القوات العراقية تستعيد سد العظيم في ديالى أحد أكبر سدود العراق

> سد العظيم «الأيام» يونس هاشم

> استعادت القوات العراقية مدعومة بعناصر مسلحة موالية لها، السيطرة هذا الاسبوع على سد العظيم، احد اكبر سدود البلاد في محافظة ديالى، ضمن سعيها الى تأمين المرافق الحيوية وحمايتها.
وتمكن الجيش العراقي وعناصر من “منظمة بدر” الشيعية الاربعاء، من طرد مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية” الذين يسيطرون على السد بعد عملية عسكرية استمرت ساعات.
واتيحت لمراسل لوكالة فرانس برس زيارة السد الجمعة بعدما قامت القوات العراقية بنزع العديد من العبوات الناسفة التي زرعها الجهاديون في المباني الواقعة ضمن حرم السد وعلى الطريق المؤدية اليه.
وقال كاظم الحسناوي، وهو قائد ميداني في “بدر”، “بفضل سواعد المجاهدين (...) دخلنا الى المكان وتم تطهيره بالكامل”.
وقال علي حسين، وهو أحد جنود الفرقة الخامسة التي خاضت معارك استعادة السد، “واجهنا معارك لبضع ساعات، والحمدلله حررناه كله”.
وبدأت العملية العسكرية فجر الاربعاء بهجوم بري يرافقه قصف بمدافع الهاون من قبل القوة المهاجمة، بحسب مراسل فرانس برس الذي تمكن من متابعة العملية من مكان قريب.
ومن ضمن الذين تواجدوا في المكان خلال بدء العملية، قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الامير محمد رضا، وقائد الفرقة الخامسة اللواء الركن علي عمران عيسى، ورئيس كتلة “بدر” هادي العامري.
ووفر سلاح الجو العراقي تغطية للعملية عبر استهداف مبان يتحصن فيها المسلحون، او تفجير عبوات ناسفة زرعوها، باطلاق النار عليها بعد الحصول على احداثيات من القادة الميدانيين. وتمكنت القوات من السيطرة على السد بشكل كامل بعد ظهر اليوم نفسه.
وبحسب المراسل، بقيت المنشآت الحيوية للسد في منأى عن المعارك، الا ان آثار الاشتباكات والقصف بدت جلية على المنازل المخصصة للعاملين في السد، والتي استخدمها المسلحون كمقرات لهم.
وفي الباحة الخلفية لأحد هذه المنازل المؤلفة من طبقة واحدة او طبقتين على الاكثر، حفرة متصلة بملجأ كان يستخدمه المسلحون لتخزين الطعام والمعدات. وتجمع في الملجأ قرابة عشرة عناصر من “بدر”، وقد لفوا رؤوسهم بعصبة خضراء كتب عليها “لبيك يا زينب”، وهم يحتفلون حاملين علما لتنظيم “الدولة الاسلامية” تركه المسلحون.
ورأى المراسل عربات “هامفي” وناقلات جند مدرعة، اضافة الى عشرات الجنود وعناصر “منظمة بدر”. وقام البعض بغسل وجههم بمياه بحيرة السد.
كما شاهد ثماني جثث لمسلحين من التنظيم، احداها مقطوعة الرأس.
وكان رئيس “منظمة بدر” هادي العامري قال لقناة “العراقية” هذا الاسبوع، ان المتطرفين يقومون بقطع رؤوس قتلاهم قبل الانسحاب. واوضح “هل نستطيع ان نعرض هذه الصور؟ كلا، لذلك لعبتهم هنا. يقطعون الرؤوس لئلا نتعرف اليهم، واعلاميا لا نكون قادرين على عرضها”.
وبحسب قادة العملية، استخدم عناصر “الدولة الاسلامية” احد مستودعات السد، كمشغل لتفخيخ السيارات والآليات.
وقال الحسناوي عند مدخل المستودع “هذا المكان الذي كانوا يفخخون فيه”، مشيرا الى عربة مدرعة مفخخة في الداخل.
وتابع “بفضل الله لم تتحرك من المكان”.
ونفذ عناصر “الدولة الاسلامية” هجوما انتحاريا بعربة “هامفي” خلال هجوم القوات العراقية، ما ادى الى مقتل ثلاثة عسكريين بينهم ضابط.
ويقع السد على بعد نحو 130 كلم شمال شرق بغداد، وهو من الاكبر في البلاد، ويبلغ طوله 3800 متر، بحسب وزارة الموارد المائية.
وبدأ العمل في مشروع السد في العام 1989، واستكمل تنفيذه في 1999، باستثناء المحطة الكهرومائية ومنافذ الري.
ويشكل تأمين المنشآت الحيوية محورا رئيسيا في المعارك ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يسيطر على مناطق عراقية واسعة منذ يونيو.
والسبت، تمكنت القوات العراقية من فك الحصار الذي يفرضه مقاتلو التنظيم منذ اشهر على مصفاة بيجي (شمال بغداد)، كبرى المصافي في البلاد.
وكانت قوات البشمركة الكردية استعادت في 17 اغسطس سد الموصل (شمال)، الاكبر في العراق، بعدما سيطر عليه المتطرفون لنحو عشرة ايام.
وتنتشر القوات العراقية وابناء العشائر، مدعومة من ضربات جوية للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد “الدولة الاسلامية”، بشكل مكثف في محيط سد حديثة (غرب)، ثاني اكبر السدود، للحؤول دون تقدم التنظيم نحوه. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى