السجن المركزي بذمار.. مدرسة لتخريج المجرمين ونزلاؤه يتعرضون لألوان من المعاناة

> تقرير/ إياد الوسماني

> أصبح السجن المركزي بذمار يشكل كارثة إنسانية تهدد حياة مئات النزلاء من المسجونين الأحداث والنساء وغيرهم، حيث يعاني سجناء هذا السجن والواقع وسط البلاد أوضاعاً بالغة في الصعوبة، نتيجة تردي الخدمات الصحية، والغذائية، والتأهيلية، وسوء المعاملة، الأمر الذي أدى إلى انتشار الأمراض الوبائية الخطيرة، وكذا التسبب في انتشار ظاهرة العنف بين النزلاء، بالإضافة إلى انعدم الخدمات الأساسية كالأدوية والأكل، ومياه الشرب النقية، فضلاً عن تكدس القمامة داخل السجن، في الوقت الذي يتزايد فيه عدد السجناء والأحداث.
**السجن يخرج مجرمين**

يعتبر السجن مؤسسة لإصلاح الأفراد، وتهذيب السلوك، وتعديله، غير أن هذا السجن يقوم بتخريج السجناء خُبراء في الأجرام نتيجة للاختلاط الموجود داخل السجن المركزي في هذه المحافظة، والازدحام الشديد للنزلاء، والذين تجاوز عددهم 800 سجين في الوقت الذي تشكل الطاقة الاستيعابية له لا تتسع إلا لـ400 سجين فقط، وفقاً لتصريح مدير أمن المحافظة العديني في أحد تصريحاته الصحفية.
الناشط إبراهيم العفارة نائب منسق وزارة حقوق الإنسان بذمار أوضح لـ«الأيام» جانبا من معاناة نزلاء هذا السجن بالقول: “يعاني السجن من ازدحام كبير للسجناء، وكذا من حالة وضعه المزرية، حيث وضع الأحداث فيه بغرفة غير لائقة بهم، بالإضافة إلى أن هناك سجناء ممن كانوا سبباً في أحداث الشغب عام 2011/2012م، والذين تم عزلهم تحت الخزان وبغرفة جوارها، وهي غرف لايصل الهواء أو أشعة الشمس إليها، ونتيجة لهذا الوضع المزري الذي يعاني منه السجناء أقدم أحدهم على شنق نفسه في رمضان نتيجة سوء المعاملة التي يعانيها”.

وتابع بالقول: “هناك مبنى بدأ العمل فيه بحوش السجن، وكان مخصصا لهؤلاء المعزولين، ولكن للأسف توقف العمل به منذ عامين بسبب مشاكل بين الجهة المنفذة للمبنى، والمجلس المحلي بالمحافظة، ولهذا نناشد السلطة المحلية والمجلس المحلي بسرعة إكمال هذا المبنى لحل المشكلة، وذلك بفصل المعزولين، والأحداث، أيضاً هناك مشكلة داخل السجن خاصة بمدرسة الأميين والأحداث، وهنا نأمل من السلطة المحلية وصندوق التنمية الاجتماعي في سرعة الاهتمام بهذا الأمر”.
**سجينات يتعرضن لتحرشات جنسية**

النساء النزيلات في هذا السجن يعانين أوضاعاً مزرية وسيئة بشكل يومي، وبحسب ما نشرته إحدى الصحف المحلية فإن العشرات من النساء في هذا السجن يتعرضن للتحرش الجنسي من قبل جنود السجن المركزي بذمار أثناء زيارات لأقاربهن، فيما يتعرضن الأخريات له وفي وضح النهار، الأمر الذي يعد انتهاك لحقوق الإنسان وابتزار للشخصيات.
**معاناة السجناء الأحداث**

يعاني السجناء الأحداث في هذا السجن حالة مزرية وبالغة الخطورة، نتيجة للازدحام الذي يعانونه، حيث زج بأكثر من 30 حدثاً في غرفة واحدة، وتخلوا من الأسرة تماما، كما يعاني هؤلاء الأحداث من الحرمان من التعليم في السجن بعد أن تم إغلاق المدرسة التأهيلية للنزلاء والأحداث منذ افتتاحها، وكشفت مصادر مطلعة بأن مدرسي هذه المدرسة يستلمون رواتبهم بوظائف وهمية.
**مواهب وإبداعات**
يمتلك عدد من الأحداث من نزلاء هذا السجن مواهب إبداعية تنوعت ما بين الرسم، والخط، والنحت، والنقش، وغيرها من المواهب التي تجوش بها خواطرهم وإبداعاتهم، وهو ما يتطلب الجهات المعنية بتوفير المستلزمات الخاصة بمواهبهم وإبداعاتهم، والتي من شأنها أن تساعدهم على العمل، وتنظيم قضياهم، والعمل على إعادة النظر فيها.
وفي زيارة نفذها فريق (أبحار) الاجتماعي بالمحافظة، والذي وزع خلالها العديد من الحقائب المدرسية لإعادة الحياة الدراسية الجديدة وتأهيل السجناء، وقد تم فيها توزيع ما يزيد عن 200 حقيبة مدرسية على جميع السجناء والأحداث والسجينات.

**كارثة إنسانية**
يعيش نزلاء هذا السجن في فصل الشتاء أياماً عصبية نتيجة لارتفاع البرودة في هذه المحافظة في هذا الفصل، وعدم الاهتمام من قبل الجهات المعنية بتوفير الحماية الكاملة لهم كالبطاطين، وغيرها، والتي من شأنها أن تخفف عنهم سقيع البرد القارص.
وقد توفي مؤخراً في هذا السجن أحد السجناء ممن يقبعون في هذا السجن منذ 35 سنة، ولم يتم النظر في قضيته، كما أفاد الكثيرون.
حمامات هذا السجن لها أيضاً حكايتها مع الإهمال حيث أضحت غير صالحة للاستعمال مطلقاً، الأمر الذي أجبر السجناء على قضاء حاجاتهم في غير أماكنها، أما ما يخص أماكن النوم له أيضاً حكايات مؤلمة في حياة السجناء.
**مناشدات**
يعيش نزلاء السجن ألواناً من المعاناة موزعة ما بين انتشار الأمراض، والبرد، وكذا التعرض للتحرشات الجنسية، وهو ما دفع بالكثير بالتوجه بشكوى لرئاسة الجمهورية بغرض رفع الظلم عنهم، فيما يناشد الآخرون فاعلي الخير بحل معاناتهم من خلال دفع ما عليهم من ديات وغرامات، وديون، وغيرها حكم بها عليهم، ولم يستطيعوا دفعها لفقرهم الذي يعانونه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى