المـقـص الـثـمـيـن والإبـرة

> محمد حسين محمد

> تعج ساحتنا السياسية بمرضى السلطة الذين يعانون من سقم المسئولية، ومن أجل فتات مائدة المنصب سيتحالفون مع إبليس، فما بالنا لو لُفَّت لهم المائدة نفسها دليفري !!، ماذا سيصنعون بهذا المواطن المثخن بالهموم، والغارق في الفساد حتى أخمص قدميه ؟!.
كلوا وشربوا أيها المتسلقون على جدران الشرفاء من مائدة الشعب حتى تتمزق ثيابكم من على أجسامكم .. كلوا وشربوا ولكن اتركوا مكانًا للهواء لرئتيكم !! .. المهم لا تتبعثروا وتبعثروا الشعب على أرصفة الفرقة، وسعوا لرأب الصدع، وسد الثغرة، ولمَّ الشمل، وجمع الصف، حتى لا يذهب حق شعبكم مع ريح التشرذم وزوابع التخوين .. وقديمًا حُكي أن خياطًا‌ أراد أن يعلم حفيده حكمة عظيمة وأثناء خياطته لثوب جديد أخذ مقصه الثمين وبدأ يقص قطعة القماش الكبيرة إلى قطع أصغر كي يبدأ بخياطتها ليصنع منها ثوبًا جديدًا، وما إن انتهى من قص القماش حتى أخذ ذلك المقص الثمين ورماه على الأرض عند قدميه ! .. والحفيد يراقب بتعجب ما فعله جده، ثم أخذ الجد الإبرة وبدأ في جمع تلك القطع ليصنع منها ثوبًا رائعًا، وما إن انتهى من الإبرة حتى غرسها في عمامته.
ففي هذه اللحظة لم يستطع الحفيد أن يكتم فضوله وتعجبه من أفعال جده !! فسأله الحفيد: لماذا يا جدي رميت مقصك الثمين على الأرض بين قدميك بينما غرست الإبرة الرخيصة الثمن في العمامة التي ترتديها على رأسك ؟!.
فأجابه الجد: يا بني إن المقص هو الذي قص قطعة القماش الكبيرة تلك وفرقها وجعل منها قطعًا صغيرة، بينما الإبرة هي التي جمعت تلك القطع لتصبح ثوبًا جميلاً .. فكن يا حفيدي من الذين يجمعون الشمل، ولا تكن من الذين يفرقون الناس أشتاتًا !! .. فهل فهمتم أم أن ....!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى