يازين لا قفلوا الأبواب

> نعمان الحكيم

> قدم من فلسطين بعد أن ضيع وطنا فقدم إلى عدن ووجد وطنه الثاني/ الأول في كل الحالات .. استقر به المقام في حي السعادة (حي الأبطال والشجعان، حي الشهيد الدرويش، رحمة الله عليه) وكانت مرحلة السبعينات من القرن الماضي هي مرحلة سطوع نجمه وازدهار حياته، تعرفنا عليه ونحن تلاميذ في إعدادية كريتر، ثم طلابا في ثانوية خور مكسر .. المدرسة التي تخرج منها رجالات الدولة وساساتها وثوارها الميامين .. وكانت معرفتنا بالرجل بسيطة وفي مقهى متواضع بأطراف حي الرشيد بجانب مبنى اليمدا (طيران اليمن الديمقراطي آنذاك)، والذي أضعناه مع الوطن السليب، عدن والمحافظات الأخرى المكونة (ج.ي.د.ش).
أبو صبري وكان صبري حينها صبيًا.. أما اليوم فهو رجل قضاء يعيش في مدينة التواهي .. وكنا نلتقي ونجلس مع أبي صبري - رحمة الله عليه - فيتحفنا بدندناته وأغنياته المحببة .. فهو عدني الهوى والعيش رغم دمه الفلسطيني الفوار، إلا أنه امتزج بالدم اليمني وكان نبتة طيبة من (فلسطين في جنة عدن).
من غير ما يسألوا
ولا قلوبهم تلين
يازين لا قفلوا الأبواب
أجي لك منين!
وأنا أعود بالذاكرة إلى العام 1970م حين كنا جيراناً بحي السعادة.. أتذكر تلك الفترة وعمري حوالي 7 سنوات كم كنا نلتقي بالكبار وكم كانت عاطفتهم حانية ولنا ناصحة ومعينة.. خاصة في مسرح القوات المسلحة الذي كان يقيم بروفاته في قاعة كلية التربية العليا حينها برئاسة المخرج الشهير فيصل بحصو .. كنا نلتقي بالكبير الحميم صاحب الابتسامة المميزة والشارب الذهبي الكثيف الفنان الإنسان فاروق عبدالقادر - رحمة الله عليه - واليوم بعد أن غادرنا بلا ضجيج وبلا اهتمام وقد كانت أغانيه ملازمة لنا مع الفجر وزقزقة العصافير .. نعم، كان صوتا رخيما جميلا وقد تخصص في (العدنيات) من الأغنيات الآسرة الجذابة .. ودخل قلوب الناس من أوسع الأبواب.
فاروق عبد القادر كان من محبيه اللدودين الأخ الأستاذ الكاتب وصاحب المهارات المتعددة منير مسيبلي الذي لم نعد نراه منذ ذلك، وحتى اليوم، وقالوا إنه عاد من المهجر ويسكن سكن الأسرة في حي بدر، فله التحية لأنه كان المشعل والشعلة التي تجمعنا بفاروقنا الذي فارقنا وحزنّا عليه فجر يوم الإثنين (22 ديسمبر 2014م) وذلك عندما نشرت (الطريق) الوفية نعياً له مع صورته مما أعاد لنا ذكرى عطرة فقدنا فيها هذا الفنان الكبير بعد صراع المرض الذي لم يمهله كثيراً .. والأعمار بيد الله سبحانه وتعالى.
ترى أين أولئك.. الذين كانوا ينافقون أبا صبري في علاجه وإنقاذه .. أين هم اليوم وقد ثوى الرجل ولحق بركب الخالدين في عدن الغالية الحبيبة؟
رحمة الله عليك يافاروقنا الغالي ولا نملك إلا أن ننعيك ونترحم عليك وندعو لك عند كل صلاة .. فأنت كنت أنسينا وحبيبنا: و (ياحلم الأمل قد زادت أشواقي، ولا بنساك شوف الحب لك باقي في قلبي حنين للغيل والساقي).
ولأبنائك وبناتك وحرمك وأهلك ومحبيك العزاء الجميل ولـ (صبري) خاصة جميل العزاء .. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى