جدران تصدح بحلم الجنوبيين ثورة مرسومة بقسمات وملامح عدن

> استطلاع/ رعد حيدر الريمي

> تحولت جدران شوارع وميادين اليمن إلى ساحات لحرب الشعارات، والتي تعكس خلفيات الصراع الخفي والمعلن بين الاتجاهات والتيارات السياسية المختلفة في اليمن سابقاً، فمنها الشعارات المكتوبة والمرسومة، عُدِّل بعض منها وشطب البعض الآخر.
في مدينة عدن ظل هذا الأمر مكبوتاً نتيجة للقمع الحديدي الذي كان يتعرض له أبناؤه من قبل نظام صنعاء، ويُعرَّض صاحبه إلى القتل والسجن في حال قام بكتابة ورسم مثل هكذا عبارات، وبمجرد أن تفجرت الثورة الجنوبية في عام 2007م تحولت هذه الشعارات المكبوتة إلى عبارات مكتوبة على الجدران وجميع الأزقة والشوارع عبروا من خلالها، وما زالوا عن تطلعاتهم الثورية والمنادية باستعادة الدولة الجنوبية.
في البدء تحدث جمال أبو بكر الجفري عن أهداف الشعارات الثورية التي باتت منتشرة في مدينة عدن، وباقي مدن الجنوب قائلا: “الجنوب العربي هوية ووطن وتاريخ ضارب في أعماق الحضارة الإنسانية”.

وأضاف “شعب الجنوب العربي وطن ذو هوية ضاربة في أعماق التاريخ البشري لسكان المنطقة الواقعة من سقطرى والمهرة وحضرموت في الشرق، إلى كمران والمندب والضالع بالغرب، وهي المنطقة المعروفة بمنطقة الجنوب العربي، هذه البقعة من الكرة الأرضية على خارطة العالم هي وطن ووجود وهوية لسكان الجنوب العربي عبر التاريخ سواء أكانوا ضمن عدد من الدول، كما كان عليه الحال قبل الاستقلال الوطني أو في دولة واحدة، كما أصبح عليه الحال بعد الاستقلال نوفمبر 1967م.
هنا ندرك حق الإدراك أن هذا الشعب له هوية ووطن ووجود هو الجنوب العربي عبر التاريخ، وأهمية هذا الجزء من الوطن العربي الكبير جعلها محط أنظار الغزاة والمستعمرين على مر التاريخ وكان الاحتلال البريطاني أبرزها، وذلك بغرض التحكم في العالم من خلال موقعه الإستراتيجي، ولهذا نقول لمن يحاولون ليَّ ذراع الحقيقة والواقع و ينكرون التاريخ المشرف للوطن والوجود والهوية للجنوب العربي إن الهوية والتاريخ لا تمحيهما أي قوة حتى وإن كانت معززة بالآلة العسكرية”.
وأضاف أن “السبب في استحالة طمس هذه الهوية لهذا الشعب أو ذاك هو أن الشعوب حية لا تموت، فهي الأصل، وهي الوجود، وهي التاريخ ومليونات الجنوبيين خير دليل على ذلك، إن الشعوب هي التي تغير ولا تتغير أو تستبدل وفق أهواء الطامعين بها”.
واختتم الجفري حديثه بالقول: “شعب الجنوب العربي هو الموجود على الأرض، ويسكن القرى والمدن على طول امتداد أرضه، وهو من أثبت وجوده، وسينتزع استقلاله ليعود كما كان عبر التاريخ وطناً ووجودا وهوية، شامخاً بين الأمم في دولته الحرة المستقلة كاملة السيادة، وعلى كافة ربوع أرضه”.
**استعادة الدولة أو الموت دونها**

خالد أحمد بجنف تحدث عن أهداف تلك الشعارت المنتشرة في عموم شوارع وأزقة مدن الجنوب وأهدافها بالقول: “إن تلك الشعارات المكتوبة والمرسومة على منازل وجدران وشوارع عدن وغيرها عبّر ومازال يُعبّر أبناء شعب الجنوب من خلالها على تطلعاتهم التي يناضلون من أجل تحقيقها والمتمثلة باستعادة الدولة”.
وأضاف “من ضمن هذه الوسائل والأساليب التي يستخدما أبناء الجنوب للتعبير عن أهداف ثورتهم أيضاً ما هو مشاهد اليوم من اعتصام سلمي يشارك فيه كل أبناء شعب الجنوب لاستعادة دولتهم، والتخلص مما عانوه، وما زالوا من ذل وهوان وأعمال تعسفية واستبدادية من قبل نظام صنعاء لما يزيد عن عقدين من الزمن، ولهذا نقول لهم الشعوب المظلومة المغلوبة على أمرها عندما تنتفض لا يهمها أزيز الرصاص ولا دوي المدافع والدبابات، وذلك لأن تلك الشعوب الثائرة والمطالبة باستعادة أوطانها، وعلى وجه الخصوص شعب الجنوب لن تتوقف ثورته حتى تحقيق هدفه المرسوم باستعادة الدولة أو الموت دونها”.
**استعادة الدولة**

من جهته تحدث بلال محمد الجعدي لـ«الأيام» بالقول: “عبر شعب الجنوب من خلال شعاراته المرسومة والمكتوبة عن تطلعه إلى المستقبل المنشود الذي يناضل من أجله أبناء شعب الجنوب والرامي إلى استعادة الدولة الجنوبية”، ودعا الجعدي قيادات الثورة الجنوبية إلى “توحيد صفوفهم واستغلال الفرصة المواتية والتغيرات التي تشهدها الساحة السياسية المحلية والإقليمية والدولية لانتصار للثورة الجنوبية”.
كما طالب من أبناء الجنوب أن “يثبتوا تواجدهم ويبرهنوا للعالم أنهم صفاً واحداً غير منقسم نحو هدفهم المنشود، مع التحلي باليقظة لكل المؤامرات التي تحاك ضد أبناء الجنوب والهادفة إلى زعزعة الصف الجنوبية، وتفويت الفرصة على أصحابها، والذين لايهمهم وحدة الجنوب ولا يريدون لأبنائه الخير”.
**يجب توحيد الصف**
من جهته تحدث ناصر محمد عوض بالقول: “جميع الشعارات التي يرفعها يُعبر من خلالها أبنا الجنوب عن هدف ثورتهم الرئيس وهو استعادة الدولة، ولتحقيق هذا الهدف المنشود يتوجب علينا اليوم رص الصفوف وتوحيدها، وكذا الخروج من المنطقة الرمادية، مع ضرورة تحديد المواقف بوضوح من قبل الجميع تجاه ثورة شعب الجنوب، ونؤكد بأن الجنوب يتسع لكل أبنائه شريطة أن يكونوا مخلصين له، ويناضلوا من أجل استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة أرضا وشعبا وهوية”.

أما محمد الوليدي قد عبر عما يجوش في خاطره تجاه الجنوب وثورته بأبيات شعرية للشاعر محمد الشقاع، والتي قال فيها: “بلادي تحمل على كتفيها حزن العصور، وتبكي ثكلى بقلب صبور، إلى أين تمضين، وأين جواز المرور، ومن سيداوي الجراح، وكيف يكون العبور كل نافذة لاتضيء الطريق، كل أفق لا يمد إليها الجسور، بلادي تئن بصمت، وفارسها لا يحب الظهور، وأحلامها لم تزل تنام في قصائد شاعر أعمى، خبأ الفجر بين حنايا السطور متى ستلقي عباءتها المهملة، وتمسح أدرانها المثقلة، وتغرس ليوم الخلاص البذور، بلادي متى ستوافين عشاقك الأوفياء، تذهلين كما كنت دوما كل الحضور”.
**سوكيلوجية الشعارات**
عدد كبير من شباب الثورة أكدوا لـ«الأيام» أن “غالبية الشعارات والهتافات كانت وليدة اللحظة الثورية، وكان كل موقف أو حدث يحتاج لهتاف يلخص مطالب الثورة في كلمات محدودة، ومع هذا نجد أن هذه الشعارات والهتافات الثورية والمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية في تجدد مستمر بما يتماشى مع المرحلة التي تعيشه الثورة، وكذا الثوار”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى