مـشـاهـد مـن مـلـيـونـيـة 14 أكـتـوبـر

> عارف أحمد جبران

>
عارف
 أحمد
 جبران
عارف أحمد جبران
من داخل الاعتصام بساحة الحرية في خورمكسر عدن، ومن تحت الظل المنكسر من حائط المنصة، كتبت المشاهد بعد مليونية 14 أكتوبر في ذكراها الـ(51) التي شهدت حشودا جماهيرية غير مسبوقة قياسا بتعداد أبناء الجنوب، وشكلت استفتاء شعبيا بإشراف دولي إعلامي حاضر على إرادة أبناء الجنوب باستعادة الدولة على كامل الأراضي.
وما ميز هذه الاحتفالية رغبة أبناء الجنوب وإرادتهم في إرسال رسالة للمجتمع الدولي بأن شعب الجنوب عازم على استعادة دولته، ولايمكن له التراجع، مؤكدا سلمية نضاله، لأن هناك من يريد خلط الأوراق وتصفية حساباته مع سلطة صنعاء خاصة من جماعة “أنصار الله” الذين دحروهم بوضع البردعة على ظهر شعب الجنوب ليمتطوا على ظهره، وهذا ما شاهدت جزءا منه عندما رفع البعض السلاح هاتفًا لا سلمية بعد اليوم.
فعلى شعب الجنوب الحذر من هذه الأبواق التي تنبح مثل الكلاب بصوت الرعب والدمار خدمة لأسيادها المتساقطين، ولايمكن لشعب الجنوب أن تنطلي عليه مثل هذه الحيل الخبيثة.
ونقول إن الجنوب يتطلع إلى أبنائة الذين يخدمون في بلاط أحزاب صنعاء أن يكونوا في الصفوف الأمامية في الميدان، ويعلنوا انسحابهم من أحزاب صنعاء، والعودة إلى جادة الصواب، فهذا شعبهم وهذه أرضهم وحتى الذين أزعجونا بفرقعاتهم الإعلامية تبخرت تصريحاتهم، ولم يقدموا على خطوة في طريق الصواب بل ارتضوا لأنفسهم واقع الذل مع صنعاء، وخاصة منهم من اشترك بمسرحية الانضمام إلى الحراك لغرض الضغط السياسي على حكام صنعاء الجدد بأن يتصدقوا عليهم وسط الجماهير.
أراد الشعب الجنوبي أن يكون داخل الميدان.. ليمضي في قافلته وهي تسير في طريقها الصحيح نحو بلوغ الهدف، فمن أراد اللحاق بالركب عليه أن يشد رحاله من صنعاء اليوم قبل غد، لأن ساعة الصفر اقتربت.
كما نقول إن على أبناء الجنوب أن يتحلوا بأخلاق وثقافة أصيلة وأن نتعامل مع إخوتنا من أنصار حزب الإصلاح، فهم إخوه لنا ومن أبناء جلدتنا وينبغي تقبل توجهم.. ونسأل الله أن يرجعهم إلى طريق الصواب والحق مع شعبهم لنعمل سويا في تحقيق هدفنا، وهو استعادة الدولة، فبدلاً من إظهار العداوة نحوهم نتوجه إليهم بقلوب منفتحة، ونناشدهم أن يكونوا عونًا لشعب الجنوب باحترام إرادته وتحديد مصيره دون إكراه.
إن جماعة “أنصار الله” قمة في النضج الفكري والسياسي ويدركون جيدًا أن القوى المتساقطه وشركاءهم الحزبيين وقبائل ينتظرون لحظة تهور جماعة “أنصار الله” للدخول في اكتساح الجنوب لتكون ورقة دولية تسهل عودة نفوذهم بالتدخل الخارجي، لكن إذا ظل “أنصار الله” مكتفين ببقائهم على سيطرة الشمال، ولم يتخذوا خطوة صوب الجنوب فسوف يحرقون القوى المتساقطة، ما سيجعل المجتمع الدولي يعترف بالأمر الواقع لتبدأ مرحلة جديدة يجسدها “أنصار الله” مع أبناء الجنوب باحترام إرادتهم، وستكون القشة التي تقصم ظهر المجتمع الدولي.
وبعيدًا عن المسؤولية الأخلاقية والقانونية التي تتخوف منها جماعة “أنصار الله” من أن التاريخ سيلعنهم كونهم فرطوا بوحدة اليمن وأعادوا تقسيمها إلى دولتين على ما كانتا قبل 1990م لتسقط عليهم تلك المسؤولية بإرادة الشعب في الجنوب بالعودة إلى الوضع القانوني لما قبل 1990م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى