مـستـقـبـل تـشـكـيـل الـحـكـومـة الـجـديـدة

> رضوان ناصر الشريف

> من الواقع المعاش ما يجعلنا نرى تشكيل الحكومة الجديدة معرضا للانهيار إذا ما تم خلافا لما توافقت عليه جميع المكونات السياسية تحت رعاية الرئيس هادي، والذي توج أو عرف باتفاق “السلم والشراكة الوطنية” مع الحوثيين “أنصار الله” كتغيير جديد في حقل العمل السياسي اليمني لتجنيب البلاد الانجرار إلى أتون حرب أهلية لا قبل لنا بها وكنوع من التسوية السياسية، والدفع بها إلى الأمام لقطع الطريق أمام التدخل الخارجي، وعدم العبث بأمن واستقرار البلد.
ونسمع اليوم كثرة الجدل واللغط حول التدخلات الخارجية إما بالتخطيط أو بالتجنيد أو بالدعم المادي وتبادل أصابع الاتهامات.
اليمن تمر بمرحلة خطيرة وحرجة في شتى المجالات سياسيا وأمنيا واقتصادياً، وهي شبه منهارة إذا لم تتكاتف الجهود ويقف اليمنيون وقفة رجل واحد أمام التدخل الخارجي الذي يحاول خلط الأوراق وتشجيع جهات للعمل بسياسة “الكيل بمكيالين” وهو أسلوب جديد من نوعه وضع أمام العيان على الطاولة لحرف مسار العملية السياسية.
نرى أن “أنصار الله” يستخدمون أسلوبين متضادين وغير مقبولين، بمعنى أنهم جمعوا بين النقيضين أو الشتيتين، يد تحاور والأخرى تحارب رغم توقيعهم مع الرئيس عبدربه منصور هادي على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيهم من صنعاء، فيواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية وخير مثال ما حصل من سيطرة بقوة السلاح على المؤسسات الحكومية في صنعاء، وهم في ذات الوقت كانوا يحاورن في دار الرئاسة.. والآن يتكرر السيناريو ذاته في إب ورداع وأماكن أخرى.. وهذا ينبئ بتعثر عملية سير تشكيل الحكومة الجديدة.
لذلك لابد من تسريع تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقع بين المكونات السياسية اليمنية قبل أكثر من شهر، والذي من أهم بنوده تشكيل حكومة جديدة بعد شهر من التوقيع كخيار بديل لحل الأزمة المتفاقمة من 21 سبتمبر الماضي حتى اللحظة.
**رضوان ناصر الشريف**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى