بـإمـكـانـنـا أن نـجـتـاز الاخـتبـار الـتـاريـخـي

> د. هشام محسن السقاف

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
بإمكان الجنوبيين الآن اجتياز محنة التيه الطويل بلملمة شتات محنتهم، والانتقال إلى مرحلة الفعل الثوري المتزن من خلال وحدتهم، التي هي جسر عبورهم إلى استعادة الدولة الجنوبية التي هي شكل مغاير تماماً للدولة التي حكمت سبعاً وعشرين سنة بنفس الحزب الواحد والصوت الواحد الذي لا يعلو عليه صوت.
ولا أظن الشباب الذين ولدوا بعد مرحلة تلك الدولة إلا أنهم كانوا عماد الخروج الرافض لدولة الوحدة بشكلها القبيح الذي عرفناه بعد 1994/7/7، رغم مراهنة رأس نظام صنعاء المعتدي على الجنوب وأهله في ذلك التاريخ، على ما كان يسميه جيل الوحدة، وهو لا يدرك أنهم العنقاء التي تنهض من تحت رماد المعاناة، فخاب ظنه عندما كان هؤلاء الشباب في مقدمة من يخرج كاسراً حاجز الخوف، وأول من يقدم النفس رخيصةٍ على مذبح الحرية والانعتاق، وأول من قال للقيادات العتيقة في المليونية الأخيرة اصمتوا، وأبعد من أفواههم مكبرات الصوت، إلى أن يتوحدوا كخيار أخير يلتقط زمام المبادرة التاريخية.
الآن نرى عودة الروح في الكيان الجنوبي بتشكل الكتل الوطنية التي هي ملزمة بإتمام التفاهمات فيما بينها لتأسيس الكيان الجنوبي الموحد القادر على إدارة وقيادة المرحلة القادمة وصولاً إلى استعادة الدولة.
وليس أمامنا إلا خيار الحوار وإشاعة الديمقراطية داخل المكونات وفيما بينها، ووضع الباب مشرعاً لقبول كل أبناء الجنوب دون تخوين أو إقصاء أو إبعاد، لأن ذلك هو ما جربه الجنوب بعد استقلاله الأول عام 1967م، وأفضى الى ما أفضى إليه في السبع والعشرين سنة التي تلت ذلك، واستفاد منها المتربصون بالجنوب ممن غدروا بالوحدة بعد ذلك في حرب العام 1994م.
لا يجوز في هذه المعادلة الصعبة أن نخون بعضنا بعضاً، أو أن يتعمق الحس لدى البعض بصفات (المناضل) رقم (1) فيما الآخرون دونهم، فالمناضل رقم (1) هو الشعب في الجنوب والشهداء الذين أدركوا الشهادة في سبيل هذا الوطن. كما لا يجوز أن تعتلي منطقة على سائر الجنوب، فالمعاناة قد شملت الجميع في كل بقاع الجنوب، وهو ما وقعنا في براثنه في دولة الجنوب السابقة ودفعنا ضريبته دورات من الصراع، وكلما جاءت (أمة) لعنت أختها، إلا ما يتوافق عليه الجميع، الآن أو في الدولة القادمة بشأن عدن التي لا ينكر فضلها ودورها إلا جاحد، كما لا ينكر أحد شرعية الأستاذ علي سالم البيض باعتباره رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي دخلت في وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية ضمن مواثيق وعهود انقلبت عليها الأخيرة في الحرب الظالمة عام 1994م، وسيكون لشرعيته تلك دور قانوني في قادم الأيام عند استعادة الدولة.
وفي هذه الأثناء ونحن في لحظة تاريخية فارقة ندرك جميعاً كأبناء لهذا الوطن الدور التاريخي الشجاع الذي يقوم به الأخوان الأستاذ أحمد عبدالله المجيدي والقائد العسكري الشجاع اللواء محمود الصبيحي في حفظ الأمن والتيقظ لصد أية محاولات لتعكير الاستقرار في عدن ومحيطها الكبير أو تغيير الوضع العسكري أو الاجتماعي السائد، وسوف يسجل تاريخ الجنوب هذا الدور الوطني باحرف من نور.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى