الحاجة لاسترجاع شيء من تاريخ أنبل الرجال

> سالم صالح عولقي

> معسكر خالد بخورمكسر لا علاقة له بالجيش، وأُطلقت هذه التسمية عليه بعد الاستقلال لأنه كان مجمعاً حوى عدداً من المرافق منها مصنع قطع الغيار، ويتبع وزارة الصناعة، وقسم البيطرة، وقسم مكافحة الجراد، ويتبعان وزارة الزراعة، وفي يوم من أيام شهر مايو 1975 قام سالمين كعادته بزيارة مفاجئة إلى قسم مكافحة الجراد الصحراوي في السابعة صباحاً (موعد بدء الدوام الرسمي) ولم يكن برفقته إلا السائق.
كان في مكتب القسم المذكور المغفور له بإذن الله أحمد علي شقرا، مدير القسم وأربعة من موظفية يشربون الشاي، وبعد دردشة لطيفة والجلوس في المكتب والنزول الميداني كانت وجهة نظر سالمين أن العمل الميداني أكثر فائدة فاتصل بوزير الزراعة المغفور له بإذن الله محمد سليمان ناصر والطيب الذكر محمد حسين امذروي، مدير المشاريع اليمنية السوفيتية وعثمان يوسف، مدير الحفر، وطلب من وزير الزراعة ومديرالمشاريع اليمنية السوفيتية، ومدير الحفر أن يرافقوه في سيارته وأن يستقبل مدير قسم الجراد وعماله سيارة القسم ووقفت سيارة سالمين في نقطة مجاورة لمنطقة صبر.
نزل الجميع من السيارتين، وقال سالمين: “يا شقرا شوف يمين وشمال نشتي نزرع هنا أرض زراعية مساحتها (600) فدان، وتكون مزرعة أعلاف.. أنت ياوزير الزراعة توفر ما يحتاج الشقرا، وأنت يا مدير المشاريع وفر لهم ثلاثة تراكتورات روسية لحفر واستصلاح أرض المزرعة، ويكون إصلاحها عليك، وأنت يامدير الحفر أشتيك تحفر عشرة آبار خلال شهر”.
أنجز المشروع في حينه وأمر الرئيس بتحويل ثلاثة آلاف رأس من الأغنام وألفي رأس من الأبقار الحلوب، وكان الكيلو اللبن يباع بشلن واحد لا غير، وعند زيارة الرئيس سالمين للمزرعة في 2 مايو 1976 ورؤيته المشروع بشقيه (أعلاف وثروة حيوانية) قد آتى أكله، أمر بصرف رأس غنم لكل عامل مع راتب شهري.
كان من عادته - رحمه الله - القيام بزيارة غير معلنة بين الحين والآخر لتفقد أسواق السمك، ويطلع على المعروض منه، وعلى ما هو مخزون في ثلاجات السوق، وكان يشدد على بيع السمك الذي يرغب فيه المواطن طيلة الفترة الممتدة من عام 1974 حتى يوم استشهاده في 26 يونيو 1978.
ياترى أين وجه المقارنة بين مسئولي اليوم وذلك الرجل العظيم.
**سالم صالح عولقي**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى