دول الخليج، وبذلك تكون نظرتها صوب الجنوب أكثر إيجابية لمساعدة أبنائه باستعادة دولتهم ليكون لدول الخليج ما أرادت لأمنها واستقرارها، ولا سيما أن الجنوب يختلف اختلافا كبيرا في تركيبة مجتمعه التي تسودها ثقافة المدنية، وحب الجنوبيين إلى النظام والقانون والمدنية، وهو أقرب إلى مجتمعات الخليج، وستكون دولة الجنوب البوابة الحصينة لحفظ أمن واستقرار دول الخليج العربي، وبعد أن تضمن دول الخليج حفظ أمنها على طول الشريط الحدودي مع الشمال ودولة الشمال، ويضاف إليه حفظ الأمن والاستقرار لدولها بحماية دولة الجنوب لخطوط الملاحة الدولية من باب المندب وخليج عدن وبحر العرب إلى الخليج العربي.
إن دولة الجنوب لا تشكل حماية لحفظ وأمن دول الخليج فحسب، بل حماية للملاحة الدولية، وخاصة لمصر العربية من خلال التأثير على قناة السويس، وعلى مصر التي تعي حقيقة دولة مدنية مستقرة على المدخل الجنوبي لقناة السويس المتمثل في باب المندب وخليج عدن، وأن تساعد أبناء الجنوب في قيام دولتهم التي يتطلعون لها لتضمن استمرار قناة السويس.. من خلال هذه المعطيات يستلزم الواجب الإنساني والقانوني وضرورة حفظ الاستقرار الأمني في المنطقة الجنوبية للوطن العربي وخليجه والقرن الإفريقي والدول المطلة على جانب البحر الأحمر وخليج عدن أن تقف إلى جانب أبناء الجنوب باستعادة دولتهم لتكون الحامية لأمنها واستقرارها، ما عدا ذلك فرأس الرجاء الصالح هو البديل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى