> كأنها قدري المحتوم .. ونصيبي المعلوم .. والمكتوب على الجبين .. تلازمني كظلي، أو أقرب من ذلك بكثير .. ترافقني رفقة الصحبة ثقيلة الظل والمفروضة والتي تكتم على صدري .. ولا فكاك منها والانعتاق منها ولا نجاة عاجلة .. ترافقني طوال مشواري في الحياة.. وبالمقابل أصبحت أنا وضيفي الثقيل هذا وجهان لعملة زائفة لا رواج ولا قيمة لها ولا نصلح إلا لشراء المزيد من البؤس والكآبة.
ورغم كوني قد بلغت أقصى حدود الملل بعد أن مللت صحبتها الكئيبة والمملة أصلاً ولكنها لا تزال تصاحبني وفي إصرار بليد على مطاردتها اللصيقة بي.
إنها مربعات الفراغ التي تملأ كل فواصل وهوامش حياتي ويا لها من صحبة لم اختارها أو أسعى إليها أصلاً.
مربعات الفراغ تزداد على رقعة حياتي، وتنشر انتشار النار في الهشيم، وهي أقرب إلى ذلك النمو المجنون لأشجار اللبلاب !!.
ولكن ما هي مربعات الفراغ هذه في الأصل ؟! .. بكل بساطة الجواب على هذا السؤال المحير يتلخص في أنه في كل يوم أفقد شيئًا أحبه وأتمناه، بل وأحلم به لأحصل في المقابل على شيء لا أطيقه ولحظتها أشعر بأن الفراغ يحتويني وبلغني في كلا الحالتين، وأجد نفسي الخاسر الوحيد الذي لا يبالي به أحد في الواقع أن اللامبالاة بحاجة إلى مواهب خاصة لا أتمتع بها، ولكن سأحاول جاهدًا إدراك ذلك حتى أتمكن من وضع حد حاسم ونهائي لمعادلة مربعات الفراغ هذه !!.