الزواج في تراث الحجرية .. عادا ت وتقاليد تتحدى الزمن

> تقرير/ محمد العزعزي

> نحن بحاجة في هذا الزمن العشوائي المرتبك إلى نفحات ولملمة ماضي تراثنا الشعبي المتأصل في جذور التاريخ كما يتوق العديد من الجيل الجديد لمعرفة واستقراء ما مضى وانقضى بكل أفراحه، وعاداته العريقة والتقاليد الأصيلة لنتنفس عبير الأصالة والإفادة من المعاصرة ليتم المزج بينها بما لا يفسد الماضي الجميل، ومعرفة حياة من سبقنا في أنماط العيش على هذه الأرض بأحلام وآمال وأفراح وأتراح واقعهم الاجتماعي، لقد عاش أسلافنا حضارة متميزة بثقافة متفردة وإرث مليء بالكنوز، علينا أن نقتفي أثرهم ونحذو حذوهم في كل ما هو مشرف بومضات إنسانية مشرقة.
القارئ الكريم نحن هنا سوف نتطرق باختصار لمعرفة العادات والتقاليد المصاحبة للأعراس في الحجرية، مع تمنياتنا لكم بحياة عامرة بالأفراح والسعادة.

أحمد ردمان شمسان (65) عاما قال: “كانت تمارس عادة الزواج بطابع تقليدي معقد وطقوس شبه واجبة تبدأ بإرسال وسيط إلى أهل العروس للتفاوض مع الأب فإن قبل تبدأ الخطوة الثانية، وهي الخطوبة، فيتفق والدا العروسين على المهر ونفقات الوليمة، وتكون عادة القبول بالقول (من جيز الناس)، ويدفع العريس مبلغا من المال يسمى العربون، وقبل عقد القران يتم تجديد الخطوبة، ويأتي أهل العريس بالهدايا والحلوى، ويتم العقد الشرعي من قبل قاضي، كما يتفق الطرفان بموعد الوليمة”.

وفي هذا السياق قال عبدالله علي: “في يوم الوليمة يتم عزومة الأهل والجيران والأصدقاء، وتذبح الذبائح، وعلى قرع الطبول يقوم البعض بالبرع، وتفرش قطعة قماشية هدفها أن يقوم المعازيم برمي النقود إلى المفرش بعد أن يمرر المبلغ على رأس العريس أي (يجيز)، ويتم هذا أثناء الغسل، أما رقصة النساء فتسمى الشرح والهديني، ومن العادات - قبل أن تطأ قدما العروسة منزل العريس - القيام بذباحة رأس غنم فيسيل الدم على الباب ويوزع اللحم، وهذه العادة تسمى الوطاءة، ويرسل العريس إلى منزل العروسة الأم والأخوات، وهذا ما يعرف حاليا بوصيفات العريس، وقديما كانت تسمى القابضات.. بعد إتمام الغداء والمقيل وانتهاء المراسم تبدأ ليلة الدخلة، بعد ذلك يأتي اليوم الرابع ويستدعى أهل العروسة لحضور مأدبة غذاء ويذبح لهم ثور، وتتم الأعراس بعد مشوار طويل من المراسم والطقوس والعادات التقليدية لتبدأ حياة جديدة من العيش في عش الزوجية”.

هذه الأيام بدأت العادات والتقاليد الخاصة بالأعراس تختفي وتتلاشى، وما أحوجنا إلى رصد وتوثيق تراثنا الشعبي في الحجرية من الاندثار، وما كان ويكون في الولائم والأعراس من طقوس ورقصات فلكلورية مثل البرع والبريشية والزبيرية، واستبدالها في الوقت الحاضر بالصوتيات وفساتين الفرح والمكياج التي لم تكن موجودة من قبل، بل كان يكتفى العريس بتقديم الملبوسات (المقرمة والسروال والمصر والزنة)، والذهب حسب الاتفاق نحن اليوم بحاجة ماسة لتوثيق ما اندثر من طقوس أعراس الفرح بالعادات الحسنة..ودامت الأفراح .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى