الـتحـالـف الـعجـيـب بين صالـح والـحـوثيـين

> عبدان دهيس

>
عبدان دهيس
عبدان دهيس
لم يتوقع أحد ـ رغم أن كل شيء في هذه البلاد جائز ـ أن تحالفًا، وإن كان غير معلن، سينشأ بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام، ممثلاً في شخص الرئيس السابق صالح، بل التحالف الذي نشأ فجأة بينما هو أصلاً تحالف بين (صالح والحوثيين) لحسابات يفهمها الكثيرون في الساحة السياسية اليمنية، ولم تعد غائبة أو مخفية على أحد، وهذا ما تجسد في سقوط العاصمة صنعاء في أيدي الحوثيين بسرعة البرق، وتمددهم إلى بقية المحافظات، خاصة (الشمالية)، بصورة مفاجئة لم تكن في الحسبان، وعلى نحو غير متوقع أذهل الجميع.
بل يذهب البعض من فقهاء السياسة والمختصين في شؤون اليمن إلى أن الذين أسقطوا صنعاء وتمددوا إلى المحافظات هم من أفراد الحرس الجمهوري الذين أبقاهم الرئيس السابق تحت إمرته لغرض تأمين حمايته، وعددهم خيالي يصل إلى الآلاف، وما يزالون يمتلكون ويستخدمون أحدث الأسلحة والإمكانيات العسكرية المتطورة.
ومعلوم أن (الحرس الجمهوري) وقوامه الكبير المدرب تدريبا خاصا، كان جيشًا مستقلاً بذاته وليس له علاقة بالدولة، ويخضع لإمرة الرئيس السابق مباشرة، فكانت (لافتة الدخول) والتعبئة في أوساط القبائل باسم (الحوثيين) والتنفيذ (للحرس الجمهوري)، مع الإشارة إلى أن (أنصار الله) لم يكن لديهم القدرة الكافية ولا الإمكانيات ولا حتى العدد المؤهل لإسقاط (العاصمة صنعاء)، خاصة إذا ما عرفنا أنهم قد خرجوا من (حروب 6)، منهكين وخائري القوى، بالإضافة إلى المواجهات العنيفة التي خاضوها في (دماج) ضد السلفيين، ناهيك عن حربهم مع (إخوان اليمن) حزب الإصلاح، وعلى وجه الخصوص في عمران والجوف.
لقد أفرزت ما تسمى بثورة (الربيع العربي) في اليمن إخراج الرئيس السابق صالح من (كرسي الرئاسة) ومن سدة الحكم، بمختلف مفاصلها ومكوناتها، وقد كشفت هذه الثورة عن خفايا وأسرار وصراعات كثيرة، بين أطراف السلطة، وخاصة الأقطاب الرئيسية والرؤوس الكبيرة المتنفذة، المستفيدة من السلطة، المتمثلة في الرئيس السابق صالح وأقربائه، والجنرال علي محسن، وأولاد الأحمر وحزبهم الإصلاح ورموزه وقياداته الكبيرة، وخاصة المتشددين منهم، الشيخ الزنداني بالذات.
ويبدو أن الرئيس السابق صالح لم يقبل بالخروج من السلطة مهزوما، لهذا أصر على منحه (الحصانة) وعلى البقاء في الداخل وتأميم أكثر من ثلثي (الحرس الجمهوري) و(الحرس الخاص) لصالحه إلى أن تحين الساعة التي كان يخطط لها لغرض تصفية الحسابات مع خصومه السياسيين والقبليين، لهذا دخل - كما يبدو - في مساومات وتحالفات غير معلنة مع الحوثيين للانقلاب على سلطة الدولة، وإسقاط صنعاء وهالة (الفرقة الأولى مدرع) وجنرالها الهارب، والتمدد في بقية المحافظات الشمالية، بل والدخول إلى منازل خصومه، كرد فعل كما يبدو على القيادات الإصلاحية، التي كانت تهدده بالدخول إلى (غرفة نومه).
لكن الأكثر عجباً في هذه البلاد أن إصلاحيي الجنوب بعد (تراجيديا صنعاء) أعلنوا انحيازهم إلى جانب (القضية الجنوبية) ومطالبها العادلة، على خلاف مواقفهم السابقة ما قبل (21 سبتمبر) الماضي، ويحاولون الآن أن ينشئوا (تحالفاً) مع الحراك، والأيام القادمة ستكشف النوايا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى