الاتحاد الأوروبي يطالب بدولة فلسطينية وليلة من العنف في القدس الشرقية

> القدس «الأيام» سارة بن حيدة

> طالب الاتحاد الأوروبي مجددا بـ“إقامة دولة فلسطينية” في حين استمرت المواجهات ليل الجمعة السبت في القدس الشرقية بين شبان فلسطينيين وعناصر الشرطة الإسرائيلية.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني خلال زيارتها إلى غزة قبل ظهر أمس السبت “نحن نريد عمليا دولة فلسطينية. هذا موقف الاتحاد الأوروبي انه يريد دولة فلسطينية”.
وأكدت أثناء مؤتمر صحافي في مدرسة البحرين للاجئين الفلسطينيين التي تؤوي أكثر من ألف نازح بمنطقة تل الهوى في غرب مدينة غزة أن “العالم لا يمكن أن يحتمل حربا رابعة في غزة”.
وقتل نحو ألفي ومائتي فلسطيني في الحرب الإسرائيلية الثالثة التي بدأت في 8 يوليو واستمرت خمسين يوما في قطاع غزة قبل التوصل إلى اتفاق هدنة في 26 أغسطس برعاية مصر.
واستمعت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية خلال زيارتها المقتضبة إلى عدد من عائلات النازحين حول ظروفهم الحياتية في مدرسة الأمم المتحدة بعد أن فقدوا منازلهم التي تدمرت في الحرب.
وقالت الوزيرة الأوروبية “جئت إلى هنا أولا كأم لا شاهد بشكل مباشر ما حدث قلنا جميعا إن غزة تحتاج إلى أن تتنفس والأمور هنا يجب أن تتغير ولا يوجد وقت للانتظار”.
وأكدت ضرورة “الإسراع في إعادة الأعمار” مبينة أن “الاتحاد الأوروبي على استعداد دائم لدعم منظمات الأمم المتحدة” العاملة في الأراضي الفلسطينية.
وشددت على أن “الوسيلة الوحيدة لإنهاء المعاناة هي وضع حد لهذا الصراع وإقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل يعتقد الاتحاد الأوروبي بضرورة تفعيل السلطة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني في قطاع غزة وآمل أن يكون ذلك ممكنا في المستقبل القريب”.
وطالبت الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بـ“العودة إلى المفاوضات واستئناف عملية السلام” وتابعت “إذا لم يتم البناء على ما حصل في القاهرة، فهذا بالتأكيد سيدفع مرة أخرى باتجاه العنف”.
من جهته، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس السبت التوجه إلى مجلس الأمن الدولي خلال الشهر الحالي للمطالبة باعتبار الأراضي الفلسطينية اراضي دولة محتلة.
وقال قبيل بدء اجتماع للقيادة في مكتبه برام الله إن “القيادة الفلسطينية ستقدم الشهر الحالي مشروع قرار إلى مجلس الأمن باعتبار احتلال الأراضي الفلسطينية منذ العام 1967 احتلال لأراضي دولة”.
وأضاف “بعد تقديم الطلب، نتمنى الحصول على تسعة أصوات لعرضه، فإما أن يقبلوه وإما أن يرفضوه، وسنقرر الأمور خطوة خطوة بعد ذلك”.
وفيما يخص الأوضاع في مدينة القدس، طالب عباس مجلس الأمن التأكيد على وضعية القدس المعتمدة منذ العام 1967.
وقال “نريد من مجلس الأمن بيانا يؤكد وضعية القدس المعتمدة منذ عام 1967، كأراضي مقدسات إسلامية لا يجوز الاعتداء عليها نطالب المجلس بإدانة ما يحدث والتأكيد على الستاتكو” (الحفاظ على الوضع الراهن).
وعلى صعيد العنف، وعلى غرار ما يحدث كل الليالي منذ أكثر من أسبوعين، رمى شبان فلسطينيون مفرقعات وحجارة على الشرطة الإسرائيلية التي ردت مطلقة قنابل مسيلة للدموع والرصاص المطاطي وقنابل صوتية.
وكانت المواجهات عنيفة خصوصا في مخيم شعفاط حيث يتكدس العديد من الفلسطينيين قرب الجدار الفاصل بين القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة.
كما دوت أصوات الانفجارات طوال الليل في المدينة القديمة حيث تقوم الشرطة الإسرائيلية ىتسيير دوريات، وفي أحياء فلسطينية أخرى، بحسب صحافيي من فرانس برس.
وتشهد الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية احتجاجات غاضبة ليليا اعتراضا على سياسة اسرائيل وبسبب الغضب جراء محاولات مجموعات من اليمين المتطرف الصلاة في باحة الحرم القدسي.
وتسمح السلطات الإسرائيلية لليهود بزيارة الباحة في أوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها.
ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الأقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، لمحاولة الدخول إلى باحة المسجد الأقصى لممارسة شعائر دينية والإجهار بأنهم ينوون بناء الهيكل مكانه.
ويعتبر اليهود حائط المبكى الذي يقع أسفل باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو أقدس الأماكن لديهم.
والحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.
ومنعت الشرطة الرجال البالغة أعمارهم أكثر من 35 عاما من الصلاة في المسجد الأقصى خشية تجدد المواجهات التي عصفت بالحرم القدسي في وقت سابق الأسبوع الحالي.
وامتدت المواجهات أمس السبت إلى كفركنا حيث أعلنت الشرطة مقتل شاب من عرب اسرائيل برصاص عناصرها فجر السبت خلال عملية توقيف أحد أقربائه لوقائع مرتبطة بالحق العام.
ويأتي مقتل الشاب في أجواء من التوتر الشديد في القدس الشرقية العربية المحتلة وفي الضفة الغربية المحتلة، ما زالت المدن العربية الإسرائيلية في منأى عنه نسبيا.
وأفاد بيان الشرطة أن خير حمدان (22 عاما) تدخل خلال توقيف أحد أقربائه في كفر كنا شمال إسرائيل، مهددا الضباط بسكين.
وقالت الشرطة إن نحو خمسين شابا أقاموا حواجز وأشعلوا النار بإطارات عند مدخل القرية، ورشقوا بالحجارة قوات الأمن التي كانت تحاول تفريقهم.
أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى