زارتها «الأيام» وتلمست همومها..جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم بلحج الشمس التي لا تغيب أبدا

> تقرير«الأيام» هشام عطيري

> جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم بمحافظة لحج إحدى الجمعيات الرائدة في العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي بدأت بـ(51) عضوا عند التأسيس بمدينة الحوطة وتبن في سبتمبر 2006م لتصل يومنا هذا إلى (487) عضوا، توزعت بين (281) من الذكور و(206) من الإناث.
مشاكل عديدة تواجه الجمعية، والتي قد تؤدي إلى توقف نشاطها بسبب انعدام الإمكانيات المادية وعدم تفاعل رجال الخير لتقديم الدعم اللازم لها لتسيير نشاطها مع توقف صرف النفقات التشغيلية من قبل جمعية المعاقين بصنعاء منذ عدة أشهر مضت.
«الأيام» كان لها نزول إلى الجمعية والالتقاء بعدد من قيادتها وخاصة مرسال مهدي عبدالله رئيس الجمعية، وخرجت بهذا التقرير الذي يسلط الضوء على نشاط الجمعية ومشاكلها عسى أن تجد من يساهم في نشر الابتسامة بين أعضائها واستمرار نشاطها المعهود.
**التأسيس**
تأسست جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم في 4-9-2006م بـ(51) عضوا من الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة من الذكور والإناث، ليرتفع بعد ذلك إلى (487) عضوا، الذكور منهم (281) والإناث (206).
عملت الجمعية منذ التأسيس على نشر رسالتها من خلال اتباع منهجية واضحة وخطط وبرامج ليكون عضو الجمعية عنصرا مشاركا وفاعلا في جميع الأنشطة، خاصة في المجال التعليمي والتأهيلي، فهناك العديد من طلاب الجمعية يدرسون في مختلف الصفوف الدراسية بمختلف مراحلها وصولا إلى الجامعة، فيما الجانب التأهيلي تنفذ فيه العديد من الأنشطة المختلفة في الأشغال اليدوية والخياطة والتريكو والحياكة توجت بإقامة المعرض السنوي للجمعية، والذي قدمت فيه العديد من المعروضات والمنتوجات الخاصة بأعضاء الجمعية، حيث تم افتتاحه من قبل محافظ لحج أحمد عبدالله المجيدي منتصف العام الحالي، ناهيك عن النشاط الرياضي وتشكيل العديد من الفرق الرياضية للجمعية بمختلف الألعاب وإقامة الدورات المختلفة بالإضافة إلى المجال الصحي الذي تهدف الجمعية من خلال إلى إقامة الدورات الصحية والإسعافات الأولية والتثقيف الصحي بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني الأخرى.
**الامتداد التعليمي**
مدرس يعطي دروسة بلغة الإشارة
مدرس يعطي دروسة بلغة الإشارة

مشروع الامتداد التعليمي للجمعية الذي بدأ بمدرسة القمندان بمنطقة “الحبيل” على نفقة صندوق التنمية الاجتماعية والمكون من فصلين مع مرافقهما تشرف عليه الجمعية وتقيم فيه العديد من الأنشطة والدورات الخاصة للمدرسين وأولياء الأمور في لغة الإشارة.
**دور المجتمع المحلي**
يقول مرسال مهدي عبدالله رئيس الجمعية إن المجتمع المحلي شريك أساسي في استمرارية عملية التطور في الجمعية، وعلى الرغم مما يقدمه من الناحية المادية والمعنوي إلا أننا نجده غير متفاعل أحيانا في التخفيف من الهموم والمشاكل التي تعترض الجمعية لاستمرار ديمومتها.. فالجمعية وبرامجها وأهدافها واسعة، غرضها إعادة الحياة لهذه الشريحة من المجتمع حتى يكونوا فعالين في المجتمع شأنهم شأن غيرهم في المجتمع، فنجد التقصير من أولياء الأمور في تقديم ما يمكن تقديمه لمساعدة الجمعية للقيام بواجبها ومسئولياتها تجاه هذه الشريحة.
السلطة المحلية في المديرية والمحافظة بما في ذلك المحافظ لهم اليد الطولى في الحفاظ على استمرار نشاط الجمعية من خلال تقديم الدعم والمساعدات المادية، وبالرغم مما قدمته من خلال شراء أرضية للجمعية وتقديم مكائن الخياطة إلا أننا بحاجة إلى دور أكبر للبحث عن مصادر تمويل بناء أرضية الجمعية وعمل المشغل وتوظيف المعلمات والمعلمين الذين يقدمون ما لم يقدمه أحد من خلال العمل كمتطوعين وبمبلغ زهيد.
وقال رئيس الجمعية إنه يطالب بتطبيق قرار مجلس الوزراء الخاص بتوظيف 5% من المعاقين من قبل السلطة المحلية ومكتب التربية حفاظا على الكادر التعليمي في الجمعية الذي يعمل على تدريس المنهج الدراسي بلغة الإشارة.. مشيرا إلى دور رجال البر والإحسان في تقديم ما أمكن لاستمرار عمل الجمعية بحسب إمكانياتهم.
وعن العلاقة مع مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل قال “إن العلاقة جيدة وهو المسؤول المباشر عن عمل الجمعية ومتابعتها وإشراكها في الدورات الخاصة بعمل المكتب وما يقدمه من دعم سنوي يقدر بمائة ألف ريال”.
**مصادر التمويل**
دروس في الخياطة
دروس في الخياطة

يقول رئيس الجمعية مرسال مهدي عبدالله “إن الجمعية تعتمد اعتمادا مباشرا في التمويل على صندوق المعاقين في صنعاء”. ولكن ـ حسب قوله ـ تعاني الجمعية من مشكلة تأخر مبالغ النفقات التشغيلية، مبينا أن الجمعية لم تستلم منذ شهر يناير الماضي حتى اللحظة مبالغ النفقات التشغيلية، وهو ما أدى إلى وجود مديونية للغير تتمثل في إيجار المبنى واستهلاك الكهرباء والهاتف واستهلاك المياه وبدل المواصلات وقيمة المواد الخام، بالإضافة إلى مستلزمات مواد النظافة.
وكشف مرسال في حديثه أن الجمعية مهددة بالإغلاق وتوقف سير العملية التعليمية وحرمان العديد من الطلاب والطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة من مواصلة تعليمهم بلغة الإشارة.. منوها إلى أن هناك عددا من فاعلي الخير يقدمون مساعدات بشكل متقطع ولكن لا تكفي لتسيير نشاط الجمعية.
**توقف مشغل الجمعية**
يقول رئيس الجمعية “إن هناك أسبابا كثيرة أدت إلى توقف مشغل الجمعية أهمها عدم توفير إيجار المبنى الخاص بالمشغل، بالإضافة إلى عدم وجود مواصلات لنقل العاملين والمتدربين وعدم توفر الحافز المعنوي لهم”.
**رسائل عديدة من الجمعية**
وجه رئيس الجمعية عدة رسائل، الأولى للسلطة المحلية بتطبيق نسبة الـ 5 % من قانون المعاقين للتوظيف، والثانية لمكتب التربية لتكييف منهج خاص لفئة الصم والبكم أسوة بباقي المحافظة ووضع امتحانات وزارية خاصة بهذه الشريحة مع توظيف كادر الجمعية.
والرسالة الثالثة لمكتب الصحة للتكفل بعلاج الصم والبكم وصرف الأدوية لهم مجانا وإعطائهم الرعاية الكاملة مع وضع برنامج تثقيفي صحي لهم.
والرابعة إلى محافظ لحج لتقديم حافز شهري للمعلمين في الجمعية، والرسالة الخامسة لفعالي الخير للمساهمة في بناء مركز الصم والبكم كون الأرضية موجودة ولم نجد من يساهم في بنائها.
وتتلخص الصعوبات في الجمعية بسبع نقاط شملها التقرير ونوجزها بشكل مختصر وهي عدم وجود مقر دائم للجمعية وجهة داعمة كون الموارد المالية غير كافية مقارنة بالأنشطة التي تقدم لأعضاء الجمعية.
كادر الجمعية متطوع ولم يتم التعاقد معه من أية جهة تذكر وبحاجة إلى دورات تدريبية مختلفة (تكييف المنهج، المعالجة النطقية، والدورات الخاصة بالإعاقة السمعية، المحاسبة وإدارة المشاريع والتسويق).
كما تواجه الجمعية نقصا في الآلات والمعدات (الكمبيوترات، آلة تصوير، بروجكتر، داتشو، غرف مصادر) فيما كادر الجمعية غير مؤهل مهنيا في مجالات (الكهرباء، النجارة، الكوافير، الخياطة، الكمبيوتر)، كما تفتقر الجمعية إلى وجود الأدوية وإجراء الفحوصات لأعضاء الجمعية من الصم والبكم وتوفير الأجهزة التعويضية لهم.
**كلمة أخيرة**
في ختام الزيارة وجه رئيس الجمعية كلمة أخيرة قال فيها إن على الجهات الحكومية ذات العلاقة أن تهتم بهذه الشريحة والنزول الميداني لتلمس أوضاعهم ومشاكلهم وتطلعاتهم عن قرب كونها جزءا من مشاكلهم اليومية، وأن توفر لهم ولو الجزء اليسير من متطلباتهم.. شاكر في الختام كلا من منظمة usai التي قدمت عددا من مكائن الخياطة، وشركة إسمنت الوطنية التي دائما ما تقف معهم في العديد من الفعاليات وتقديم الدعم اللازم لهم.
**الختام**
هكذا نقلنا لكم أوضاع جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم التي تقدم الكثير لهذه الشريحة المهمة في المجتمع، وتحتاج إلى تكاتف جهود المجتمع المحلي والرسمي وأهل الخير والشركات لدعمها واستمرار نشاطها كونها الرائدة في تقديم الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة لجميع المديريات بمحافظة لحج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى