الاعـتـصـام الـمـفـتـوح

> عبد القوي عبدالله باعش

>
عبد القوي عبدالله باعش
عبد القوي عبدالله باعش
فكرة الانتقال من مرحلة المسيرات إلى مرحلة الاعتصامات فكرة جيدة، وفي نفس الوقت مسئولية يجب التعاطي معها بروح وطنية مسئولة بعيدة عن المناكفات والتناقضات التي تعودنا عليها والتي للأسف لا يزال البعض متقوقعا فيها، وكما يقال (إن الحب اختيار والكراهية اختيار أيضا لكن كليهما شعور ينبعث من نفس بشرية فأحدهما يدعو للتعاطي والانجذاب ليبرهن صحة وسلامة النفس والآخر صفته الاشمئزاز والنفور لبيرهن على خبث ومرض النفس)، وبالتالي فكرة الاعتصام يجب أن تكون مدروسة نظرا لأهميتها المعنوية والسياسية.
وجاء الاعتصام في توقيته ليواكب مرحلة نوعية من النضال على طريق تحقيق مطلب الشعب لتقرير مصيره واستعادة دولته واختياره في تحديد القيادة.. لكن للأسف إن بعض قيادات والمكونات لم تستوعب مهمة المرحلة ومتطلباتها حتى الان رغم مشاركتها ومباركتها هذا الانتقال النوعي والحاسم، وهذا ما نشاهده على الأرض والواقع يؤكد أن الشعب استوعب مهمته والقيادة لم تستوعب بعد مهمتها، فلا زالت (أي تلك القيادات) تعيش مرحلة ما قبل 2007م، والبعض منها يتملص من المسؤولية نكاية بقيادات أخرى ترى من الاعتصامات فرصة للظهور أمام الكاميرات وصعودهم على المنصات، ومنهم من لا زال يعيش مرحلة الحوار وهذه المصيبة والكارثة التي تواجه الثورة، بينما الشعب حسم خياره.
عموما على الجميع مسؤولية دينية وأخلاقية قبل أن تكون وطنية، إذ إن الفكرة إذا لم تتوفر لها الشروط الموضوعية والأساسية الانضباطية الملتزمة تبقى مجرد كلام جميل.. وبالتالي الانتقال أصبح أمرا واقعا ومحدد المهام، وأي عثرة معناها إجهاض الثورة، وهذا غير مسموح به على الإطلاق.. لذلك ننصح جميع المكونات بالترفع عن مرض الزعامات والولاءات والعمل من أجل الجنوب كل الجنوب، لقد أثبتت التجارب أن العمل في خدمة الأشخاص ينتهي مع نهايتهم، وأن العمل في خدمة الأوطان باق ومخلد في التاريخ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى