الحوثيون يحيون اليوم أضخم احتفال بالمولد النبوي في مقر الفرقة الأولى مدرع

> صنعاء «الأيام» بليغ الحطابي

> حددت جماعة الحوثي موعد ومكان احتفالها بمناسة المولد النبوي الشريف للعام 1436هـ.. حيث سيكون مقر الفرقة الأولى مدرع التي سيطرت عليه الجماعة منذ سبتمبر الماضي.
وقال القيادي في المكتب السياسي ضيف الله الشامي بالعاصمة لـ«الأيام»: “إنه تم استكمال كافة التجهيزات والاستعدادات الاحتفائية بتعاون سكان ومواطني العاصمة مع أفراد اللجان الشعبية”.
وفيما لايزال التحدي الأبرز هو الأمن وتأمين ساحة الاحتفال قال القيادي الحوثي: “تم تأمين المنطقة من خلال أفراد اللجان الشعبية وأفراد الأمن، وبالتنسيق المشترك مع لجنة أمنية رفيعة لإنجاح الاحتفال، والحفاظ على حياة المحتفين في إطار خطة مشتركة بين الأمن واللجان الشعبية”.
وأضاف: “وهذه الخطة ليس فقط لتأمين الاحتفال فقط وإنما بتأمين حياة الناس في كافة الشوارع من خلال الانتشار الأمني، وﺗﻜﺘﺴﻲ ﺍلعاصمة صنعاء ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ، ﻭﺗﻐﻄﻲ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﻘﻤﺎﺷﻴﺔ ﻣﻌﻈﻢ ﺷوارع عاصمة .. ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻒِ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ (اللجان الشعبية) ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸوارع ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ، ومؤسسات الدولة ﺑﺘﺰﻳﻴﻦ ﺍﻟشوارع ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻟﺘﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ (المولد النبوي الشريف) ﻛﻤﻮﺳﻢ ﻟﺠﻤﻊ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻣن التجار ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺩﺍﺧﻞ العاصمة”.
لافتة كبيرة احتفاء بمولد النبي
لافتة كبيرة احتفاء بمولد النبي

وﻳﻘﻮﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺤﻞ ﺗﺠﺎﺭﻱ لـ«الأيام»: “ﺇﻥ ﻣﻨﺪﻭﺑﻲ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻣﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻭﻃﻼﺀ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻣﺤﻼﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ”.
ﻭﺃﻛﺪ (م .ع ) - تتحفظ الصحيفة على اسمه - “إنه ﻟم يجد أمامه ﺇﻻ ﺃﻥ دفع مبالغا تفرضها اللجان الشعبية بشكل مستمر عليهم”، وﻗﺎﻝ: “ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻔروض الأخير ﻫﻮ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻳﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺤﻞ”، وأضاف: “ليس أمامنا ﺇﻻ أن ﻧﺪﻓﻊ .. ﺃﻳﺶ ﻧﺴﻮﻱ؟ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ”.
ويهدد مسلحو الحوثي الممتنعين عن دفع مبالغ مالية بصورة غير قانونية تفرضها الجماعة تحت مسمى (الدعم المالي) بإجراءات قاسية، بحسب شهادات ملاك محال تجارية - وأن بعض قادة اللجان الشعبية يتصرفون بشكل مهين معهم، وﻤﺪﺍﻫﻤﺔ ﺃﻱ ﻣﺤﻞ ﻻ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺪﻓﻊ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ أو بطلاء بوابة محله التجاري و...الخ..
**تكريس ممارسات (الحوثنة)**
ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ بالمناسبات ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺗﺮﺩﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻧﺎﺷﻴﺪ ﻭﺗُﺘﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﻄﺮﺓ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ - صلى الله عليه وسلم - ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ أصبح مختلفا ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻋﻠﻰ ﻣُﺪﻥٍ ﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺑﺎﺗﺖ ﻣﻮﺳﻤًﺎ ﻟﻔﺮﺽ ﺇﺗﺎﻭﺍﺕ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻭﺩﻋﺎﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻄﺮﻑ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮ.
**ابتزاز واضح وفاضح**
لايقتصر فرض أموال على المواطنين على صنعاء وتعدى الأمر إلى مدن ومحافظات أخرى خاضعة لسيطرة الحوثي، بما فيها الضغط على السلطات المحلية لصرف نفقات الإعداد والتجهيز للاحتفال بمولد النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بملايين الريالات.. كما تعدت تلك إلى التجار ورجال المال والأعمال، حيث وجه عدد من رجال المال والأعمال عبر «الأيام» انتقادات حادة ولاذعة لجماعة الحوثي في ممارسات الابتزاز والانتهازية باسم مناسبة دينية.
وتقدم عدد من التجار بشكاوى عبر «الأيام» من ابتزاز جماعة الحوثي لهم و إرسالها مندوبين وتحرير رسائل تطلب منهم تقديم قوائم مواد غذائية، وفرض مبالغ مالية باهظة كدعم لإقامة احتفائية المولد النبوي.
ويرى محللون بأن مثل هذه الممارسات تعكس ما تعتقده الجماعة بنظام الخمس أو الجزية لإظهار مدى ولاء هؤلاء المواطنين والتجار وأصحاب الأعمال للجماعة وإيمانهم بها.. وهي - حسب مواطنين - أساليب استفزازية تكرس الاستبداد والاستعلاء لدى الجماعة وما باتت عليه في ظل احتفائها بانتصاراتها، وماتحققه من انجازات - حد تعبيرها - للسيطرة على الدولة.
أحد الحوثيين يلصق شعارا احتفاء بمولد النبي
أحد الحوثيين يلصق شعارا احتفاء بمولد النبي

وقال عدد من التجار ورجال الأعمال - تحتفظ الصحيفة بأسمائهم -: “إن الجماعة تريد إعادة الاستبداد والظلم والطغيان على الناس بدلا من رفع مظلومياتهم كما تدعي أو ادعت منذ تزعمها احتجاجات إسقاط حكومة باسندوة في أغسطس الماضي”.
وحصلت الصحيفة على وثيقة رسمية صادرة عن اللجان الشعبية تطلب التجار توفير عدد من المواد الغذائية كالأجبان والتونة، وغيرها كدعم لإحياء فعالية خاصة بالمولد النبوي.
وأقدمت جماعة الحوثي بإغلاق عدد من المحلات وتهديد آخرين برفع الرسوم عليهم في حال عدم التزامهم بطلاء واجهة محلاتهم باللون الأخضر والأبيض وشراء قطع قماشية بذات الألوان وتعليقها على محلاتهم كوسيلة للتعبير عن احتفائهم بمناسبة المولد النبوي التي احيتها الجماعة في عدد من المناطق والمدن التي سيطرت عليها.
**رسالة سياسية**

واعتبر مراقبون تحركات جماعة أنصار الله واستعدادها لإقامة فعالية المولد النبوي تحمل رسالة سياسية أكثر من كونها احتفائية دينية وإحياء لذكرى خالدة.. ورسالة للخارج أكثر منها للداخل، على اعتبار أن الداخل يعرف حجمها وحدودها، وذلك بهدف إظهار أنها باتت تسيطر على العاصمة صنعاء بكاملها.
**صرفيات غير قانونية**
من جانبها أﻛﺪﺕ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺃﻥ “ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ - ﻭﻋﺒﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﻢ - ﺻﺮﻓﻮﺍ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺌﺘﻲ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ ﻳﻤﻨﻲ ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ”.
ويرى مراقبون أن مثل هذه الأساليب والممارسات ستقضي على ما تحقق للجماعة، وأن تعيدهم - حسب البعض - إلى جحورهم في جبال مران بمحافظة صعدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى