بـلـغ الـسـيـل الـزبـى

> عبدالقوي الأشول

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
عندما بلغت مخاطر تصرفات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ساحة الأطراف الدولية والإقليمية أخذت تلك الهيئات تتحرك باتجاه حماية الممرات المائية في هذه المنطقة من العالم، بالإضافة إلى حماية مصالح الشركات النفطية العاملة في الجنوب.. مثل هذه المستجدات على الصعيد الدولي لم تكن تحركها مظالم الشعب الجنوبي ومعاناته على مدى سنوات العقدين الماضيين، كما لم يتم الأخذ بالكثير من الحقائق التي تكشفت إثر تعامل أطراف النفوذ في صنعاء مع الإرهاب، واستخدام تلك الورقة على نطاق واسع بهدف ابتزاز بلدان الجوار الإقليمي والعالم.
ظلت تلك الألاعيب والمراوغات التي مارسها نظام صالح على نطاق أوسع تجري بسلاسة، ويسر في ظل تعامل الكثير من البلدان والهيئات مع هذا النظام بعين الرضا رغم ما ظهر إلى العلن من حقائق دامغة تؤكد تعاطي أطراف صنعاء الحاكمة مع الإرهاب، وتجيير ورقته لصالح سلطة حكمها على مدى عقود خلت.
اليوم وبعد مضي كل هذه السنوات بكل ما خلفت تبعات هذا النهج من تبدلات وتطورات على عموم الساحة اليمنية شمالاً وجنوباً، وصولاً إلى المحطة الجديدة لعودة صالح من النافذة، وعبر استخدام الورقة الحوثية باتجاه مواجهة وإقصاء حلفاء الأمس أعداء اليوم امتداداً إلى الجوار الإقليمي الذي بات بوضوح مشوش الرؤية تجاه ممارسات صالح ومراوغاته المباغتة على أكثر من صعيد، لا بل قد بلغ السيل الزبى- ها هي أطراف المجتمعين الإقليمي والدولي تتحرك باتجاه حماية مصالحهما أولاً في حين أن ما يجري مرتبط في نهاية المطاف بتحقيق العدالة في هذا الجزء من العالم، إذ شكل غياب الدولة الجنوبية وفق الكثير من المعطيات الراهنة مدخلاً لتنامي الفوضى والإرهاب والمدارس التكفيرية.
الحال الذي يقتضي من المحافل والهيئات الدولية العمل بالقوانين التي من أجلها أنشئت تلك الهيئات الحامية للحقوق والحريات بدرجة أساسية والتعاطي مع قضية شعب الجنوب بموضوعية وصدق من منطلق الحقائق التاريخية التي تؤكد حق هذا الشعب في تقرير مصيره، بالإضافة إلى حقائق التاريخ التي تؤكد استقلال الكيان الجنوبي منذ فجر التاريخ، إذ لم يكن الجنوب بأي حال جزءا من الجمهورية اليمنية، وهذا يعطيه الحق دون ريب في تقرير مصيره، وتحقيق إرادة شعبه التواق للحرية والاستقلال.
نأمل أن تكون الرؤية بعد ماراثون السنوات المنصرمة قد بينت لكافة الأطراف حقيقة ارتباط أمن واستقرار المنطقة بتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي العظيم.وبعد أن أخفقت كافة الأطراف الحالمة ببناء الدولة العصرية الحديثة في مجاهيل اليمن العصي على الفهم وغير القابل للترويض وفق تجارب السنوات الماضية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى