قرار ترحيل الطلاب الأجانب بفيوش لحج بين الرفض والتأييد عشرات من الأسر قاموا بتزويج بناتهم على غرباء ما مصيرهم مع أطفالهم؟

> تقرير/ هشام عطيري

> **دار الحديث « الفيوش »**
الفيوش المشهورة بمصنع الطماطم سابقا هي إحدى قرى مديرية تبن بمحافظة لحج الحاضنة لدار الحديث الذي بني على مساحة واسعة بعد شراء مساحات شاسعة من ملاكها لتتحول المنطقة إلى مدينة سكنية كبرى تتوسع كل يوم لتستقبل الآلاف من طلاب العلم الشرعي من داخل البلاد وخارجها لطلب العلم عند الشيخ الفاضل عبد الرحمن العدني الذي لازم الشيخ العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - في دماج بفترات سابقة.
بعد المنطقة الفيوش عن النزاعات والمشاكل ووجود الخدمات من كهرباء ومياه هو ما دفع بالعديد من المواطنين وأسرهم من الداخل إلى اتخاذ قرار العيش في هذه المنطقة والاستفادة من طلب العلم على يد العديد من المشايخ.
كما توافد عشرات من طلاب العلم من خارج البلاد إلى المنطقة بمختلف الجنسيات، حيث كانت دار الحديث بالفيوش مقصدهم للدراسة العلمية الشرعية لتمر بعدها عدة سنوات على تأسيس الدار، ويتزايد أعداد الوافدين من الداخل والخارج لطلب العلم حتى اليوم، ليصل عددهم لعدة آلاف يسعون جميعهم لطلب العلم النافع على القرآن والسنة، كونها - حسب قول الشيخ العدني - “هي دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة حرصا على التربية والتعليم والتوجيه بالأسلوب الحسن وكتب لها القبول”.
وقرر العديد من المواطنين الذين يسعون إلى طلب العلم الشرعي الانتقال إلى الدار من خلال شراء أرضية تتفاوت قيمتها لقربها أو بعدها عن الدار لبناء منازل لهم وأسرهم للعيش في تلك المنطقة، وكذلك فعل الطالب الغريب بعد أن استقر، وكوَّن أسرة في المنطقة.
بعد تأكيدات للعديد من القيادات في الدولة من أمور هذه الدار الذي تعرض للعديد من الهجمات التحريضية والافتراءات التي ليس لها أساس من الصحة من قبل بعض الجهات، بحسب بعض المصادر.
**انقسامات بسبب القرار**
وضع مركز دار الحديث السلفي اليوم والذي يديره الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن مرعي العدني أصبح حديث وسائل الإعلام المختلفة عقب توجيهات صادرة من قيادة الدولة، والتي قضت بترحيل الطلاب الغرباء (الأجانب) إلى بلدانهم، حيث تبرر السلطات ذلك التوجيه حفاظا على سلامتهم وأمنهم خاصة، وما تشهده البلاد في المناطق الشمالية من مواجهات مسلحة واضطربات.
قرار الترحيل للطلاب الأجانب كشف عن وجود مشاكل وانقسامات بين رجال الدين والمشايخ بين مؤيد لهذا القرار كونه جاء من قبل ولي الأمر، وهو ما أكده الشيخ العدني في خطبه “مع اتهامه لبعض الطلاب بأنهم السبب في هذا القرار نتيجة لتصرفاتهم التي وصفها بالهوجاء، والتي كان لها دور كبير في اتخاذ هذا القرار، وارتباطهم بمن يدعون إلى الجهاد والقتال، وتحركات كثير منهم”.
فيما آخرون من المشايخ برر رفضهم لهذا القرار بالقول: “إنه مجحف بحق الطلاب الغرباء كون دخولهم إلى البلاد تم بطريقة شرعية وغير مخالفة للقوانين وليس عليهم أي تهم أو مشاكل تستدعي ترحيلهم من البلاد ولا تربطهم أي انتماءات لتنظيمات جهادية أو إرهابية”.
**زيارة محافظ لحج**
اهتمام الدولة بهذه القضية جعل محافظ لحج يزور المركز ويلقي خطبة أمام الطلاب ليؤكد مجددا هذا القرار ومطالبته الطلاب الغرباء بالاستعداد للرحيل بعد استكمال كافة الإجراءات، وتعبئة الاستمارات، وتسليم الجوازات.
هذه الخطوة أي ترحيل الأجانب - بحسب بعض المشايخ السلفيين - جاء بتحريض من قبل الشيخ العدني وهو ما نفاه جملة وتفصيلا محافظ لحج في كلمته أمام طلاب العلم في مسجد الدار، مؤكد أن “القرار صادر من قيادة الدولة”.
**مشاكل اجتماعية**
القرار الصادر بترحيل الطلاب الغرباء كشف العديد من القضايا والمشاكل التي سوف تواجهها مئات الأسر في المحافظات الجنوبية خاصة، حيث تشير بعض المصادر إلى أن “عدد الطلاب الغرباء يقدر بحوالي 500 طالب من جنسيات مختلفة دخلوا البلاد بطريقة شرعية وقانونية، فيما عشرات منهم أثناء مكوثهم في الدار قاموا بتكوين أسر من خلال الزواج، وقيام عدد من المشايخ بتزويج عشرات الطلاب من الغرباء على سنة الله ورسوله بفتيات من محافظات جنوبية مختلفة، فأصبح لهذا الغريب أسرة وأطفال يرعاهم، وهو ما يحتاج إلى معالجة صحيحة لوضعهم”.
**أسر تبحث عن استقرار**
مواطنون محليون رفضوا الإفصاح عن أسمائهم قالوا: “إنهم بتزويج بناتهم على طلاب العلم من الأجانب، وأنجبوا الأطفال ولديهم مساكنهم الخاصة، ويعيشون اليوم في وضع سيئ بسبب هذا القرار أكان طالب العلم الغريب أو المواطن الذي قام بتزويج بناته عليهم، حيث قد يؤدي إلى بروز مشاكل اجتماعية واقتصادية لهذه الأسر”.
بعض المصادر طالبت بأن يكون لهذا القرار معالجات صحيحة لأوضاع الطلاب الغرباء وأوضاع أسرهم وأطفالهم من قبل جهات الاختصاص.
**وضع الطلاب في الدار**
وضع الطلاب الغرباء في دار الحديث بالفيوش بعد القرار السيئ - بحسب بعض المصادر - حيث وضعوا تحت إجراءات استثنائية، والتي أدت إلى الحد من تحركهم وبقائهم في منازلهم، فيما مصادر أشارت إلى وجود معالجات من قبل بعض الجهات في الدولة لهذه القضية التي - حسب بعض المصادر - سوف تشمل جميع الغرباء في مختلف المناطق.
**الختام**
كشف هذا القرار عن وجود مشاكل عديدة قد تكون أغلبها غير معلنة في دار الحديث بين عدد من المشايخ، وهو ما أدى إلى إعلان محافظ لحج عن أسفه لهذه الخلافات التي قال عنها: “إنها غير مقبولة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى