القمري في مواجهة الدكتور غانم يكسب نقطة ويخسر أخرى

> نجيب محمد يابلي

> الراحل الكبير الدكتور محمد عبده غانم من مواليد 25 يناير 1912م بعدن.. أول خريج جامعي على مستوى الجزيرة العربية ذلك أنه تخرج في الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1936م وعين مدرسا خلال الفترة 37م / 1945م فموجها تربويا 45م / 1955م ثم وكيلاً لإدارة المعارف في الزمن الجميل 56م / 1960م ثم مديرا للمعارف 60م / 1962م وحصل على دبلوم التربية العالي من جامعة لندن عام 1948 والدكتوراه من نفس الجامعة عام 1968م.
له سبعة دواوين وخمس مسرحيات شعرية وصاحب باع وذراع في مؤسسات موسيقية اجتماعية، وتولى مناصب إلى مستويات متعددة ومتنوعة داخل عدن وخارجها لأنه كان ـ رحمه الله ـ مهووساً ومسكونا بحب عدن ويكفي مطلع إحدى قصائده العصماء:
لا الدار داري ولا الأوطان أوطاني
انتقل الجهبذ محمد عبده غانم إلى رحمة ربه في صنعاء في 9 أغسطس 1994م بعد احتلال عدن والجنوب بشهر ويومين ودخل التاريخ من باب العظماء وسطر اسمه في السجل الذهبي للإبداع على المستوى العالمي.
جاد إبداع الدكتور غانم كعادته بقصيدة (قمري تغنى) عام 1958م وصاغها لحنا وأداء رائعين الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم ومطلعها:
قمري تغنى على الأغصان
يشكو من البين والهجران
ما يعرف النوم في الأجفان
وجاء فيها أيضا:
ياقمري البان ما شانك
أتعبت قلبي بأشجانك
تبكي على هجر خلانك
ياليت لي بعض ألحانك
وجاء فيها أيضاً:
إن كنت تبكي على الخلان
خلي أنا فارق الأوطان
وخلف السهر والأشجان
والسهر قد قرح الأجفان
أكتفي بهذا القدر من القصيدة لأقف أمام الدكتور محمد عبده غانم وهو يحاكي قمري البان وقد فاض معاناة وأحكاماً، حيث كسب قمري البان نقطة عندما أنصفه الدكتور غانم:
تبكي على هجر خلانك
ياليت لي بعض ألحانك
أفاض الدكتور غانم في الألحان ولكنه تطلع إلى المزيد عندما تمنى في محاكاته للقمري (ياليت لي بعض ألحانك)، إلا أن الدكتور غانم سحب لقطة على القمري عندما حاكاه:
إن كنت تبكي على الخلان
خلي أنا فارق الأوطان
وهنا يتحدث الدكتور غانم عن أكبر أنجاله الدكتور قيس غانم الذي كان هناك في بريطانيا يدرس الطب وغادر أولاده بعد تباعاً وهم: الدكتور شهاب والدكتور عصام والدكتور نزار والدكتورة عزة (حرم الدكتور أبو بكر القربي).
يرحم الله الدكتور غانم ويرحم الله أيام قمري البان ولا عزاء للذين دمروا عدن وأجبروا أبناءها على السفر القسري إلى منافي الشتات، نيوزيلندة وأستراليا شرقا وكندا والولايات المتحدة غرباً.
عز عليّ الدكتور نزار غانم وهو يقول لي عبر الأثير: لا أقرأ يا نجيب شيئاً عن الدكتور غانم في الصحف
“فإليه أهدي هذا الموضوع”.
**نجيب محمد يابلي**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى