العطاس: استمرار التجاهل الإقليمي والدولي سيدفع الجنوبيين إلى الكفاح المسلح

> «الأيام» استماع

> قال المهندس حيدر أبوبكر العطاس إن التوترات الأخيرة التي شهدتها اليمن ساهمت في تراجع الحسابات الدولية لصالح القضية الجنوبية.
وأكد العطاس في مقابلة أجرتها معه قناة (روتانا خليجية) أمس أن: “القضية الجنوبية ظلمت ويجب أن تنصف الآن من قبل المجتمع الدولي والإقليمي، ونأمل أن يتم هذا الإنصاف سريعا من قبل أصدقائنا وأشقائنا”.. مضيفا: “أشقاؤنا في الشمال يجب أن يعرفوا أننا لسنا ضدهم ونحن نريد ان نكون سعداء معهم بشراكة حقيقية، فنحن جنوبيون وهم شماليون واعتقد أنه بمقدور الجنوبيين في نقطة واحدة أن يحتكموا إليها ليحققوا النصر وهي ان يتوحدوا، اذا استطاعوا أن يتوحدوا أضمن أن الجنوب سيستعيد دولته بأسرع وقت ممكن”.
وقال العطاس ان “اليمن شهد نظامين شمولييين في الجنوب والشمال، اتفقا على الوحدة التي أعلنت في يوم 30 نوفمبر 89 وكان المشروع الذي وضع من قبل الجنوب يتضمن فدرالية على اساس تدرج في الوحدة واتى الأخ علي سالم البيض والاخ علي عبدالله صالح في غفلة من الزمن وذهبا إلى وحدة اندماجية وجرا الجميع معهم في وحدة اصبحت تعاني من مشاكل ويجب ان تفك بأسرع وقت وبطريقة سلمية”.
وتابع العطاس: “الجنوب لم يعد الآن قابلا لأن يستمر في الوحدة، ولكن يجب ان توجد صيغة بشراكة معينة بين الشمال والجنوب، فالجنوبيون الان في الساحات لن يتزحزحوا عن اعتصاماتهم حتى يجدوا الحل المناسب، ونأمل من الاشقاء ودول المجلس التعاون ومن المجتمع الدولي ان ينظر إلى قضية شعب الجنوب بمسؤولية عالية لأنها قضية استقرار اليمن واستقرار الجميع”.
وقال: “العودة إلى دولتين في الشمال والجنوب يجب أن يكون بنظام فدرالي، كل دولة تتكون من الاقاليم بحيث تعطى الخصوصية وتتيح للنظام في الجنوب ان يعود، وكل منطقة يجب ان تدير شؤونها بنفسها”.
وفي رده على سئوال القناة عن تصويت الجنوب للانفصال ولدولته الجنوبية وعدم استجابة الدولة لمثل هذا الاستفتاء، قال العطاس: “الشعب الجنوبي سيستمر في نضاله حتى ترضخ هذه السلطة الحاكمة الشمالية”.
وفي رده على سؤال حول استجابة الجنوبيين لدعوة علي سالم البيض بحمل السلاح لمواجهة الدولة، اكد العطاس ان “ذلك هو الخيار الوحيد امامهم إذا لم تستوعب مطالبهم او يتم انصافهم”. وقال: “انا لست مع الكفاح المسلح واعارضه من بداية التفكير فيه حتى الان، لكن اذا كان هو الخيار الوحيد ودفع المجتمع الدولي والاقليمي باتجاه ذلك، سيذهب الشعب الجنوبي إلى هذا الطريق”.
واشار العطاس الى ان نتيجة انفصال الجنوب عبر خيار العنف ستكون دامية، مؤكدا أن “طريق الانفصال السلمي وفك الارتباط بشكل سلمي هو الأفضل، لاحتفاظ الجنوب بعلاقات مع الشمال من خلال استفتاء وتنظيم”.
واضاف العطاس: “لا يجب ان نقول اننا بكرة بننفصل، لا، هناك علاقات يجب ان تنظم كثيراً وتضبط، لمصلحة اليمن ذاته ولمصلحة الجزيرة العربية ذاتها ان يكون اليمن دولتين كما كان قبل عام 90 ويكون بينهم شكل من اشكال الشراكة، ويكون مجلس التعاون مع اليمن في اطار من التعاون الفدرالي أو بأي صيغة”.
وفي رده على سؤال القناه حول وحدة القيادات الجنوبية وعدم الاتفاق على القضية، قال: “هي مشكلة.. فالجنوبيون متفقون على استعادة الجنوب، وهناك خلافان جوهريان يجب ان يحلا.. الخلاف الجوهري الأساسي ان هناك البعض يقولون لك “نحنا نشتي ونحن مانشتيش”، “نريد استعادة دولة”، يعني استعادة النظام السابق وهذا غلط “.
واشار الى ان استعادة دولة الجنوب يعني استعادة الجنوب موحدا ليس بنظامه السياسي ولا باسم دولته.. مشيرا الى ان الجنوب لم يشهد دولة موحدة من المهرة إلى باب المندب الا في الثلاثين من نوفمبر 1967.
وقال العطاس: “استعادة الدولة الجنوبية هو المطلوب وليس استعادة وضع ما قبل سبعة 67، وبالتالي هذه النقطة يجب ان تحسم من الجنوبيين الذين لايعترفون بدولة الجنوب التي اعلنت في الثلاثين من نوفمبر ويجب ان يتركوا الخلافات الماضية جانباً وراء ظهورهم، مربط الفرس في انتصار الجنوب لقضيته هو وحدة قواه السياسية وعلى الجميع ان يعترف بكل تاريخ اليمن، ما قبل الاستقلال نقدره ونحترمه، سواء الوضع الذي كان سلطنات ومشيخات او الاتحاد الفدرالي في جزء منه ويجب ان يكونوا شركاء.
وخاطب الجنوبيين بالقول: “الدولة التي يجب استعادتها هي ارض الجنوب الممتدة من المهرة إلى باب المندب “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” وعلينا فور استعادتها تغيير اسمها ونظامها السياسي”.
وفي رده على سؤال عن تشبيهه الوحدة بالاستعمار البريطاني في وقت سابق وان ذلك تشبيه قاس، قال العطاس: “في مقال قديم كنت ارد على علي عبدالله صالح عندما ضرب منصة ردفان واستشهد 14 مواطنا من ابناء الجنوب في العام 2008 وكتبت مقالا فعلاً ان الاستعمار البريطاني لم يكن يمارس مثل هذه الممارسات ضد شعب الجنوب حتى ايام الثورة”.. واختتم حديثه للقناة قائلا: “الجنوب سينتصر بمشيئة الله وبإرادة شعبه وستتم الشراكة مع اشقائه في الشمال وسيقيم علاقات جيدة مع كل اشقائه في الجزيرة العربية بمشيئة الله”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى