بنغازي مدينة منكوبة وحصيلة هجوم حفتر أكثر من 350 قتيلا في شهر

> بنغازي «الأيام» ا.ف.ب

> أعلن مجلس النواب الليبي، المعترف به من الأسرة الدولية، السبت بنغازي “مدينة منكوبة”، بينما ارتفعت الى اكثر من 350 قتيلا حصيلة الهجوم الذي يشنه منذ شهر الجيش وقوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر ضد المسلحين الاسلاميين لاستعادة السيطرة على عاصمة الشرق الليبي.
وشن حفتر بمساندة الجيش ومسلحين مدنيين من مختلف مناطق بنغازي في 15 اكتوبر هجوما ثانيا لاستعادة المدينة التي وقعت في ايدي الاسلاميين في نهاية يوليو الماضي.
وقال مجلس النواب الليبي المنتخب في 26 يونيو، في بيان تلاه المتحدث الرسمي باسمه فرج بوهاشم إن “الأوضاع التي تشهدها مدينة بنغازي والصراع الحتمي بين قوات الجيش الوطني والشعب المنتفض من جهة والجماعات الإرهابية من جهة أخرى، وما أسفرت عنه من خسائر بشرية وأضرار مادية، وانعدام فرص تقديم الخدمات للمواطنين، دعت المجلس إلى اتخاذ عدة إجراءات من بينها إعلان المدينة منكوبة”.
والسبت قال مصدر في مركز بنغازي الطبي لوكالة فرانس برس إن “16 شخصا قتلوا وتلقى جثثهم المركز، نتيجة اعمال العنف وإعدامات خارج إطار القانون”.
وقالت مصادر طبية لوكالة فرانس برس ان “المعارك وأعمال عنف متفرقة في بنغازي وإعدامات خارج إطار القانون أوقعت منذ 15 أكتوبر نحو 356 قتيلا بينهم أكثر من 200 جندي”.
وأوضحت هذه المصادر التي تعمل في مستشفيات وجمعية الهلال الأحمر أن “بين القتلى مدنيين أصيبوا برصاص أو بقصف عشوائي في مناطق الاشتباكات إضافة إلى المدنيين المسلحين الذين شاركوا قوات حفتر القتال”.
وتشمل هذه الارقام “مقاتلين إسلاميين وصلت جثثهم إلى مستشفيات المدينة”.
ونادرا ما يعلن الإسلاميون عن خسائرهم في المعارك. كما من النادر نقلهم لجرحاهم وقتلاهم إلى مستشفيات المدينة العامة او الخاصة.
واطلق حفتر “عملية الكرامة” في 16 مايو “لمحاربة الإرهاب” في بلاده، كما قال. لكنه وجد نفسه في مواجهة حلف من الاسلاميين المتشددين وآخرين أكثر اعتدالا من الثوار السابقين الذين ساهموا في الإطاحة بمعمر القذافي وشكلوا “مجلس شورى ثوار بنغازي”.
وتمكن الاسلاميون في بادئ الأمر من دحر قوات حفتر إلى تخوم بنغازي وأفرغوا المدينة من أي تواجد لرجال الجيش والشرطة بعد سيطرتهم على معظم المعسكرات ومراكز الشرطة.
لكن هؤلاء المقاتلين الإسلاميين تقهقروا مجددا وعادوا للتحصن في مناطق آهلة وسط المدينة بعد انطلاق الحملة الثانية لحفتر التي لاقت دعما شعبيا واسعا وهو ما ضيق الخناق على الاسلاميين.
وحفتر الذي وصفت حملته الأولى بأنها انقلاب، لقي مؤخرا اعترافا صريحا من السلطات التشريعية والتنفيذية في البلاد.
ونفذت قوات حفتر خلال الحملة الثانية لاستعادة بنغازي عمليات دهم واسعة النطاق ألقت خلالها القبض على عدد من القادة الإسلاميين إضافة إلى تدمير بيوتهم وقتل العديد منهم.
من جهتها أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السبت، أن القتال العنيف بين الجماعات المسلحة المتناحرة في مختلف مناطق ليبيا أجبر أكثر من 100 ألف شخص على الفرار من منازلهم في اكتوبر الماضي.
وقال المتحدث باسم المفوضية، أدريان إدواردز انه “في المحصلة، نقدر أن يكون أكثر من 393420 شخصا في عداد النازحين داخليا في ليبيا منذ تصاعد العنف في شهر مايو، يتوزعون على 35 بلدة ومدينة وهم بأمس الحاجة إلى المأوى والرعاية الصحية والغذاء والمياه والسلع الاساسية الاخرى”.
ورغم سيطرته التامة على معظم أحياء بنغازي بحسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش العقيد أحمد المسماري، ما زال تقدم الجيش بطيئا في محور منطقة الصابري وسط المدينة رغم خوضه عدة معارك عنيفة تستخدم فيها مختلف أنواع الاسلحة الثقيلة والمتوسطة معززة بغارات لمقاتلات سلاح الجو التابع لحفتر.
وقال المسماري ان الجيش ما زال يخوض معارك ضارية على محور المدخل الغربي للمدينة حيث مقر ميليشيا 17 فبراير الإسلامية، اضافة الى مقرين هامين للجيش هما اللواء 204 دبابات والكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة.
واضاف أن المحور الجنوبي الشرقي للمدينة تسيطر عليه قوات الجيش التي تتقدم لخوض المعركة الكبرى في منطقة الليثي جنوب وسط المدينة والتي تعد معقل الجماعات الإسلامية وخصوصا المتطرفة منها.
وأوضح أن ما يعيق عملية الحسم للجيش في محوري الصابري والمدخل الغربي لمدينة بنغازي هو امتلاك الاسلاميين لاسلحة قنص متطورة وبعيدة المدى إضافة إلى تحصنهم داخل الابنية والمؤسسات العالية.
وقال “نحن بدأنا نستخدم أسلوبهم وصرنا نعمل على قنصهم مثلما يفعلون. لا نريد مزيدا من التدمير للممتلكات من خلال استهدافهم بالمدفعية والغارات”.
من جهته أعرب العقيد جمال الزهاوي آمر الكتيبة 21 عن أمله في أن “يصمد المدنيون المسلحون الموالون للجيش في مختلف مناطق المدينة ويستمروا في إغلاق منافذ مناطقهم حتى لا يتمكن الاسلاميون من الفرار إليها”.
وطالب الزهاوي المناطق الواقعة غرب بنغازي بتأمين كافة الطرق المؤدية إلى المدينة لاغلاق خط الامدادات للاسلاميين. وقال “إنهم كل يوم في ازدياد (...) كلما قضينا على مجموعة نفاجأ بمجموعات أخرى تأتي من مناطق غرب بنغازي”.
وكان المسماري اعلن ان “رئاسة الاركان العامة للجيش دعت كافة المجموعات المسلحة التي لا تتبع شرعية الدولة الى تسليم أسلحتها في فترة أقصاها نهاية الشهر الجاري”.
وأكد أن “كل من يسلم سلاحه للجيش الوطني قبل انتهاء المهلة المحددة سيتم إعفاؤه من أي ملاحقة أمنية وقانونية لتحقيق المصلحة العليا للوطن وضمان ترسيخ الأمن والاستقرار في ربوع البلاد”.
لكنه شدد في الوقت نفسه على انه “سيضرب وبقوة كل مجموعة مسلحة ترفض الاستجابة للدعوة التي تستهدف حقن دماء الليبيين”.
ودانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشدة أعمال العنف الاخيرة في شرق وغرب ليبيا، ومن بينها القتال الدائر في مدينة بنغازي.
واعربت البعثة في بيان ليل الخميس / الجمعة عن قلقها البالغ من التقارير حول القصف العشوائي على الارض ومن الجو على المناطق المكتظة بالسكان في بنغازي وعمليات القتل غير المشروع والتدمير المتعمد للمنازل والممتلكات الأخرى وخطف المدنيين بمن فيهم العاملون في المجال الطبي وعرقلة الجهود المبذولة لإجلاء الجرحى وتوزيع المساعدات الإنسانية.
لكن السفير البريطاني لدى ليبيا مايكل أرون دعا المعتدلين في ليبيا للتوحد ضد المتطرفين في بلادهم. وقال في عدة تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) الجمعة إن الاعتداءات الارهابية تضر كل الليبيين والعنف أمر غير مقبول.
واكد ان لندن تدعم جهود الأمم المتحدة من أجل الحوار في ليبيا، كما أنها تقف مع الليبيين ضد المتطرفين، مشيرا الى ان “المعتدلين من كل الاطراف وهم الغالبية العظمى بحاجة إلى أن يلتقوا ويتحدثوا ويصلوا إلى اتفاق سياسي، ويواجهوا الارهابيين معا في ليبيا”.
وتعاني مدينة بنغازي من انعدام أوجه الحياة بشكل شبه تام، فضلا عن نقص في الادوية والمحروقات والسلع والمواد الغذائية، مع شلل أصاب جميع المصارف والدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية وعددا من المرافق الطبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى