قريبة من المحافظة بعيدة من الخدمات.. قرية الرجاع بالصبيحة.. مسلسل حرمان مستمر

> تحقيق / صديق الطيار

> قرية الرجاع، إحدى قرى مديرية طور الباحة بمحافظة لحج، وتتوسط مدينتي طور الباحة عاصمة المديرية ومدينة الوهط بتبن، حيث تبعد عن مدينة طور الباحة حوالي 37 كم و 35 كم عن مدينة الوهط.. يقدر عدد سكان قرية الرجاع بنحو ثلاثة آلاف فرد.
والمسافة ما بينها وبين الوهط عبارة عن خبت هو ما يعرف باسم (خبت الرجاع) الذي توجد به المنطقة الصناعية، ففيه مصنع الحديد إلى جانب مصنع السويدي للكابلات ومصنع البطاريات.
هذه القرية أنجبت العديد من الرجال الأشاوس الذين كان لهم دور بارز وفعال في النضال المسلح في ثورة 14 أكتوبر ضد المستعمر البريطاني، أمثال الفقيد المناضل فضل صالح الطيار الرجاعي وأخيه الفقيد المناضل عبدالصفي صالح الرجاعي، وغيرهما من المناضلين الأماجد الذين أفنوا حياتهم في الدفاع عن الوطن وثوراته المجيدة. تعاني قرية الرجاع من غياب المشاريع الخدمية الضرورية، على الرغم من أنها لا تبعد كثيرا عن مركز المحافظة.. “الأيام” زارت القرية لتنقل هموم ومعاناة الأهالي، والتقت الشيخ عبدالحميد أحمد صالح الرجاعي شيخ القرية، لتتعرف من خلاله على معاناة القرية..
**مشروع المياه أهلي**
الشيخ عبدالحميد
الشيخ عبدالحميد

في بداية حديثه شكر الشيخ عبدالحميد أحمد صالح الرجاعي صحيفة «الأيام» على نزولها وتلمسها هموم ومعاناة القرية، والذي أضاف قائلا: “وهذا ليس بغريب ولا جديد على صحيفة «الأيام» الغراء التي عودتنا دائما الوقوف إلى المواطن وتلمس احتياجاته ومعاناته وإيصالها إلى الجهات المختصة”.
بعد ذلك تحدث الشيخ عبدالحميد الرجاعي عن خدمة المياه، وقال: “لا يوجد عندنا في القرية مشروع مياه حكومي، نظرا لغياب الدولة في هذه المشاريع الحيوية”.
وأضاف الشيخ عبدالحميد: “ونحن متفائلون لمشروع مياه طور الباحة الإسعافي الذي سيقوم بإمداد مديرية طور الباحة بالمياه من عندنا، حيث لنا الأولوية في هذا المشروع بحكم وجود الآبار في قريتنا، إلا أن المشروع مازال متعثرا حتى الآن من قبل الجهة المسؤولة عليه في المديرية والمحافظة”..
وقال الشيخ عبدالحميد الرجاعي: “إن القرية تعتمد حاليا على مشروع مياه أهلي من خلال الإسهامات المتواضعة من قبل أهالي القرية لتوفير المحروقات للمضخة الموجودة في القرية، ولكن أغلب الأحيان الإسهامات لا تكفي لتوفير متطلبات المضخة، فيبقى الأهالي محرومين من المياه في أقل تقدير أسبوع كامل، وإذا حصل أي عطل في المضخة فإننا نقف عاجزين وعندها تحرم القرية بسبب ذلك من المياه لفترة طويلة”.
وطالب الشيخ الرجاعي الجهات المسؤولة عن مشروع مياه طور الباحة الإسعافي بسرعة استكمال هذا المشروع الحيوي الذي سيخدم القرية والقرى المجاورة في إطار مديرية طور الباحة.
**35 كم فقط تفصلهم عن الكهرباء**
مولد الكهرباء الذي يمد القرية بالتيار
مولد الكهرباء الذي يمد القرية بالتيار

وأوضح الشيخ عبدالحميد الرجاعي أن القرية محرومة من خدمة الكهرباء، والذي قال: “لا توجد في القرية خدمة كهرباء حكومية على الرغم من أن القرية لا تبعد كثيرا عن عاصمة المحافظة وكذا عن عاصمة المديرية، حيث تبعد عن المحافظة بنحو 35 كم وعن المديرية بنحو 37 كم فقط، إلا أن ذلك لم يشفع لها عند الجهات المعنية لتوصيل خدمة الكهرباء إليها”.
وأضاف الشيخ عبدالحميد: “وقد تقدمنا في السابق بمطالبات ومناشدات للجهات المعنية وكذا إلى رئيس الجمهورية بإيصال خدمة الكهرباء للقرية، لكون القرية قريبة جدا من إمدادات الضغط العالي، ولكن لم نجد أي تجاوب منها”.. وجدد الشيخ عبدالحميد الرجاعي مطالبة الجهات المعنية بسرعة إيصال خدمة الكهرباء المركزية إلى القرية.
وقال الشيخ الرجاعي: “لدينا في القرية مشروع كهرباء أهلي وهو عبارة عن مولد (250) كيلو، بدأ العمل فيه منذ خمس سنوات، ونقوم بتوفير متطلباته من المحروقات وغيرها من خلال ما نتحصل عليه من إسهامات أهالي القرية، ونقوم بتوصيل التيار الكهرباء إلى المنازل لمدة ست ساعات فقط يوميا من الساعة السادسة مساء حتى الثانية عشرة منتصف الليل، ولكن أحيانا عندما لا نستطيع توفير المحروقات للمولد فإننا نبقى في الظلام الدامس ويستمر ذلك عدة أيام حتى نوفر متطلبات المولد”.
وأضاف الشيخ عبدالحميد: “المولد الذي لدينا يعمل فوق طاقته نتيجة كثرة المباني في القرية وتوسعها، لذا غالبا ما تحدث فيه أعطاب نتيجة تحميله ضغطا كبيرا يفوق طاقته”.
**الخدمات الصحية غائبة**
وعن الخدمات الصحية في القرية قال الشيخ عبدالحميد الرجاعي شيخ قرية الرجاع بطور الباحة: “لدينا مركز صحي في القرية وهو عبارة عن بناية فقط، حيث لا يوجد فيه دكتور ولا خدمات إسعافية”.
وأضاف: “في حالة تعرض أحد منا لمرض فإننا نذهب إلى مستشفيات المدينة في الوهط أو الحوطة، نتيجة خلو مركز القرية الصحي من الكادر”.
وأردف الشيخ الرجاعي بالقول: “ونتيجة لذلك نواجه الكثير من المخاطر، فإذا أصيب أحد الأفراد أو الأطفال، فربما نفقده نتيجة النزيف فأقرب مستشفى من القرية هو مستشفى الوهط الذي يبعد حوالي 35 كم من القرية، وهذه المسافة طويلة بالنسبة لإسعاف جريح، كذلك قد يتعرض أي فرد منا للدغة سامة من أفعى أو عقرب أو غيرها، وربما يموت الشخص قبل إيصاله إلى المستشفى بسبب سريان وانتشار السم في أنحاء جسمه، كذلك في حالة حدوث تعسر ولادة أو نزيف بعد الولادة قد نفقد الأم وجنينها في الطريق قبل الوصول إلى المستشفى”.
وقال الشيخ: “نطالب الجهات المسؤولة بتفعيل المركز الصحي وتوفير الكادر الصحي إلى جانب توفير المواد الإسعافية في المركز وكذا توفير مختبر واختصاصي مختبرات، فالواحد منا يتكلف الكثير عندما يسعف مريضه إلى المدينة”.
**كثافة طلابية ونقص معلمين**
أحد معلمي المدرسة يشير إلى أساسات الصفوف الإضافية التي لم يكتمل بناؤها
أحد معلمي المدرسة يشير إلى أساسات الصفوف الإضافية التي لم يكتمل بناؤها

كما تحدث الشيخ عبدالحميد الرجاعي عن وضع التعليم في القرية، فقال: “لدينا مدرسة وحيدة في القرية يدرس فيها نحو 600 طالب وطالبة في جميع المراحل من الصف الأول الابتدائي حتى الثالث الثانوي، وهناك كثافة طلابية في المدرسة إلى جانب أن هناك اختلاطا بين الذكور والإناث، فنطالب الجهة المعنية ببناء مدرسة مستقلة للإناث، كما نطالب بإتمام مشروع إضافة صفوف للمدرسة، حيث إن الأساس موجود لكن لم يتم استكماله”.
وقال الشيخ عبدالحميد: “كما نطالب مكتب التربية بتوفير الكادر التعليمي خاصة في المواد العلمية، حيث إننا نعاني من نقص في المعلمين في المدرسة”.
**مشروع لحفظ التربة لم يستكمل**
مشروع حفظ التربة
مشروع حفظ التربة

وتحدث الشيخ الرجاعي عن مشروع حفظ التربة الممول من صندوق التنمية الاجتماعية بعدن بالقول: “هذا المشروع الغرض منه حفظ التربة من الانجراف بسبب السيول، وكذا بناء قنوات لري الأراضي الزراعية، وهو مشروع يستفيد منه المزارعون كثيرا وقد تمت المرحلة الأولى منه، ونتمنى من القائمين عليه سرعة استكمال ما تبقى لتعم الفائدة جميع المستفيدين من المزارعين”.
**السيول تجتاح القرية**
كذلك تحدث الشيخ أن السيول القوية التي منَّ الله بها على القرية قد دخلت إلى منازل المواطنين القاطنين بالقرب من الوادي، مما اضطرتهم إلى النزوح إلى أماكن مرتفعة خوفا على حياتهم وأسرهم نتيجة قوة السيول.. وقال: “إننا نطالب الدولة بعمل مصدات ومحميات للقرية من السيول العظيمة التي تجتاح القرية مهددة حياة الأهالي، وتنذر بكارثة حقيقية على القرية”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى