المسرح في عدن

> خالد سيف سعيد

>
خالد  سيف  سعيد
خالد سيف سعيد
يعود تاريخ ظهور المسرح في عدن عام 1904م حين قدمت آنذاك فرقة تمثيل برئاسة شخص يدعى “جملة شاه” مصطحبة معها عدداً من الموسيقيين والفنيين، وكانت الفرقة في طريقها إلى أفريقيا، حين رست السفينة للتزويد بالفحم الحجري من ميناء عدن، فقد قابل رئيس الفرقة بعض أبناء الجالية الهندية في عدن، وعرضوا عليه النزول فيها عند عودة الفرقة إلى الهند ليقدم لهم بعض فنونها، وأثناء عودة هذه الفرقة وفت بوعدها فنزلت عدن، وأقاموا للفرقة مسرحاً خاصاً في البناية التي اشتهرت فيها بعد باسم “سينما مستر حمود” في المنطقة بذلك قدمت الفرقة مسرحية تاريخية باللغة الهندية نالت الإعجاب من جمهور المشاهدين.
وفي عام 1908م قدمت فرقة هندية أخرى وجاءت بجميع لوازم المسرح من ستائر ومناظير متعددة ومصابيح إضاءة، فقدمت الفرقة مسرحيتين في حفل الافتتاح الأول باسم “خدا حق” ومعناها بالعربية (الله حق) والثانية باسم “شري وفرحات” والأخيرة تكاد تكون صورة من القصة العربية الشهيرة “قيس وليلى” وأقيمت عل خشبة مسرح في بناية قهوجي المعروفة في عدن، وسميت باسم المسرح الملكي، وفي عام 1909م تحول المسرح الملكي إلى هندوكي آخر اسمه “جمنداس”. ويعمل ساعاتي وكون فرقة مشتركة استمرت عاماً بسبب الظروف المالية توقفت عن المسرح في عام 1910م وتحول أول فريق لتمثيل العربي من طلبة مدرسة الحكومة أيام نظارة المرحوم المستر حمود إدارة المرحوم عبدالرحيم خان فقدم الفريق المدرسي مسرحية “يوليوس قيصر” على مسرح صغير أقيم في ميدان التنس الأرضي.
وقد اشترك في تلك المسرحية المرحوم أحمد محمد آل يعقوب والمرحوم محمد عبدالرحمن المكاوي، وكانت هذه أول مسرحية يمثلها ويشاهدها العدنيون “ساكني عدن” مترجمة إلى العربية.
وهذا ما أكده الناقد المسرحي أحمد الريدي عن المسرح في عدن قائلاً إذا كانت بدايتنا في عام 1910م كنص يمني.. وكعرض يمني مدرسي فقد سبق هذا التاريخ عروض هندية خلال أعوام 1904م - 1908م، رغم أن البداية كانت بسيطة إلا أنها أجهضت في المهد باصطدامها بالحرب العالمية الأولى، مما أصاب المسرح اليمني بالشلل المستمر من 1912م - 1920م، ويمكن تسمية تلك البداية بالإرهاصات الأولى، وبعد ذلك اعتمد النص منذ 1926م على الروايات والقصص الغرامية التاريخية تحت تأثير الجالية الهندية في عدن، في عام 1939م فرضت الرقابة على النص المسرحي للمرة الأولى واتخدت الرقابة الغلاف الديني لتحقيق الهدف السياسي في هذا العام الذي أسماه بامطرف “بالعهد الذهبي”، وقد أصبحت عدن مستعمرة منذ عام 1937م، واصطدمت الحركة المسرحية بواقع الحرب العالمية الثانية، وفي منتصف الأربعينات جمدت التجربة الثانية سنوات عدة إلى أن عاد مسار النص المسرحي اليمني واتسم النص في هذه المرحلة بالخروج عن الموضوعات التاريخية والعاطفية إلى مشاهدات وأفكار ملتقطة من الحياة، أثناء فترة النضال ضد الاستعمار البريطاني في الفترة 63 - 1967 تأثر بهذه العوامل في النص وفي مسيرة المسرح بشكل عام.
ويعود القول بأن عام 1927م بدا عصر التمثيل العربي بعدن أي بعد ظهور مسرحية شهداء الغرام والتي نالت إقبال الشباب على تكوين الفرقة المسرحية، فقد وجدوا في التمثيل وسيلة من وسائل التثقيف والتسلية، بذلك نشطت الحركة المسرحية في عدن بالفترة بين عامي 1926م - 1940م، وفي 1929م تم تشكيل فرقة مسرحية يمنية تابعة لنادي الإصلاح العربي، وتكونت العديد من الفرق ولكن معظم نشاط هذه الفرق لم يتعد مسرحية أو مسرحيتين في العام الواحد.. وقليل جداً من الهواة هم الذين استطاعوا أن يثبتوا على حبهم وشغفهم للمسرح ومن المسرحيات التي ظهرت فهي مثل “همام في بلاد الأحقاف” للكاتب أحمد علي باكثير قدمت عام 1924م كنص يملك مقومات رغم أنه يتجه إلى السردية وبعد ذلك هناك مسرحية “يوسف الصديق” للقاضي عبدالله عوض شرف، والتي عرضت عام 1939م وفرضت الرقابة على المسرح منذ عرضها بعد ذلك.
من كتاب (تاريخ مدينة عدن وضواحيها)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى