للتوعية بأحد الأمراض الأكثر فتكاً بالبشر.. اليوم العالمي للسكري د. المطري: الدول النامية لا تمتلك استراتيجية لمكافحة السكري د. القاسم: من الأهمية فحص قدم المريض حتى لا تتعرض للبتر

> استطلاع / فردوس العلمي

> معا ضد هذا القاتل.. والقاتل هنا ليس إنسانا بل هو مرض السكري القاتل الذي يتسلل ببطء ليحتل مساحات كبيرة من أجسامنا، يعبث بها ويجعلنا في غيبوبة باستمرار، وتسمى غيبوبة السكري.
يحتفل العالم باليوم العالمي للسكري في 14 نوفمبر من كل عام، للتوعية بمخاطر داء السكري.. وتحديد ذلك التاريخ تم من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية إحياءً لذكرى عيد ميلاد “فردريك بانتنغ” الذي شارك “تشارلز بيست” في اكتشاف مادة الأنسولين عام 1922، وهي المادة الضرورية لبقاء الكثيرين من مرضى السكري على قيد الحياة.. ولتسليط الضوء على أضرار المرض وكيفية الوقاية منه زارت «الأيام» مركز السكري الواقع في حرم مستشفى الجمهورية التعليمي للحصول على مزيد من المعلومة من أصحاب الاختصاص.
البداية كانت مع رئيس مركز السكري الدكتور عبدالله محمد أحمد المطري أستاذ مشارك في كلية الطب - جامعة عدن، واستشاري أمراض السكري والغدد، الذي بدوره أطلعنا على تفاصيل هذا المركز الخاص بمرض السكري وإشكالياته بالقول: “لقد افتتح هذا المركز بتاريخ 11/14/ 2009م من قبل محافظ عدن، ومدير مكتب الصحة بعدن، ورئيس هيئة مستشفى الجمهورية التعليمي، وكذا عميد كلية الطب، آنذاك”.
وأضاف: “يتكون المركز من غرفتين صغيرتين، وهو خال من أية معدات أو أجهزة طبية، كما أنه يفتقر إلى ميزانية خاصة ولم يتلق دعما من أحد، ومع هذا يعمل المركز بفريق طبي مكون من أحد عشر اختصاصيا لأمراض باطنة وممرضتين مؤهلتين، يعملون في الفترة الصباحية في عيادتين للمعاينة وإجراء المعلومات اللازمة للمريض قبل أن يتم معاينته من قبل الطبيب لتسجيل الفحوصات المطلوبة، بالإضافة إلى متابعة المريض دوريا حسب حالته ووفق الإرشادات المتبعة بالمركز، مع حفظ بيانات المريض إلكترونياً، كما أن المعاينة في هذا المركز تتم يومياً من قبل طبيبين مناوبين”.
وعن أهداف المركز التي أنشئ من أجلها المركز قال المطري: “يهدف المركز بشكل رئيس إلى تقديم الرعاية الطبية الشاملة للمرضى وفقاً لإرشادات الاتحاد الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، وكذا نشر الوعي الصحي بين مرضى السكري وأقاربهم بهدف الوقاية من مضاعفات المرض، بالإضافة إلى إجراء عملية المسح الميداني لمختلف المرافق لاكتشاف الحالات المخفية لمرض السكري ونشر الوعي الصحي عنه، فضلاً عن إجراء الدورات التدريبية للأطباء والعاملين الصحيين والقيام بالبحوث الطبية المرتبطة بهذا المرض”.
**خطة المركز**
الدكتور عبدالله المطري
الدكتور عبدالله المطري

الدكتور عبدالله المطري أوضح تحدث عن الخطة الخاصة بالمركز بالقول: “تتركز خطة المركز للفترة من 2012 إلى 2014 والتي هي برعاية منظمة WDF على تدريب (450) طبيبا وعاملا صحيا، ومعاينة (7500) مريض بداء السكري، بالإضافة إلى القيام بالتثقيف الصحي لـ(3000) مريض، والقيام بالمسح الطبي لـ(7000) مواطن في مختلف المرافق، وكذا القيام بعقد (6) ورش عمل للأطباء والعاملين الصحيين”.
وعن ما تم إنجازه من الخطة قال: “لقد نفذ المركز من خطته هذه تدريب (200) طبيب وعامل صحي في المستشفيات والمراكز الصحية، والقيام بمسح ميداني لـ(1400) فرد من مختلف المرافق، وكذا إجراء التثقيف الصحي لعدد (1000) مريض ومعاينة (2500) مريض، إلى جانب القيام بالتوعية الصحية لـ(1000) مواطن عبر مختلف الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة، بالإضافة إلى عقد ورشتي عمل للأطباء والعاملين الصحيين”.
**نسعى لتقديم خدمات نوعية**
وعن الخدمات الطبية التي يقدمها المركز للمرضى قال المطري: “يقوم المركز في هذا المجال بالتنسيق مع بقية أقسام المستشفى كالترتيب لإحالة المرضى إلى عيادة العيون لفحص شبكية العين لمريض السكري وتقرير حالة النظر والعلاج اللازم، وكذا إحالتهم إلى عيادة الأسنان لرعاية الفم والأسنان ورعاية القدم من قبل عيادة الجراحة بالتنسيق مع مراكز السكري، ولهذا فنحن في المركز نسعى إلى تقديم خدمات نوعية احترافية تخصصية في مجال السكري، كما نحرص على معاينة المرضى وفحص الأطراف، خاصة أطراف القدم، وذلك لأنها إذا لم تجد العناية والفحص المبكر تصبح عرضة للبتر”.
وأضاف: “إننا في المركز نولي مرضى السكري اهتماماً وحرصاً كبيرين، لذا ننصح المرضى أن يحافظوا على أقدامهم خاصة، لأنها الأكثر عرضة للإصابة، وهو ما قد يؤدي إلى بترها”.
وأكد الدكتور المطري في سياق حديثه أن “هناك معدلات عالية لبتر القدم لمرضى السكري نتيجة لانعدام الوعي والرعاية والاهتمام”، وقال: “إن أي جرح بسيط قد يصيب مريض السكري فإنه في حالة عدم العناية به قد يعرض قدم المريض للبتر”.
وأشار المطري إلى أن “المركز يعمل بجهود ذاتية ولا توجد له ميزانية حكومية وأنه يعمل من خلال الدعم الذي يتحصل عليه من المنظمات الدولية كالمنظمة العالمية للسكري (WDF) والتي دعمت المركز بالأجهزة والمعدات وتوفر مبالغ للأنشطة”.
**صعوبات عدة**
فريق مركز السكري أثناء فحصهم المرضى
فريق مركز السكري أثناء فحصهم المرضى

وعن الصعوبات التي يواجهها مركز السكري قال: “إننا في المركز نعاني من بعض الصعوبات كعدم تعاون بعض المرافق معنا لإجراء المسح للموظفين، وكذا غياب الرعاية والاهتمام لجهود المركز من قبل إدارة محافظة عدن، بالإضافة إلى صغر حجم المركز والذي لايتناسب مع عدد المرضى”.
وطالب المطري في ختام حديثه عبر صحيفة «الأيام» الدولة “بضرورة العمل على إيجاد رؤية استراتيجية للحد من انتشار مرض السكري، وإيجاد مركز يتناسب مع الكثافة العددية للمرضى بحيث يضم كافة الأقسام كـ(قسم قدم السكري، الكلى، الأسنان، وقسم العيون)”.. كما طالب “بضرورة مراعاة الجهود المبذولة من قبل القائمين على المركز الذي بات يقاتل من أجل الحد من هذا المرض الذي يتزايد يوما بعد يوم، والذي قد وصل عدد المصابين فيه إلى 320 مليون مريض في العالم، معظمهم في الدول النامية، والكثير منهم موجودون في الدول العربية والتي من ضمنها اليمن التي تفتقر إلى رؤية استراتيجية في كيفية مكافحة هذا المرض”.
**نصائح إرشادية**
الدكتور سميح أحمد
الدكتور سميح أحمد

من جهته تحدث الدكتور سميح أحمد القاسم استشاري أمراض باطنية واختصاصي مقيم للسكري عن جانب من المهام التي يقوم بها قسم الأجهزة الطبية للقدم السكري والذي يشرف عليه للكشف عن القدم السكري ومشاكل الأعصاب الطرفية، بالإضافة إلى مشاكل الشرايين لقدم مريض السكري من خلال استخدام أجهزة حديثة للكشف عن اعتلال الأعصاب الطرفية، وذلك لتفادي حدوث أية مشاكل في قدم المريض قد تؤدي إلى بترها.
وعن العلاج الخاص بهذا المرض قال القاسم: “إن العلاج الخاص بهذا المرض يُعرف بـ(الأنسولين) وهو عبارة عن هرمون تنتجه غدة البنكرياس، يعمل على تنظيم نسبة السكر في الدم، كما يساعد على تخزين الفائض عن الاحتياجات اللازمة، ولهذا تقوم غدة البنكرياس بإفراز الأنسولين ويتم سريانه في الدم حتى يصل إلى الخلايا، ويعمل كمفتاح لفتح الخلايا ودخول السكر وبعد ذلك تغلق الخلايا مرة أخرى”.
ويضيف: “عندما يحدث خلل مناعي في الجسم يؤدي ذلك إلى تلف خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين وبالتالي عدم إفراز الأنسولين إطلاقاً، وهذا ما يسمى بمرض السكري من النوع الأول، ولهذا يحتاج المريض إلى أنسولين خارجي لكي يستطيع الحياة”.
وأوضح القاسم عدد الحالات التي يعالجها الأنسولين بالقول: “يستعمل الأنسولين في علاج أربع حالات: النوع الأول من مرض السكري، وحالات سكري الحمل التي لم تستجب للحمية الغذائية، وحالات النوع الثاني من السكري التي لم تستجب للحمية الغذائية والرياضة والأقراص الخافضة لنسبة السكر بالدم، بالاضافة إلى الحالات التي يمنع فيها استخدام الأقراص”.
**أنواع الأنسولين**
وأشار الدكتور القاسم في سياق حديثه عن علاج الأنسولين إلى أن “لهذا العلاج خمسة أنواع: سريع المفعول وفيه يبدو صافيا كالماء، ويستمر لمدة 3-4 ساعات، وقصير المفعول ويبدو صافيا كالماء ويستمر مفعوله 18-12 ساعة، وثنائي الطور (المخلوط) وهو مزيج من الأنسولين الصافي (قصير المفعول) والمعكر (متوسط المفعول) ويبدو معكراً ويستمر مفعوله لمدة 18-12 ساعة، وطويل المفعول ويبدو معكراً ويعمل لمدة 28-24 ساعة”.
وعرف الدكتور القاسم انخفاض سكري الدم بأنه “نقص الجلوكوز في الدم والذي يمد الجسم بالطاقة ويساعد الدماغ على العمل بطريقة جيدة”، مشيراً إلى أن انخفاض السكر في الدم قد يؤدي إلى غيبوبة (فقدان الوعي) للمريض.
**أسباب انخفاض السكر عند المريض**
الدكتور القاسم أوضح لـ«الأيام» الأسباب المؤدية إلى انخفاض السكر في دم المرض بالقول: “هناك عدة أسباب تؤدي إلى انخفاض سكر الدم عند المريض، ويجب على المريض التنبه لها لما لها من خطورة عليه كأخذ جرعة كبيرة من الأنسولين، وكذا تناول كميات ضئيلة من الطعام بعد حقن الأنسولين، بالإضافة إلى عدم التأخر في تناول الوجبات، وعدم الإجهاد الشديد، وتجنب ساعات الصيام الطويلة”.
وعن أعراض الشعور بحدوث انخفاض سكر الدم قال: “تختلف الطريقة التي يشعر بها المريض عند انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم من شخص لآخر، فقد يشعر الشخص بالجوع والصداع والرؤية غير الواضحة والتعرق والدوار والرعشة وخفقان القلب بشكل سريع وسوء حالة المزاجية، وكذا ضعف التركيز، بالإضافة إلى وخز خفيف في اليدين والقدمين والشفتين واللسان، وكذا الإعياء الشديد، وتغيب الوعي، وقد تتطور الحالة إلى الغيبوبة”.
ونصح القاسم المريض الذي يعاني انخفاض سكر الدم بضرورة تناول مادة سكرية مباشرة كمشروب حلو المذاق (عصير فواكه) أو ملعقة صغيرة من السكر مذاب في الماء، مع ضرورة تناول الوجبة مبكراً، وفي حال لم يتمكن المريض أو مرافقه اتباع ما سبق فيجب نقل المريض إلى أقرب مركز إسعاف لمنحه العلاج المناسب”.
مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة العناية بالقدمين باعتبار أن الفحص الدقيق والمنظم للقدمين يُعد أحد التدابير السهلة والأكثر فعالية لمنع حصول عدة مضاعفات.
أثر مرض السكري على لثة المريض
أثر مرض السكري على لثة المريض

كما نصح بضرورة غسل القدمين يومياً بماء فاتر وبعض الصابون، مع ضرورة تجفيف القدمين جيداً خصوصاً بين الأصابع، بالإضافة إلى ترطيب الجلد بمستحضر سائل مع اجتناب الأماكن التي بين الأصابع، وتقليم وبرد الأظافر بلطف، واللجوء إلى العناية الطبية عند أي تغيير طارئ (جروح وغيرها)، مع إبقاء القدمين دافئتين وجافتين بأحذية مريحة وجوارب مبطنة جيدا، مع تجنيب القدمين الحرارة أو المشي حافي القدمين”.
كما قدم نصائح خاصة باستخدام الجرعات الدوائية الخاصة بالأنسولين أبرزها: تحديد كمية جرعة الأنسولين من قبل الطبيب حسب احتياجات المريض، وتجنب استخدام الجرعات الدوائية دون استشارة الطبيب، والتأكد من تاريخ صلاحية الأنسولين، بالإضافة إلى حفظ الأنسولين في باب الثلاجة عند درجة حرارة 8-2 درجات مئوية، وعدم استخدم الأنسولين في حالة تعرضه للتجميد، وفي حالة السفر يمكن حفظ الأنسولين في (تيرمس) أو حقيبة خاصة بحفظ الأنسولين، كما يجب مراعاة لف زجاجات الأنسولين بكيس من النايلون حتى لا تتعرض للثلج مباشرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى