قبل 53 عاماً في “اليقظة” العدنية.. ما أشبه الليلة بالبارحة يا حضرة السلطان محمد بن عيدروس العفيفي

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
يرجع نسب سلاطين آل عفيف - عند البعض - إلى عالم يافع المشهور عفيف الدين عبدالله أسعد، ومن هؤلاء انحدر السلطان محمد بن عيدروس بن محسن القعيطي وهو من مواليد القارة عام 1930.
حمل السلطان محمد بن عيدروس بذور التغيير التي فرضت عليه أن يتمرد على الواقع الذي عاشه في موقع المسئولية، فدخل التاريخ مع السلطانين علي عبدالكريم العبدلي وأحمد عبدالله الفضلي كسلاطين ثائرين.
استشهد السلطان محمد بن عيدروس العفيفي مع شقيقيه محمود وفيصل في السيلة البيضاء في عملية غادرة يوم 17 أبريل 1972م، ولا نامت عين للجبناء.
تناولت صحيفة “اليقظة” العدنية (رئيس تحريرها عبدالرحمن جرجرة خال العزيزين هشام وتمام باشراحيل) في عددها (170) الصادر في 25 يوليو 1961 (أي قبل 53 عاماً و4 أشهر) خبراً تحت عنوان (محمد بن عيدروس يقول: “إنني على استعداد لتوحيد حركة النضال في الجنوب.. وحدة القوى الوطنية على اختلافها هي الشرط لانتصارنا”).
وورد في الخبر: “أصدر الأمير محمد بن عيدروس الثائر واللاجئ السياسي في اليمن بيانا حول الاجتماعات والمؤتمرات التي عقدت مؤخرا في العاصمة البريطانية وجهه إلى كافة الهيئات السياسية والقوى الوطنية بعدن، ويقول البيان: إننا نناشد كافة الهيئات السياسية والقوى الوطنية في عدن أن تعيد النظر في مواقفها وأن تكف عن محاربة بعضها البعض في هذا الظرف بالذات حتى تسود روح الأخوة الوطنية ونتمكن من قهر ما يعترض كفاحنا من مشاكل وصعوبات، فأعداء شعبنا هم الذين يصطنعون الكثير من هذه الخلافات والانقسامات في الصف الوطني وهم وحدهم الذين يستفيدون منها لإعاقة حركتنا والمضي في بلوغ أهدافنا في التحرر والوحدة وتقرير المصير..”.
ومضى قائلاً: “كذلك فإن الهيئات السياسية والمنظمات العمالية وجميع القوى الوطنية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى لإدراك مسئوليتها وتصحيح مواقفها ونسيان خلافاتها والعمل على توحيد وتجميع مختلف اتجاهات وقوى الحركة العمالية بأشكالها ضد الاستعمار على أساس تحقيق أهداف الشعب في التحرر الوطني الكامل والوحدة بين الشمال والجنوب.. وإنني على استعداد لبذل كل ما في وسعي من جهود لتوحيد قوى حركة النضال تحت قيادة مشتركة تمثل كافة مناطق الجنوب الثائر”.
**يلاحظ من قراءة البيان الذي أصدره السلطان محمد بن عيدروس العفيفي قبل (53) عاما و4 أشهر في المنفى:
1 - أن الرجل كان صاحب رؤية ثاقبة.
2 - أنه كان صاحب نفس ديمقراطي.
3 - أنه حدد مكامن الضعف عند القوى الوطنية.
4 - أن البيان صدر قبل ثورة سبتمبر بعام واحد وشهرين، أي أنه سبق ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
5 - أن الرجل حمل نضجاً سياسيا ووطنياً فاق ما هو مطروح آنذاك وما هو سائد حاليا.
رحم الله السلطان محمد بن عيدروس العفيفي، ورحم الله بطناً حملته، ومن هذا الرجل عرفت سر ابنه فضل عندما علق على موضوع لي في «الأيام» انتقدت فيه أصحاب العصبيات.. وكتب الشيخ فضل: “إن وراء ذلك غياب الثقافة المدنية..”، وكان نعم الخلف لخير السلف.
يا جنوبي، اقرأ ما قاله العميد باشراحيل في «الأيام» (العدد 346) الصادر في 10 نوفمبر 1965 والذي يصب مع بيان السلطان محمد بن عيدروس في مجرى قضية الجنوب:
“سر ضعف القوى الوطنية في الجنوب العربي يكمن في تفككها، حتى أن هذا الضعف أصبح مثلاً يضرب.. وآخر علامات البقاء للتفكك هي وفود الجنوب العربي التي ذهبت إلى الأمم المتحدة ورفضت أن تنصهر في وفد واحد يختار أعضاؤه من بينهم متحدثاً باسم الوفد.. بدلاً من ذلك حضرت أربعة وفود وتكلم أربعة أشخاص وقد يكون ما قالوه ترديداً مملاً لأنه يعالج مشكلة واحدة الجميع يسلمون بها ومع ذلك يرفضون الانصهار في خدمتها كمصلحة وطنية عليا.
واليوم يأتي نداء من القاهرة يبشر بانعقاد مؤتمر لممثلي الفئات الوطنية، بالاشتراك مع الوفود الأربعة التي اشتركت في الأمم المتحدة، في شهر ديسمبر القادم.. غرض المؤتمر خلق وحدة وطنية وتوحيد الجهود”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى