أدب قـضيـة الـجـنـوب (2 – 1)

> د. عبده يحيى الدباني

> أعجبني يومًا قول الزميل الصحفي سامي غالب في صحيفة (النداء)، وهو يحاور الرئيس المظلوم المرحوم فيصل بن شملان، حيث قال: “إن القضية الجنوبية حين بدأت تنتج شعرًا وأغاني وأناشيد فإن ذلك يعني وصولها إلى أعماق الوجدان، ولم تكن قضية سياسية على سطح المشهد السياسي، وفي الحقيقة أنها لما تصل إلى أعماق الوجدان لأنها في الأصل لم تبارح الوجدان ولا أعماقه”، ومع هذا فقد كان هذا الصحفي الشمالي المثقف منصفًا، وصاحب بصيرة.
وتأسيسًا على ما تقدم أحب أن أذكر في هذه الزاوية أن عددًا من أدباء الجنوب ومثقفيه قد تداعوا إلى لقاء كرسوه لبحث عملية جمع (أدب قضية شعب الجنوب)، منهم د. صالح علي باصرة والعميد علي ناجي عبيد والشاعر كريم الحنكي وكاتب هذه السطور وغيرهم، وقد أبدا الدكتور صالح علي باصرة رئيس مركز الرشيد استعداده لنشر هذا الأدب بعد أن يجمع في كتاب أو نشر مختارات منه.
ونرى أن خريطة جمع (أدب قضية شعب الجنوب) يمكن أن تنطلق من ذلك الأدب الجنوبي الذي كتب قبل استقلال الجنوب 1967م، ذلك الأدب الذي كان جنوبي الهوى والهوية والهم والوطن، فبعض أشعار لطفي أمان وعلي محمد لقمان ومحمد عبده غانم وعلي أحمد باكثير ومحمد سعيد جرادة وإدريس حنبلة وغيرهم، ومن ثم التعريج على ذلك الأدب الجنوبي في ظل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بما له وما عليه، وكل هذا سيكون تمهيدًا نظريًا وتاريخيًا لأدب قضية شعب الجنوب، أما مرحلة ما بعد الوحدة المغدور بها، ولا سيما ما بعد حرب 94م فإن الأديب الجنوبي قد صدم صدمة كبيرة بما حدث حين رأى حلمه الوحدوي الجميل يتحطم أمام عينيه، ويتحول إلى كوابيس حقيقية، فانطوى على نفسه يبكي مأساته وبراءته ومثاليته، ولم يسلم أدباء الجنوب ومثقفوه من المطاردة والتقاعد القسري والترغيب والترهيب والإهمال وغير ذلك من الإجراءات والمعاملات والسياسات التي أصابت الأدب والأدباء في الجنوب في مقتل حتى لقد قال الدكتور عبد العزيز المقالح: “إن تلك الحرب قد فصلت بين الشاعر والقصيدة”!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى