آلاف الفلسطينيين أدوا الصلاة في المسجد الأقصى وسط مخاوف من تصعيد جديد

> القدس «الأيام» لوران لوزانو

> أدى آلاف الفلسطينيين من كل الأعمار أمس صلاة الجمعة في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة بعدما رفعت إسرائيل القيود على دخولهم للأسبوع الثاني، لكن المخاوف من حصول تصعيد جديد لأعمال العنف ما تزال ماثلة.
وجرت صلاة الجمعة بهدوء رغم التوتر الذي ساد هذا الأسبوع في القدس مع هجوم نفذه فلسطينيان وأدى إلى مقتل خمسة إسرائيليين في كنيس قبل أن يقتلا بدورهما.
وفي المقابل في الخليل بالضفة الغربية المحتلة لبى مئات الفلسطينيين (350 بحسب متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي) دعوة حركة حماس للتظاهر في “يوم غضب”.
ورشق المتظاهرون الجنود الإسرائيليين بالحجارة أمام مسجد وتم تفريقهم بوسائل مكافحة الشغب كما قالت الناطقة الإسرائيلية بدون حصول توقيفات أو سقوط جرحى.
وعبر ما بين 37 و40 الفا شوارع المدينة القديمة في القدس والتي وضعت تحت مراقبة مئات رجال الشرطة الإسرائيليين، للوصول إلى الحرم الشريف حيث صلى الرجال في المسجد الأقصى والنساء في مسجد قبة الصخرة، كما قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني.
وهذه الجمعة الثانية التي تسمح إسرائيل بدخول الرجال والنساء والأطفال بلا قيود تفرض على أعمارهم إلى المسجد، بعد أن تحقق شرطيون من أنهم يحملون هويات.
وكانت السلطات الإسرائيلية تمنع الرجال تحت سن خمسين عاما من الصلاة في الحرم، وخصوصا الشباب لتفادي الاصطدامات والتوتر.
والحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.
ويعتبر اليهود حائط المبكى الذي يقع أسفل باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو أقدس الأماكن لديهم.
ولا يزال الوضع متوترا في المدينة المقدسة بعد أسبوع شهد أعمال عنف.
وأجج التوتر هجوم الثلاثاء على كنيس في القدس الغربية أدى إلى مقتل أربعة إسرائيليين وشرطي درزي، والمهاجمين الفلسطينيين. وهو الهجوم الأكثر دموية الذي يقع في القدس منذ 2008.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على الأثر بأنه سيرد “بقبضة من حديد”. وفي اليوم التالي استأنفت إسرائيل عملية هدم منازل منفذي الهجمات في القدس، بدءا بتفجير شقة عائلة عبد الرحمن الشلودي في حي سلوان في القدس الشرقية المحتلة.
وصدم الشلودي (21 عاما) في 22 أكتوبر الماضي مجموعة من الإسرائيليين في محطة للقطار الخفيف في القدس فقتلت طفلة إسرائيلية أميركية وامرأة من الاكوادور. وقتلته الشرطة الإسرائيلية في الموقع.
ومع ارتياحهم لرفع القيود عن الصلاة، قال المصلون إنهم ليسوا مخدوعين بهذه المظاهر، وعبر غالبيتهم عن مخاوف من تدهور الوضع، فشعور الاستياء والغضب مستمر لا سيما بين الشبان من الحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء نتانياهو والمستوطنين والمتطرفين اليهود.
وقال أمير، المهندس الذي جاء من الضفة الغربية للصلاة في الأقصى أن رفع الإسرائيليين القيود عن أعمار المصلين “يصب في مصلحتهم. هم يريدون الظهور وكأنهم يرفعون كل القيود”. وقال انه حضر للصلاة خلافا لكثيرين اعتبروا أن المجيء “مخاطرة كبيرة”.
وأضاف أن أعمال العنف الأخيرة كانت متوقعة “منذ حرب غزة. آن الأوان للفلسطينيين أن يثبتوا أنهم تحت الاحتلال”.
وما يؤجج غضب الفلسطينيين سقوط آلاف القتلى في قطاع غزة هذا الصيف واستمرار الاحتلال والاستيطان والاعتقالات بالمئات والبطالة. لكن الحرم القدسي حيث يوجد المسجد الأقصى يشكل خطا أحمر بالنسبة لهم.
وما يثير قلق الفلسطينيين المطالب المتزايدة لدى أقلية من اليهود المتطرفين بالتوجه إلى الحرم للصلاة. ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الأقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، لمحاولة الدخول إلى المسجد الاقصى لممارسة شعائر دينية والإجهار بأنهم ينوون بناء الهيكل مكانه.
ويقول واصل قاسم البالغ من العمر 35 عاما إن الأقصى الذي انطلقت منه انتفاضة عام 2000 “هو مسجدنا” و “هو المحفز لقيام انتفاضة ثالثة”.
وأضاف “أنا قلق جدا، الإسرائيليون يحاولون تهدئة الأمور في الوقت الراهن. لا أحد يحب أعمال العنف، لكن الوضع متفجر”، مشيرا إلى أن عدم التمكن من الصلاة في الأقصى كان بمثابة “شعور بالسجن والإهانة”.
وتابع “آمل في ألا يتفجر الوضع”.
من جهتهما عبر عبد الله ادهمي (24 عاما) ومحمد جندي (18 عاما) عن الشعور نفسه وقالا “هناك شعور كبير بالغضب”. وأضاف “هذا المكان لنا، واذا لم نناضل من أجله، فسنخسره”.
من جهتها نشرت القيادة الفلسطينية لائحة مفصلة بـ“الانتهاكات الإسرائيلية” بحق المدنيين الفلسطينيين عام 2014 وجهها أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمين العام للأمم المتحدة.
وتحصي اللائحة 2136 قتيلا بينهم من سقطوا في حرب غزة و75 في الضفة الغربية. وتشير إلى 855 عمل عنف ارتكبه مستوطنون إسرائيليون بحق فلسطينيين و265 مساسا بمواقع دينية بينها الأقصى.
أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى