حُـمـى الـفـيـدرالـيـة فـي الـجـنـوب

> عارف الحنشي

> يبدو أن بعض الساسة في الجنوب وبعد العمر الطويل لا يزال يعشعش في رؤوسهم غرائز القطيع السائد في فكرهم وثقافتهم، ليس العقل والحكمة بل شهوة الاستهتار والإقصاء للآخرين، والتفرد بالقرارات السياسية المصيرية، حيث دعوا مؤخرا، وبعد اندماج مكوناتهم إلى قيام دولة فدرالية في الجنوب غير مدركين لما سيترتب عليه من إضعاف الجنوب، لا تقوى على الاستمرارية والسيطرة على مضيق باب المندب مما يسهل على دول مثل إيران على بسط نفوذها على المضيق، وفي الحقيقة لا نعلم عن الحكمة من انفصال بعد انفصال تحت مسمى طبعاً الفيدرالية، ونحن شعب مسلم واحد ولنا دين ومذهب واحد ودولة سكانها قليل، وثرواتها والحمد لله كثيرة قد تكون حالة من الهستيريا نحو تجزئة المجزأ وتفتيت المفتت وتقسيم المقسم، ونرى أنه لا أحد وصي على الجنوب فلا شرعية ولا رئاسة لأحد بعد أربعة وعشرين سنة من الوحدة.
إن انفصال الجنوب والذي بات واقعاً لا مفر منه سببه إنه لم يكن هناك شريك وطني في الشمال يؤمن بالوحدة والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية الحديثة وسيادة النظام والقانون، لقد فقدنا الأمل في قيام دولة وليس حباً في الانفصال لأننا لسنا من هواة تمزيق الأوطان، والمتاجرة بها.
وبالتالي نحن نرى ضرورة توافق جميع القوى والمكونات السياسية على الساحة على الآتي:
أن تعمل جميع القوى والمكونات السياسية أولاً على تأسيس كيان سياسي جامع يمثل الجنوب بجميع مكوناته السياسية دون استثناء، وبتمثيل متوازن وعادل تحت مسمى “الائتلاف الوطني الجنوبي” وعلى أن تكون رئاسته متداولة بين أعضائه بالتناوب وتتحدد فترة الرئاسة بستة أشهر على الأقل، وتؤكل إليه المهام الآتية: تشكيل حكومة مؤقتة ومصغرة تدير شئون الجنوب، وفق قرار مجلس الأمن تحت الفصل السابع يتم تشكيل وفد رسمي أو إرسال مذكرة لمطالبة الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية بحل قضية الجنوب عن طريق الاستفتاء.
كما يفترض الإعلان والتوقيع من كافة القوى والمكونات السياسية على وثيقة عهد وميثاق شرف وطني يتضمن: المحافظة على وحدة وسلامة أرض الجنوب وتحريم المساس بها، وتحديد شكل النظام السياسي للدولة الوليدة، ونرى أن يكون نظام رئاسي مطعم بنظام برلماني.
اعتماد نظام اللامركزية الإدارية وسياسة عدم التركيز والحكم المحلي واسع الصلاحيات للمحافظات، ومعتمدة على الديمقراطية الشفافية لمنهج لإدارة الدولة، وكذا نبذ العنف في حل كافة القضايا، والمحافظة على النظام العام وترسيخ قيم التعايش والسلم الأهلي، وتأسيس لجان شعبية للمحافظة على المكتسبات الوطنية العامة منها والخاصة، وكذا البحث عن موارد وإيرادات مالية محلية وخارجية، ووضع يد الحكومة على المنشآت الحيوية والحقول النفطية.
إننا نحلم بتأسيس وطن يتسع لجميع أبنائه مثل بقية العالم لا ظالم فيه ولا مظلوم ولا غالب ولا مغلوب.. والله من وراء القصد.
**عارف الحنشي / أبين**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى