ثـلاث نـصائـح لـشـبـاب سـاحـة الاعـتـصـام

> عبدالله لقور بن عيدان

>
عبدالله لقور بن عيدان
عبدالله لقور بن عيدان
لست في موقع الأبوة كي أعتلي كرسي النصائح لشباب ساحة الاعتصام ولست من بقايا أو أتباع الأصنام كي أعتلي المنصة لألقي مواعظ وتنظيرات فات زمنها، ولكنني زميل نضال (مغمور) لآلاف الشباب المعتصمين في ساحة الشرف والبطولة، ألقيها كواجب وإبراء للذمة.
**الأولى: أنتم وشعبكم من ذاق مرارة القهر والمعاناة والجوع وعبر عن رفضه لذلك عمليا الآلاف من الشهداء والجرحى والمساجين، فلا تجيروا تضحياتكم بحسن نية أو عكسها وتتنازلوا عن كل ثمار نضالاتكم للصوص الغفلة ومنتهزي الفرص (رموز البيات الشتوي ووكلائهم المنتفعين) وتسلموا رقابكم ومستقبلكم لمن خان الأمانة وفشل في الحفاظ على شعب الجنوب العربي هوية وأرضا وتاريخا وثقافة وتنمية وما كان موجودا من مستوى حضاري واقتصادي متقدم وإدارة حكومية وتجارية رفيعة المستوى، كما استلمها الرفاق عام 1967م من الاستعمار البريطاني، وأضاعوا حاضر ومستقبل آبائكم بعد أن ساموهم سوء العذاب، وقدموا وطنكم بكل ثرواته وإمكاناته الهائلة للصوص صنعاء مجانا بوريقة بائسة لم يوقعها شاهد عدل، فلا تدعوا الفاشلين يرسمون مستقبلكم ومستقبل أبنائكم.
فالواجب يحتم عليكم المسارعة إلى تشكيل قيادة شابة تشاور وتستأنس برأي أصحاب الخبرات والعلوم المتعددة في شتى المجالات من الجنوبيين ممن تثقون بهم ولم تتلوث أيديهم بدماء الجنوبيين وأموالهم وأعراضهم، لأن الإقليم والعالم يريدان وجوها جديدة محترمة وبرنامج بناء وطنيا واضح المعالم يحدد ملامح ما سيكون عليه الجنوب مستقبلا ويحترم مصالح الإقليم والعالم مع الجنوب، ولا يريد وجوها استهلكت وأهلكت في فترة الجنون الماركسي وسنواته المظلمة في جنوب ما بعد خروج بريطانيا من عدن 1967م.
**الثانية: قطع الطريق على كل منتحل لصفة الحراك الجنوبي (غير محدد الهوية الوطنية) مثل ما حصل خلال المشاركة في مؤتمر حوار صنعاء الوطني من انتحال صفة (الحراك)، ولقطع الطريق على من سيشارك في حكومة صنعاء الجديدة باسم الحراك الجنوبي، وذلك من خلال تصحيح مسمى الحراك السلمي الجنوبي المجهول الهوية الوطنية إلى مسمى (الحراك السلمي لشعب الجنوب العربي)، وإعلان المسمى الجديد رسميا ورفعه عاليا وإشهاره في كل البيانات الصادرة عن كل الفعاليات واللافتات المعلقة في ساحة الاعتصام وغيرها من ميادين الجنوب ووسائل إعلامه.
**النصيحة الثالثة: علينا أن نعلم ونتعلم فنون التعاطي السياسي مع الآخر المختلف بالعقل والمنطق والواقع واللغة الرفيعة بعيدا عن الشطحات، وليس بالعاطفة والحشو الإعلامي المشبوه في تعاطينا مع حركة (أنصار الله) الحوثيين في اليمن الشقيق، وأن نرد على عرضهم دون تحديد الكيفية والوسيلة، ويتولاها المختصون من الحراك السلمي لشعب الجنوب العربي بإهداء حراك الجنوب حصتهم في بعض الوزارات في حكومة صنعاء الجديدة بعيدا عن لغة الشارع والمهووسين بالقول: شكرا لعرضكم الكريم بالتنازل عن حصتكم في حكومة صنعاء المقبلة للحراك الجنوبي، فقضيتنا لا تحل بمناصب وزارية، وإنما تحل بالاعتراف بحق شعب الجنوب العربي في تقرير مصيره لاختلاف قضية شعب الجنوب عن قضية ومظلومية (أنصار الله) الحوثيين في اليمن الشقيق، وأن نعمل سويا نحن وأنتم على خلق علاقات جوار طيبة بين شعبينا في اليمن والجنوب العربي لمعالجة الجراح النازفة في جسد الجنوب التي تحتاج إلى عشرات السنين لمداواتها.
وعلينا أن نعلم أن حركة (أنصار الله) حركة سياسية فتية قد يكون لها المستقبل الأبرز والأقوى في اليمن الشقيق، وليس من الحكمة والسياسة معاداتهم.. ولم يكن لـ(أنصار الله) يد أو علاقة بما عاناه شعب الجنوب ألبتة، وليس من المصلحة والحكمة وقواعد السياسة معاداتهم لصالح أعدائهم المهزومين وأعداء شعب الجنوب.
ومن الأمانة والإنصاف أن نذكّر في هذه المناسبة إخوتنا ممن لم يعاصروا سنين الأزمة في 93م والحرب في 94م أن الحوثيين كانوا في علم الغيب، لم تولد حركتهم بعد، والأحزاب الهاشمية في اليمن كحزب الأمة بزعامة أحمد الشامي وحزب اتحاد القوى الشعبية بقيادة بيت الوزير وصحفهم (الأمة) و(الشورى) كان لها موقف مشرف معلن رافض للحرب على الجنوب، وقد دفعوا ثمن موقفهم ذلك بأن تم التفريخ لأحزابهم وصحفهم تنكيلا من علي عبدالله صالح لموقفهم المنصف من الجنوب وأهله.
* ناشر موقع (شبوة برس)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى