> أدى مئات الآلاف من أبناء شعب الجنوب المعتصمين بساحة الحرية في خور مكسر عدن أمس صلاة الجمعة في ساحة الاعتصام المطالب باستعادة الدولة الجنوبية.
وقد أكد الشيخ لطفي علي مانع خطيب صلاة الجمعة الثالثة التي يؤديها المعتصون في الساحة منذ بدء الاعتصام في الـ14 من اكتوبر “أن العزيمة والإصرار اللذين يتمتع بهما أبناء شعب الجنوب هو من سيزلزل الصعوبات أمام طريق ثورته المنادية باستعادة الدولة”.
خطيب الجمعة وجه في خطبته أمام الثائرين الذين غصت بهم جنبات الساحة عددا من الرسائل لجهات داخلية وخارجية، تضمنت عددا من المدلولات والتوضيحات السياسية.
حيث تضمنت الرسالة الأولى والتي توجه بها إلى المعتصمين المرابطين في ساحة الحرية بخورمكسر عدن الإشادة بالصمود الثوري السلمي الذي انتهجه الثوار منذ بدء الاعتصام في الساحة في 14 اكتوبر، داعياً إياهم للثبات ومواصلة نضالهم للانتصار للقضية الجنوبية باعتبارها قضية دولة وهوية، بالإضافة إلى ضرورة المحافظة على الساحة وحمايتها، كما دعا المعتصمين وأبناء الجنوب إلى التوحد قائلاً: “عليكم أن تتوحدوا للانتصار لقضيتكم، فالفرصة سانحة ومهيأة، وإن لم تتوحدوا اليوم فلن تتوحدوا بعدها”.
خطيب الجمعة توجة برسالته الثانية إلى أبناء الجنوب الذين لا يزالون يعملون في السلطة اليمنية، داعياً إياهم إلى سرعة اللحاق بركب إخوانهم المنادين باستعادة الدولة ونصرة الحق.
كما خص مانع “الحوثي وجماعته برسالة طالبه فيها بعدم انتهاج السياسة التي انتجها أسلافه في صنعاء بخصوص الوحدة ورفض تطلع شعب الجنوب لاستعادة دولته تحت مبرر الحفاظ على الوحدة، وتعميدها بالقوة في الوقت الذي يرفضها أبناء الجنوب، كما دعاهم لعدم الاغترار بنشوة النصر الذي حققوه، وأخذ الدرس من النظام السابق الذي تحول إلى ضعف بعد أن كان في قوة وجبروت.
المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان هي الجهات الأخرى التي توجه لها الشيخ مانع برسالته الأخيرة في خطبة الجمعة أمس بساحة الحرية في خورمكسر، ودعاهم من خلالها إلى ضرورة إنصاف أبناء شعب الجنوب الثائر وإعانته على استعادة دولته بعد أن أثبت لهم سلمية الثورة وعدالة المطلب.
وأكد مانع في ختام خطبته للمعتصمين الذين قدموا من عموم مديريات وبلدات الجنوب بأن انتصار القضية الجنوبية بات وشيكاً مدعوماً بعدالة القضية، وثبات المطالبين بها في الساحات والميادين، كما أكد بأن شعب الجنوب الثائر لن يقبل بأي حلول لا تلبي تطلعه المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية، كما حذر مانع نظام صنعاء من اقتحام ساحة الاعتصام، محملاً اياه مسئولية أي تداعيات قد تنتج عنها، مطالبا في الوقت نفسه بسرعة الإفراج عن الأسرى الجنوبيين وفي مقدمتهم الأسير أحمد عمر العبادي المرقشي.
وأعقب خطبتي وصلاة الجمعة خروج مسيرة حاشدة تقدمتها اللجنة الأمنية، طافت الساحة ذهاباً وإياباً وسط ترديد الهتافات والشعارات الجنوبية المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية.

**تشييع الشهيد المرقشي**
وعقب صلاة الجمعة شيع الآلاف من أبناء الجنوب جثمان الشهيد أحمد قاسم ناصر المرقشي الذي استشهد يوم 27 أكتوبر الماضي في حي الهاشمي بالشيخ عثمان عدن برصاص جنود من الأمن المركزي.
وانطلق موكب التشييع من مستشفى الجمهورية بخورمكسر وصولا إلى ساحة العروض حيث أدى الآلاف من المعتصمين والمشيعين الصلاة على روحه الطاهرة هناك.. ثم انطلق النعش بعد ذلك من ساحة العروض محمولا على أكتاف الثوار الذين ظلوا يرددون الهتاف “لا إله إلا الله محمد رسول الله والشهيد حبيب الله” والشعارات المنددة بالجرائم المرتكبة من قبل الجيش اليمني بحق الجنوبيين السلميين، وكذا الشعارات المنادية بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.
ورفع المشيعون أعلام دولة الجنوب وصور الشهيد.. كما لف جثمان الشهيد بعلم دولة الجنوب. وانطلق موكب التشييع بعد ذلك نحو محافظة أبين مسقط رأس الشهيد المرقشي، حيث ووري الثرى هناك.
ولاقت جريمة قتل الشاب المرقشي استنكارا واسعا من قبل ابناء الجنوب، الذين أكدوا أن الجريمة التي طالت شابا أعزل ودون أي مبرر أقدم عليها جنود من الأمن المركزي في تكريس للعدوانية التي يتم التعامل بها مع أبناء الجنوب وأدت إلى سقوط طابور طويل من الشهداء والجرحى والمعاقين فيما يقبع العديد من أبناء الجنوب في زنازين المعتقلات، في مقدمتهم عميد الأسرى الجنوبيين أحمد عمر العبادي المرقشي قريب الشهيد الشاب أحمد قاسم ناصر المرقشي.
إلى ذلك وصلت قافلة غذائية يرافقها وفد كبير من ابناء مديرية القطن بمحافظة حضرموت إلى ساحة العروض لدعم إخوانهم الثوار في مخيم الاعتصام، وسط استقبال كبير من قبل الثوار المعتصمين في ساحة العروض بخورمكسر.