الـرئـيس عـلـي نـاصر مـحـمـد : نحتاج إلى مشروع وطني يضم الجنوبيين والحوثيين لتحقيق الدولة المدنية

> القاهرة «الأيام» مصطفى عمارة

> قال رئيس اليمن الجنوبي قبل الوحدة مع الشمال علي ناصر محمد انه لا يظن أن أنصار الله (الحوثيين) أو السلطة يتحدثون عن انهيار اتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقع في 21 سبتمبر الماضي.
وأوضح علي ناصر محمد الذي يقيم بالقاهرة في تصريحات لصحيفة (الزمان) اللندنية أن ما يجري في اليمن يأتي في سياق تأخير الحلول الممكنة، ومن ثم خسرانها في وقت لاحق، وهو يذكرنا بتسويف حل القضية الجنوبية الذي كلما تأخر ارتفع سقف المطالب وفقدت الدولة ما تبقى لها من وجود وحضور وتشعبت القضايا وتناسلت وازدادات تعقيداً.
**رغم الاتفاق الذى وقعته الحكومة اليمنية مع الحوثيين إلا أنهم أقدموا على اقتحام العاصمة اليمنية والتقدم للسيطرة على الحديدة، فما هي الأسباب الحقيقة لانهيار الاتفاق؟.
- لا أظن أن أنصار الله (الحوثيين)، أو السلطة يتحدثون عن انهيار اتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقع في 21 سبتمبر الماضي.. ما يجري يأتي في سياق تأخير الحلول الممكنة، ومن ثم خسرانها في وقت لاحق وهو يذكرنا بتسويف حل القضية الجنوبية الذي كلما تأخر ارتفع سقف المطالب وفقدت الدولة ما تبقى لها من وجود وحضور وتشعبت القضايا وتناسلت وازدادات تعقيداً.. ومن المفيد أن يحدث حوار عاجل يبحث المسألة الأمنية في البلد ويفضي إلى تنسيق بين رجال الأمن والجيش واللجان الشعبية بحيث تسترد الدولة دورها المفقود ويجب أن يساعد الجميع في سبيل تحقيق ذلك لأنه يشكل مصلحة مشتركة وحاجة ملحة تترتب عليها كل إمكانية للإصلاحات في ما هو سياسي واقتصادي وعلى مختلف المستويات.
**وما هي الأهداف الحقيقية للحوثيين من الإقدام على تلك الخطوة؟
- أي خطوة يقوم بها طرف أو مكون سياسي أو ميداني هي محسوبة له أو عليه، وهو من يجب سؤاله عنها وتفهم موقفه، ولكن في إطار من الوضوح التام.. ما يحدث اليوم في اليمن يكرس هيمنة تزييف الوعي والتلاعب بالمعلومة وبالتالي التوافق أو التناقض في تقديم المعطيات، تماماً كما حدث في قضية الجرعة السعرية التي لم يكن أحد يعلم من أقرها ومن يقف وراء ذلك القرار، وكان كل طرف مسؤول يرمي بها إلى ملعب الآخر إلى أن سقطت صنعاء وسقطت معها الجرعة والحكومة.
**هناك من يرى أن ما قام به الحوثيون تقف وراءه إيران بهدف السيطرة على باب المندب وتهديد أمن مصر والسعودية، فما مدى صحة ذلك؟.
- اليمن بات مسرحاً للكثير من اللاعبين الخارجيين على تنوعهم وتعددهم بسبب انكشافها أمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وبات من الصعب تحميل طرف خارجي بعينه مسؤولية ما حدث وما يحدث بقدر ما ينبغي التفكير في حلول لإعادة تماسك الداخل وإعادة تأهيله ليواكب المتغيرات وإحداث انفراج سياسي على مستوى كل القضايا لاسيما القضية الجنوبية ومعالجة آثار حروب صعدة وتنفيذ النقاط الـ31 المتعلقة بهاتين القضيتين الأساسيتين وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة تأسيساً لاتفاقات أكثر شمولية لا تقصي طرفاً ولا تستبعد قضية ولا تهمل ملفاً.. أما فيما يتعلق بباب المندب فهذا الكلام ليس له أساس من الصحة، لأنه ممر للملاحة الدولية وليس لأحد مصلحة في إعاقة الملاحة الدولية كما هو الحال في قناة السويس ومضيق هرمز.
**وما هي الأسباب التى أدت بالحراك الجنوبي إلى تنظيم اعتصامات واحتجاجات فى اليمن الجنوبي؟
- الاعتصامات والمليونيات الجنوبية ليست وليدة اللحظة بل إنها مستمرة ومتعاظمة منذ انطلاق حركة التصالح والتسامح 2006م والتي تأسس عليها الحراك الجنوبي 2007م واستمر الجنوبيون في نضالهم التحرري السلمي وقدموا التضحيات الجسام وهم اليوم كما في كل السنوات الماضية يحيون المناسبات الوطنية كثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ويؤكدون من خلالها على شرعية نضالهم وعدالة قضيتهم ويرسلون الرسائل الإيجابية للداخل والخارج اللذين لم يقدما له سوى ردوداً سلبية وإخفاقات متوالية من تطورات عبرت عن انتكاسة حقيقية للعملية السياسية التي بدأت منذ 2011م.
**وهل يهدف الحراك إلى المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شمالة أو القيام بخطوة مماثلة للخطوة التى قام بها الحوثيون؟
- المطالبة بالانفصال أو فك الارتباط والاستقلال هي تعبيرات معلنة عن الرغبة في تقرير المصير بدأت منذ سنوات، ربما تكون المظلومية شعور مشترك بين الحراك الجنوبي وحركة أنصار الله (الحوثيين) هي الرابط الذي ينبغي أن يضاف إليه الارتباط الفعلي بمشروع وطني جامع يحقق الدولة المدنية المنشودة ويؤمّن سبل الوصول إلى التغيير الشامل.
**وفى ظل هذه التطورات هل تعتقدون أن اليمن مقدم على التقسيم؟
- مسار التقسيم جرى تدشينه على هامش مؤتمر الحوار الوطني بإعلان الأقاليم الستة رغم تحفظ عدد من القوى المشاركة في الحوار ورفض الحراك الجنوبي لهذا التقسيم، وقد نبهنا إلى خطورة هذا التقسيم وأكدنا على موضوع إقامة دولة اتحادية من إقليمين بحدود عام 1990م.
**بعد الهجمات التى تعرض لها الحوثيون من جانب القاعدة، هل ترى أن ذلك مقدمة لاندلاع حرب أهلية فى اليمن؟
- ما حدث في هذا الإطار مؤشر خطير لاحتمالات الدخول في بؤرة صراع دموي قد يؤسس لصوملة على الطريقة اليمنية، وقد كان العمل الإرهابي في ميدان التحرير بصنعاء وفي حضرموت جريمة مدانة بكل المقاييس تضاف لسلسلة من الجرائم التي ارتكبت في بقية المحافظات.. وإن لم يتدارك الفرقاء الموقف ويراجعون حساباتهم ويغلبون المصلحة العليا للوطن والشعب بعيدا عن روحية الانتقام وتصفية الحسابات باستخدام أرذل الأدوات وأكثرها دموية فسوف تنضم اليمن للحالة الملغومة في المنطقة في سورية والعراق وليبيا وغيرها، ولن يسلم من هذا التطور - لا قدر الله - أي طرف داخلي أو خارجي.
**وما هي وجهة نظرك فى تشكيل الحكومة الجديدة فى ظل الانتقادات التى وجهت إليها بأنها تعد رضوخا لمطالب الحوثيين وسيطرتهم على الأوضاع فى اليمن؟
- تمت تسمية رئيس الوزراء بعد وقت طويل وبعد تسجيل عدد من الإخفاقات السياسية والميدانية التي كان الجميع في غنى عنها، ولم تتشكل الحكومة حتى اللحظة ونأمل ألا تأخذ نفس الوقت أو أكثر ونحصد خلال ذلك انتكاسات جديدة ودون الاستفادة من الدروس الماضية والماثلة، واليمن ليست كلبنان التي حتى الآن لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية فيها، فهي دولة من دون رئيس منذ تسعة أشهر لكن مؤسساتها قائمة، في حين أن في اليمن رئيس لكن بدون دولة.
**هناك شكوك حول وقوف الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وراء الاضطرابات التى جرت مؤخرا، فما مدى صحة ذلك؟
- الطرفان المعنيان بهذا الأمر ينفيان ذلك، ولا يمكن والحال هذه أن نثبته من جانبنا، وهناك من ينظر إلى المسألة على أنها تأتي في سياق المكايدة السياسية.
**ما هي توقعاتكم للسيناريو المحتمل؟ وهل تتوقعون تدخلا دوليا أو عربيا تجاه ما يحدث فى اليمن؟
- التدخل الدولي قائم ومعترف به من قبل الفرقاء المحليين، بل إن العملية السياسية التي بدأت منذ 2011م وفقاً للمبادرة الخليجية مدعومة دولياً وتقوم برعايتها الدول العشر بسفرائها في صنعاء وبإشراف المندوب الأممي إلى اليمن، والذي كان له دور إيجابي في إحداث انفراج في كثير من القضايا، وآخرها التوصل لاتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقع في 21 سبتمبر الماضي بمشاركة مكون (أنصار الله)، والمهم أن تفضي كل تلك الجهود إلى تسوية متكاملة للملف اليمني دون أن يقع الخطر الأعظم الذي لا يمكن معه لأي تدخل أيا كان نوعه وشكله أن يدرأ نزيفه ويوقف امتداداته داخل وخارج الحدود.
ولقد بدأت بعض الاصوات ترتفع من الداخل والخارج للمطالبة بالتدخل الإقليمي والدولي، وإذا حدث ذلك فإن اليمن سوف تدخل مرحلة خطيرة تؤثر على وحدتها وأمنها وعلى استقرار المنطقة كلها، ولن ينجو أحد من آثار هذا التدخل.
**فى النهاية ما هي مطالبكم من مصر والعالم العربي والجامعة العربية تجاه ما يحدث فى اليمن؟
- نحن نطالب بأن تعطي جامعة الدول العربية وجمهورية مصر العربية اهتماماً خاصاً لما يجري من تطورات في اليمن لأن أمن اليمن من أمن مصر، فمصر معنية قبل غيرها من الدول المطلة على البحر الأحمر بما يجري من تطورات لأن مصر واليمن تتحكمان بمنافذ البحر الأحمر (باب المندب وقناة السويس) اللذين يعتبران شريان الملاحة الدولية، ولأهمية اليمن فقد وقفت مصر إلى جانبنا شمالاً وجنوباً في الدفاع عن النظام الجمهوري والمساهمة في تحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني حتى قيام الدولة في نوفمبر 1967م.
**عن (الزمان) اللندنية**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى