لا يـا سـيـد عـبـدالـمـلك .. نـريـد مـوقـفـا واضحـا

> أحمد محسن أحمد

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
سمعنا خطاب السيد عبدالملك الحوثي يوم الجمعة 2014/10/24م والذي قال فيه الكثير والكثير من الكلام حول الوضع القائم في الشمال، لكنه عندما عرَّج على القضية الجنوبية لم يقدم شيئا يذكر، بل إنه تغافل عما قاله في السابق بجملة (طحست) عليه حينها لم نسمعها في الخطاب الأخير، ففي سابق حديثه قدم تلك الجملة التي حاول بها (دغدغة) مشاعر أبناء الجنوب، وفيها شيء بسيط من الإيجابية عندما أضاف جملة (ما يريده أبناء الجنوب) هذه الجملة ـ وإن كانت مطاطة ـ إلا أنها تعكس عدم دراية (الحوثي) لما يريده أبناء الجنوب، من أن مطلبهم الوحيد ـ ولا سواه ـ الحرية والاستقلال واستعادة دولتهم المنهوبة.
وبسقوط هذه الجملة في خطابه الأخير يعتبر ذلك تراجعا واضحا في موقف (الحوثي) من القضية الجنوبية.. فهو لم يأت بجديد عما يطالب به الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالنظر (وبعين العطف) للمظالم التي لحقت بالجنوب وأهله.. ورمى (الحوثي)، مثلما سبقه الرئيس السابق، بالقضية الجنوبية على كاهل الحكومة الفاسدة السابقة.. وظهر لنا الحوثي يرمي القضية الجنوبية على الحكومة الجديدة والتي لم تتشكل بعد.. بل زاد (الحوثي) في عطفه على أبناء الجنوب بتنازله عن حصته في الحكومة الجديدة من الحقائب ليسلمها لأبناء الجنوب، وهذا (العطف الحوثي) لن ينطلي على أبناء الجنوب.. فقضية الجنوب ليست للمزايدات والمناقصات، ولا هي لذر الرماد على العيون لإلهاء أبناء الجنوب وجرهم لحظيرة الوحدة المرفوضة من قبل أبناء الجنوب بالحقائب المتنازل عنها.
وهنا لا أعرف كيف تصور (الحوثي) أن حقائبه في الحكومة الجديدة سوف تقنع أبناء الجنوب بنسيان قضيتهم مقابل (الجزرة التي ظل الحصان يلهث بعدها).. فهذه واحدة من المكائد والحيل التي درج عليها الرئيس السابق وأعوانه لطمس القضية الجنوبية وإبهات معالمها.. فهيهات يا سيد حوثي أن تنطلي هذه (النفحة) المغموسة بالسم القاتل على أبناء الجنوب، فإذا كان المتنفذون السابقون في الشمال قد فشلوا، فيظهر يا سيد حوثي أنك ساير (عدل) في خطهم.
لقد سقطت حيل الرئيس السابق ولفيفه لمغازلة أبناء الجنوب بتصوير قضيتهم بأنها مظالم يمكن حلها (بشوية تسويات ومراضاة) وعطف ومحبة زائفة.. ويظهر أن (الحوثي) يغلب عليه الخيط الممسوك بيد من زاولوا أشكالا لا تحصى من السلب والنهب والإقصاء بحق الجنوب وأهله.. وإن كان (الحوثي) حتى يومنا هذا يُشهد له بأنه حارب الفساد، وكلنا وقفنا (معنويا) معه، لكن اتضح بأن الغرور وحب السلطة قد غلب في نهاية المطاف، فبدأ يعيد حساباته التي ستوصله إلى نهاية من سبقوه في مظالم الجنوب وأهله.
لقد سرحت كثيرا في مقولته المتكررة في خطابه الأخير بأن هناك أحزابا وجهات أخرى لديها سلبيات من القضية الشائكة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، وكرر كثيرا كلمة الأخلاق.. ووصلت إلى نتيجة واحدة هي أن (الحوثي) إما أنه يعتقد أنه في المدينة الفاضلة وإما أنه غائب عن واقع بلاده.. ففي السياسة تنعدم الأخلاق، والكل يعرف أن الوجه الأوحد للسياسة هو اللا أخلاق .. فعدو الأمس صديق اليوم، وصديق الأمس عدو اليوم، فلا صداقة دائمة، ولا عداوة دائمة.. وإلا فإين هي التحالفات المشبوهة مع عدو الأمس الذي دخل حروبا ستة أزهقت فيها أرواح الأبرياء.
يظهر أن ما يعانيه الشعب في المحافظات الجنوبية كان من زمان، عندما كانت الدنيا تعج بالثوار الذين يمسكون المكروفون لساعات طويلة فلا يعرف الناس من كلامهم شيئا يذكر.. وأذكر قصة حدثت في حفل، حين تحدث ثائر، لا يزال حتى يومنا يثور، ومن سوء طالعه أن الحديث كان أمام الرمز القائد الرئيس سالم ربيع علي (رحمه الله).. وبعد انتهاء كلمة الثائر أمام الجماهير، سأله (سالمين) ـ رحمه الله ـ سؤالاً له دلالته ومغزاه: “ماذا قلت يا ....؟!”.
فصدقوني لقد قلت بعد انتهاء خطاب (الحوثي) الأخير: “ماذا قال السيد عبدالملك الحوثي؟!”. ولنا لقاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى