طـليـعـة مـقـاتـلـي الـبـشـمـرجـة يـدخـلـون عـيـن الـعـرب

> شانلي اورفة «الأيام» فوليا اوزركان و حميرة باموق مع ريتا ضو من بيروت:

> عبرت طليعة مقاتلي البشمركة العراقيين الحدود التركية إلى عين العرب السورية لتنسيق عملية دخول العشرات من رفاقهم المدججين بالسلاح إلى المدينة الكردية لمساندتها في معركتها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، في وقت حملت دمشق على تركيا بعنف لسماحها بذلك.
وقصفت غارات جوية تقودها الولايات المتحدة مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة كوباني يوم أمس الجمعة في مسعى فيما يبدو لتمهيد الطريق لدخول قوات للبشمركة الكردية العراقية تحمل أسلحة ثقيلة إلى البلدة من تركيا المجاورة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن “عشرة عناصر من قوات البشمركة الكردية عبروا إلى مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) عبر المعبر الحدودي الواصل بينها والأراضي التركية”.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “هذا الوفد سيقوم بمهمة تنسيق دخول القوة” التي وصلت امس برا وجوا من العراق إلى تركيا، مضيفا “من المنتظر دخول بقية عناصر البشمركة خلال الساعات القادمة”.
وأكدت وكالة أنباء “الفرات” الموالية للاكراد التي تبث من تركيا الخبر، مشيرة إلى أن الوفد دخل كوباني عبر معبر مرشد بينار وسيلتقي مسؤولين ليبحث معهم في كيفية ادخال الأسلحة.
وكان مصور لوكالة فرانس برس أشار إلى وصول قافلة من حوإلى اربعين آلية تقل مقاتلين اكرادا إلى مدينة سوروتش الحدودية التركية.
وقال المصور إن هؤلاء انضموا إلى كتيبة اولى وصلت من كردستان العراق ووصلت إلى سوروتش قبل 24 ساعة جوا. ويبلغ عدد هؤلاء المقاتلين، بحسب وسائل الاعلام التركية، حوالي 150.
ولقي مقاتلو البشمركة المتجهين إلى كوباني، استقبالا شعبيا حارا في القرى الكردية التركية التي عبروها اذ اطلقت الهتافات المؤيدة ورفعت الاعلام الكردية وصرخ بعض المستقبلين “كوباني مقبرة داعش”.
وقصف تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف بـ “داعش” خلال الساعات الماضية بكثافة المنطقة الحدودية من عين العرب بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة الثقيلة، بالتزامن مع هجوم جديد شنه ليلا على حي الجمرك في شمال المدينة في اتجاه المعبر الحدودي مع تركيا.
وصد المقاتلون الاكراد الهجوم، وتخوف عبد الرحمن من ان يؤدي استهداف المنطقة الحدودية إلى تأخير دخول قوات البشمركة.
وتتعرض عين العرب لهجوم منذ اكثر من شهر ونصف الشهر في محاولة للتنظيم الجهادي المتطرف للاستيلاء عليها.
ويحاصر المتشددون السنة كوباني التي تقع على الحدود مع تركيا منذ أكثر من 40 يوما وهي الآن محور حرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات كبيرة من العراق وسوريا واعلن الخلافة في المناطق التي سيطر عليها في الدولتين.
وذبح مقاتلو التنظيم او طردوا شيعة ومسيحيين ومن يخالفهم تفسيرهم المتشدد للإسلام. وأعدموا 220 عراقيا على الاقل أبدوا مقاومة لاجتياحهم مناطق إلى الغرب من العاصمة العراقية بغداد هذا الأسبوع.
وأصبح حصار كوباني المعروفة أيضا باسم عين العرب اختبارا لقدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على التصدي لتقدم الدولة الإسلامية لكن الغارات الجوية المستمرة منذ اسابيع لم تنجح حتى الآن في كسر الحصار الذي يفرضه مقاتلو التنظيم المتشدد.
ويأمل المدافعون عن كوباني الذين يفوقهم مقاتلو الدولة الإسلامية تسليحا في وصول قوات البشمركة القادمة من كردستان العراق ومعها اسلحة يحتاجونها بشدة منها المدافع وشاحنات صغيرة عليها اسلحة آلية حتى يتمكنوا من قلب ميزان القوة في المعركة.
ودخلت قوة متقدمة مكونة من عشرة أفراد من البشمركة كوباني لفترة قصيرة من الوقت أمس الأول الخميس لتضع استراتيجية مشتركة مع وحدات حماية الشعب وهي الجماعة المسلحة الكردية الرئيسية التي تدافع عن المدينة.
تسارعت أمس الجمعة حركة دخول وخروج العربات المدرعة من مخزن سابق لمعالجة القطن قرب بلدة سروج الحدودية التركية حيث تستعد فرقة أكبر من قوات البشمركة قوامها نحو 150 فردا للانتشار.
وخرجت دبابات جاءت مع القافلة من المجمع في حراسة قوات امن تركية للتزود بالوقود من محطة محلية قريبة.
وقال انور مسلم وهو أكبر مسؤول اداري في كوباني “على مدى الخمسة عشر يوما الماضية ظلت الدولة الإسلامية تشن هجمات محاولة السيطرة على البوابة الحدودية وشمل ذلك تفجير سيارات. لكننا نقاوم”.
وقال لرويترز خلال اتصال هاتفي “بينما تمر قافلة البشمركة ستحلق الطائرات الامريكية في الجو كما ستطير طائرات من التحالف...فوق كوباني لدعم المعركة ضد الدولة الإسلامية”.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا أمس الجمعة إن المعلومات الاولية تشير إلى مقتل 21 من مقاتلي الدولة الإسلامية في ضربات جوية للتحالف حول كوباني من بينهم جهادي من الدنمرك.
وقال صحفي من البلدة انه حدثت عدة غارات خلال الليل ورصد مراسل لرويترز ضربة جوية اليوم (أمس) إلى الشرق من كوباني.
وقالت القيادة المركزية الامريكية إن الجيش الامريكي واصل استهداف الدولة الإسلامية قرب بلدة كوباني السورية أمس الأول الخميس وأمس الجمعة.
وقالت في بيان إن الغارات الاربع التي وقعت قرب كوباني على مقربة من حدود تركيا أوقعت أضرارا بأربعة مواقع قتالية وأحد المباني التي يستخدمها التنظيم المتشدد.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية أمس الأول الخميس إن المقاتلات الأمريكية نفذت عشر غارات على أهداف للدولة الإسلامية على مقربة من كوباني منذ الأربعاء وأصابت مجموعتين صغيرتين من المقاتلين ودمرت سبعة مواقع قتالية وخمسة مبان.
ووافقت تركيا اخيرا، بضغط من الولايات المتحدة، على عبور قوات من البشمركة العراقية ومقاتلين من المعارضة المسلحة إلى كوباني لوقف تقدم التنظيم المعروف ب”داعش”.
من جهته، اكد قائد وحدة في الجيش السوري الحر أمس الأول الخميس ان نحو 400 من مقاتلي الجيش المذكور المعارض للنظام السوري يقاتلون إلى جانب القوات الكردية في كوباني التي يحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية.
ودخل 51 عنصرا من الجيش السوري الحر إلى المدينة الاربعاء عبر الحدود التركية لمساندة “وحدات حماية الشعب” الكردية، بحسب المرصد.
وانضم هؤلاء إلى مقاتلين عرب آخرين يقاتلون منذ بداية المعركة إلى جانب المقاتلين الاكراد في عين العرب.
وبعثت هذه التعزيزات الامل في صمود كوباني التي يسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ اكثر من اسبوعين على حوإلى نصفها.
واوضح رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني ان اكراد كوباني ابلغوه “انهم لا يحتاجون إلى قوات مقاتلة من البشمركة” بل إلى “قوات دعم ونحن لبينا طلبهم”.. لكنه تدارك انه “سيتم ارسال مزيد من البشمركة اذا اقتضت الظروف الميدانية ذلك”.
ورات وزارة الخارجية السورية في بيان صدر عنها الخميس ان تركيا اقدمت على “خرق الحدود السورية في منطقة عين العرب بالسماح لقوات اجنبية وعناصر ارهابية تقيم على اراضيها بدخول الاراضي السورية”.
واعتبرت ان ذلك “يشكل انتهاكا سافرا للسيادة السورية”.
وعبرت الخارجية عن ادانتها ورفضها “هذا السلوك المشين للحكومة التركية والاطراف المتواطئة معها المسؤولة بشكل اساسي عن الازمة في سورية واستمرار سفك الدم السوري من خلال دعم التنظيمات الارهابية”.
وتتهم دمشق انقرة بدعم تنظيم “الدولة الإسلامية” وغيرها من “المجموعات الارهابية” التي تقاتل ضد النظام.
وتدعم انقرة المعارضة السورية منذ بدء الانتفاضة السلمية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف مارس 2011 التي ما لبثت ان تحولت إلى نزاع دام اوقع نحو 200 الف قتيل.
وتواصلت المعارك اليوم على محاور عدة في عين العرب.
وذكر المرصد بعد الظهر ان 11 مقاتلا من “وحدات حماية الشعب” قتلوا في الاشتباكات المستمرة من الليلة الماضية. كما افاد عن مقتل عدد كبير من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، ونقل عن “مقاتلين وشهود رؤيتهم العديد من جثث هؤلاء ملقاة في الشوارع لساعات من دون ان ينتشلها احد”.
واستولى تنظيم “الدولة الإسلامية” خلال هجومه في اتجاه كوباني الذي بدأ في 16 سبتمبر على مساحة واسعة وعدد كبير من القرى والبلدات في محيط المدينة. وقتل في المعارك المتواصلة منذ اكثر من ستة اسابيع اكثر من 800 شخص، معظمهم مقاتلون.
واعلن منسق التحرك الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الجنرال الأميركي جون آلن الاربعاء ان “كوباني لن تسقط بيد داعش”.
وساهمت الغارات الجوية التي نفذها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة منذ نهاية سبتمبر ضد مواقع وتجمعات لتنظيم “الدولة الإسلامية” في اعاقة السيطرة الكاملة على ثالث المدن الكردية السورية.
ونفذت طائرات الائتلاف أمس ثلاث ضربات، بحسب المرصد، على “تجمعات لتنظيم الدولة الإسلامية في القسم الشرقي من مدينة عين العرب”.
ويثير تنظيم “الدولة الإسلامية” الرعب في مناطق انتشاره في شمال وشرق سوريا حيث يفرض قوانينة المتشددة ويعاقب بالذبح والقتل العشوائي، وفي العالم الذي يخشى تمدد “دولة الخلافة” التي ينادي بها.
في العراق المجاور، تستعد القوات العراقية ومقاتلون موالون لها لاستعادة مدينة بيجي التي تقع في محافظة صلاح الدين قرب كبرى مصافي النفط في البلاد من سيطرة التنظيم الجهادي.
واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية أمس الأول الخميس ان من الضروري ارسال مستشارين عسكريين اميركيين إلى محافظ الانبار غرب العراق لمقاتلة تنظيم “الدولة الإسلامية” شرط ان تسلح بغداد القبائل السنية.
من جهة اخرى، اقر وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس الأول الخميس بان نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي يقاتل مجموعات مختلفة مناهضة له، قد يستفيد من الغارات الجوية الأميركية التي تستهدف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية المتطرف.
ا.ف.ب/رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى