بتعبير (الأهـالـي) الـمصريـة «يـا اولاد الإيـه!» 5 سنـوات «الأيـام» مـغـلـقـة والـيـوم تـئـنـون

> نجيب محمد يابلي:

> جمعني لقاء في الطريق بالأخ والصديق العزيز فضل حسن يحيى وباشرني بالحديث: “يا أخي ما رأيت بشراً بوقاحة هؤلاء الذين تصفهم بين حين وآخر بـ“عرابدة حاشد وسنحان” الذين يجندون ويوظفون كتابا وإعلاميين للتباكي ورفع الأصوات عالياً بأن الرئيس هادي يمارس الاستبداد وتكميم الأفواه، حيناً مباشرة وحيناً عبر الحوثيين، فقناة (اليمن اليوم) موقوفة وكذا قناة (سهيل)”.
يمضي الأخ فضل في حديثه الشائق: “وهؤلاء الإعلاميون أو الكتاب كان الحكيم عبدالله الأصنج يصفهم بأنهم من “بني مُر” (اختصار لكلمة مرتزقة) ويتبعها بترجمتها الإنجليزية mercenaries (أي مرتزقة) فيقول لك مثلا: شوف إثارة الموضوع هذا الآن جاء بتعليمات وأوامر من الأفندم فلان أو الشيخ فلتان صدرت للكاتب فلان والإعلامي فلان والصحفي فلان، وأوعزوا لإعلامي عربي بإثارته عبر صحيفة كذا وقناة كذا، وهذونا كلهم تعرفهم يا فضل من “بني مُر” يا فضل هذونا mercenaries”.
أردف فضل: “يا أبو جهاد أنت سيد العارفين، وكتبت في ذلك كثيرا أن «الأيام» أثبتت أنها دولة المستضعفين ونصيرة المظلومين وأنها تواجه دولة عصابات، وأن رأس الدولة غير متفرغ لإدارة الدولة الهشة (لأنها ليست دولة مؤسسات) وإنما متفرغ لإدارة عصابات، والرجل يتفاعل مع من هم حوله على أنهم عمال بالأجر اليومي Daily Wagers”. طبعاً هذا كلامي رداً أو استطراداً لما قاله أخي فضل، لأني لم أكتب من فراغ وإنما كتبت عن قضية.
قال لي فضل: “اكتب يا أبا جهاد عن هؤلاء البجحين الذين علا صراخهم ولم تمض أربعة أشهر أو خمسة على إغلاق هاتين القناتين، بينما «الأيام» أغلقت لخمسة أعوام، وما سبق ذلك وما لحق من أعمال بلطجة..”، فصرخت على الفور: عنوان موضوعي سيكون بتعبير (الأهالي) المصرية. أقول للأخ فضل: إن “الأيام” هي التي تضررت وتكبدت خسائر مادية ومعنوية وتعرضت لسلسلة أعمال بلطجة منذ العام 1994 حتى العام 2009، لا لذنب جنته المؤسسة والصحيفة، سوى أنها مارست رسالتها بمهنية عالية على الرغم من أن الحاكم بأمره علي عبدالله صالح يملك وسائل إعلام مرئية ومقروءة ومسموعة ويوظف إعلاميين في الداخل والخارج من “جماعة بني مُر” بتعبير الرجل الكبير عبدالله عبدالمجيد الأصنج، رحمه الله، وأنفق وينفق المليارات في جانب الإعلام.
أدرك الحاكم بأمره أن القضية الجنوبية كانت «الأيام» حاملها، ولم يكن للأحزاب أو المنظمات الأخرى في الجنوب أي يدور يذكر مقارنة بـ«الأيام» بل حاول الحاكم بأمره نقل «الأيام» إلى صنعاء إلا أن الرجل الكبير هشام باشراحيل (الذي مات كمدا) أعلمه بأن الراحل الكبير محمد علي باشراحيل أوصى بألا تنتقل صحيفته إلى أي مكان غير عدن، وألا يوارى جثمانه ثرى أي مدينة غير عدن إلى جوار والديه المدفونين في مقبرة القطيع، وحقق الله له أمنيته كما حقق لهشام أمنيته، عندما ووري الثرى إلى جانبه ابنته هناء توأم هاني هشام.
أقول لأخي فضل بأن الحلقة (50) من تقرير الحراك الجنوبي السلمي حول جذور القضية الجنوبية المقدم من فريق القضية الجنوبية لمؤتمر الحوار الوطني التي نشرتها الصحيفة في الصفحتين (10) و (11) من عدد الإثنين 13 أكتوبر 2014 كافية (أي الحلقة 50) لأن تكون مرافعة قانونية للجنوب أمام أي قضاء دولي لفك الارتباط مع قوم ياجوج وماجوج، مع خالص اعتذارنا لإخواننا من سكان مستعمرات إب وتعز والحديدة والبيضاء.
لم يشهد هشام باشراحيل نكبة في حياته منذ 16 يونيو 1944 يوم ولادته في التواهي إلى يوم وفاته 16 يونيو 2012 مثل النكبات التي واجهها بدءاً من الهجوم المسلح على دار «الأيام» وسكن الناشرين هشام وتمام باشراحيل في 12 فبراير 2008 وانتهاء بالهجوم المسلح على دار «الأيام» وسكن الناشرين في عدن يوم 5 يناير 2010، وإيداعه السجن مع نجليه هاني ومحمد هشام.
أقول لأخي فضل “ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون” والبر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت.. اعمل ما شئت، فكما تدين تدان!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى