«الأيام الرياضي» تفتح ملف الكرة العدنية (2) .. أزمات وفق خطوات .. وأندية تسأل الثبات .. وتعيش على إسعافات هذه الجهات ! أندية إللي يروح ما يرجعش رجعتها ما تنفعش !!

> كتب / آزال مجاهــد

> نستطيع القول إننا أثناء، وبعد كتابتنا، وإعدادنا للحلقة الأولى من ملف الأندية العدنية كنا عازمين النية على ذكر كل تلك الجهات التي أوقعتنا فيما نحن فيه معشر الرياضيين، وبقايا المهتمين بالوضع الرياضي العام بمحافظة عدن، البعيدين كل البعد عن لحظات الخوف والجبن، وعن حفلات الزار المتعلقة بتحضير وإرضاء وصرف أولئك (الجن) على كثرتهم في هذه المحافظة الوديعة التي كانت قلعة رياضية منيعة لقرن من الزمان بالتمام والكمال، قبل أن تُخترق رياضيًا، ويؤول الحال إلى ما آل !، كيف أصبحت أندية هذه المدينة (عجينة) غير صالحة للخبز أكثر مما هي عليه الآن، ولا للأكل بعد أن أنفض من حولها (الربحان) بموز الفائدة، تاركين رأس المال يعاني الأمرين، ويضرب الكفين على الخدين حسرة بعد أن امتلأت صفحات كتاب الأندية العدنية المالية بالدائن، والمدين، وهي من كانت إلى عهد قريب سبق عهد شيوخ الأرض والبحر والسماء (جنة الرياضيين) !.
اليوم .. سنتعرف على بعض التفاصيل التي توضح لك عزيزي القارئ الكريم ما وراء الأكمة، وكيف تحولت الأندية العدنية من مصادر سعادة وفخر، إلى عناوين حزن وفقر يومية على صدر الصحف، ووسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة.
< كان شهر نوفمبر الأسود من عام 2004 هو فاتحة شهور (ظهور) اللجان المؤقتة داخل الأندية اليمنية التي لم تعتد تسير أنشطتها على بركة الوزارة الخالية من الهمة العالية، على اعتبار أن إدارات تسيير الأعمال الرياضية - على غرار الحكومات السياسية - توفيقية مؤقتة، وإنجازاتها غير مرئية، وإن لبت شروط الأغلبية (التعجيزية)، ورغم كون الأقلية المعارضة كانت دائمًا تمثل السوسة المدسوسة داخل عمومية معظم تلك الأندية التي ما لَبثت بعد أن تصاعدت أصوات جمعياتها العمومية الغاضبة من تأخر الانتخابات الرياضية للأندية عن موعدها، إلا وتعايشت مع الوضع (مستمتعة) بعد أن بقيت (متمنعة) لبرهة من الوقت، والزمن !.
كان عام 2004 بداية عهد اللجان الذي استمر حتى الآن، ورغم أننا كنا في عهد من كانوا يصفونه بربان سفينة الشباب والرياضة الأكثر سطوة، وقرب من أعلى رأس في البلاد، وهو الوزير عبد الرحمن الأكوع، إلا أن التغيرات التي بدأت تطرأ على ميادين (سياساتنا) اليمنية، ولفظت بناء على ذلك من جوفها (انتكاساتنا) الرياضية الوطنية أكثر من غيرها، وهي التي رافقتنا كلعنة فرعونية بتدشينها حيثما انتهينا موسم مهرجانات (صيح يا فصيح) الأبدية !، ولنصبح في ذلك الحين حديث وسائل الإعلام المحلية منها، والعربية، خصوصًا بعد قدوم لجنتين مؤقتتين مُسيَّرتين لاتحادي الكرة والإعلام الرياضيين.
في الأعوام التي تبعت عام الانتكاسة الرياضية اليمنية تجاوزت كل أندية المحافظات الشمالية مقطع الحزن في فيلم (أزمة ولزمة) بانتخابات أنديتها التوافقية، على اعتبار أن مخرج الفيلم كان قد بنى تصوره حول الاسم الذي أختاره لغرض في نفسه، ونفس (يعقوب) المنتج المنفذ الذي عمد إلى عرض فيلمه الرديء أيضًا في عدن مع اختلاف بسيط، وهو أن عرض صنعاء كان عرضًا كاملاً، عرف الجميع من خلاله نهاية الفيلم؛ أما في عدن فقد أوقف المنتج عرضه وفيلمه لم يصل بعد إلى منتصفه !، وهو ما بات يُعرف لاحقًا بخطة الأحرف (أ-ي)! وكان أن تساءل البعض عن مصير أندية عدن عند إتمام الخطة (أ)، بالانتقال إلى الخطة (ب)، إلا أن الإجابة لم تكُن كما يتمناها السائل كون الوقت كان قد فات، بعد بداية تنفيذ ما تبقى من خطوات (الثعلب) الذي ظهر بذيله ولفاته السبع منذ أواخر العام 2006، وهو من شكل بظهوره فيما بعد صورة (أزمات) الرياضة العدنية، الباحثة عن ثبات المستويات طوال تسعينيات القرن الماضي كإجراء وقائي اضطراري، بعد أن عاصر أكبر (شنبات) عدن تساقط أندية المدينة الثمينة الميناء والوحدة إلى هاوية (إللي يروح ما يرجعش، وإن رجع فرجعته ما تنفعش) !.
**أندية (جفاف) عايشه إسعاف !
بالنظر إلى كل ما تقدم أجزم بأن السطور القادمة لن تكون إلا عبارة عن وضع المزيد من الملح فوق الجروح الغائرة التي أثقلت أجسادنا التي وإن لم تكن رياضية الشكل، فإنها مهمومة العقل والتفكير، وهي تراقب الأندية الرياضية العدنية صاحبة التاريخ الأصيل، والحجم الثقيل تُعاني الكثير جراء حملة (التطهير) التي نالت من احمرار خدود المدينة العريقة التي احتضنت أول الأرجل الطليقة المتحررة من قيود الاستعمار، وشكلت بدايات أعمار الأندية الرياضية، وكانت مهدًا لها قبل قرن ونيف من الزمان؛ واخضرار قلبها الذي كان يمتلئ بالحب من كريتر إلى الشيخ عثمان، أصبح شاحبًا باحثًا عن الفرحة بين كل ذلك الركام الذي وكما شوه وجه المدينة الجميلة، وأحزن قلبها النابض فقد أصاب ما تبقى من أندية لها ثُقلها كأندية (ميناء التواهي - شعلة البريقة - برتقال المعلا) بمقتل.
وبالنظر إلى ما تناولناه في عدد يوم (الإثنين) الماضي حينما أظهرنا الاختلالات التي طرأت على الرياضة العدنية، التي ومن خلالها وصلت المواصيل الرياضية إلى ما وصلت إليه في هذه المدينة الغنية بالتأريخ الرياضي، بتحميلنا الجهات الحكومية والأهلية الجزء الأكبر من المسئولية، نعود للتأكيد على ما سبق وتناولناه عندما نستعرض حالة الأندية، وبعض الأسباب الإضافية التي جعلت منها أندية (جفاف) لم تنفع معها مغذيات (الإسعاف) اللحظية التي تجاوزت بها عدن مصائبها الرياضية على مضض، وأولها جهات الدعم من خارج مجالس إدارات اللجان المؤقتة التي تفنن وزراء الشباب والرياضة، ومسئولو مكاتبهم في المحافظة، ومحافظو المحافظات في تشكيلها مع معرفتهم المسبقة بأن مالها غائب، وحالها سائب.
**الثلاثي الجميل .. اللقاء مستحيل !!
يكفي أن يعرف القارئ الكريم أن الزمان اللئيم لم يشفع لعدن عند بعض أبنائها الميامين، قبل أن يشفع لها عند من هم دون ذلك!، ولولا أن منَّ الله على عدن ببعض الرجال الداعمين الذين عانوا كثيرًا، رغم دعمهم الكبير للأندية العدنية طوال العقود الأخيرة بسبب الحساسية تارة، وتارة أخرى لأسباب متعلقة بالخوف من وجودهم كونه يهدد استمرارية (الشحاتين) داخل الأندية الرياضية العدنية في ممارسة مهنتهم! كأمثال الرجل (النبيل) رشاد هائل سعيد أنعم، الذي ولولا فضل الله من قبل، ومن بعد، ومن ثم فضله لأصبحت رياضة عدن من زمان في خبر كان، على اعتبار أن آخر دوري كرة قدم - واجهة الألعاب الرياضية - يحرزه فريق من محافظة عدن كان في عهده، وهو الذي أحرزه التلال في العام 2005.
رشاد هائل الذي ترأس لمدة من التاريخ مقاليد أمور شيخ الأندية العدنية واليمنية، والجزيرة العربية، وأبلى البلاء الحسن، على الرغم من تكالب (الموتورين) التلاليين عليه، وكذلك (الفتن) ما ظهر منها وما بطن! قبل أن يغادر النادي من بابه الكبير، كما دخله مع فارق أن الرجل دخل بالخسارة لأول مرة (تلاليًا)، وخرج من الفائدة ! وهو ما لا يتناسب مع شخصيته من جانب، والنجاحات التي تحققت في عهده من جانب آخر؛ وحينما انقلب حال التلاليين شر مُنقلب بعد أعوام، وأخفى التلاليون رؤوسهم تحت التراب كما يفعل (النعام) ظهر رشاد النبيل مُجددًا لـ (أيام الصفاء)، تاركًا الماضي خلف ظهره، عائدًا إلى البيت الذي أحبه كداعم بعيد، رغم قربه من الوريد التلالي، دعم النادي بمبلغ شهري ثابت ما يزال يرفد خزينته حتى اللحظة حيث يعتبر فيها (الثابت) الوحيد في خزينة (المتغيرات) التلالية اليوم.
حتى كامل الأوصاف (الخليل) التلالي المهندس عدنان الكاف، وهو يُعاني الإسفاف المتعمد من بعض التلاليين، وليس جميعهم، رغم الأدوار المشهود لها الذي يلعبها الرجل مع جميع الأندية العدنية، وليس التلال فحسب يبدو غير مرغوب به عند (وكلاء) العيسي داخل الأندية العدنية، وأصبح دعمه الذي يقوم بتقديمه بين الفينة والأخرى للأندية من خارج برواز صورة (العُجاز) يثير الهلع لديهم!.
أما (الجميل) الأخر علي جلب العاشق للرياضة حد الثمالة، والذي تم اتهامه بالعمالة من قبل بعض (المرتزقة) الرحالة حين كان قاب قوسين أو أدنى من قيادة نادي التلال لم يهنأ له بال وهو يقدم عطاءه اللا محدود لجميع الأندية العدنية، وليس لنادٍ بعينه حينما تم إعادته نحو مربعات انطلاقته الهادفة إلى مد يد العون للأندية بحجة أنه قادم من خارج حدود المحافظة المسكونة بالمحبين (القتلة)! وذات الأمر ينطبق حرفيًا على أندية عدن مرورًا بالوحدة، ووقوفًا على الميناء وشمسان والمنصورة والروضة والنصر والجلاء، وانتهاء بالشعلة الذي يبدو وأن لقاءهم بثلاثي الدعم الجميل لقاء مستحيل على الأقل حتى إشعار آخر، لا أظنه قريبًا في ظل الحالة التي تعيشها الرياضة اليمنية، والبلاد عمومًا.
**أندية تطفيش وطيش ولقمة عيش !!
ربما من الممكن لنا أن نضع بعضًا من الحلول حينما نستنهض همة الشارع الرياضي العدني الذي يظهر عجزه الدائم عندما يتعلق الأمر دائمًا بالقرارات المصيرية التي من شأنها أن تنقل الوضع الرياضي العدني على مستوى الأندية إلى مصاف أندية أمانة العاصمة التي تعمل وفق نظرة مستقبلية، تلك الأندية التي قدر الله لها أن تمتلك جمعيات عمومية على مستوى المسئولية الملقاة على عاتقها حينما رفضت في أكثر من مناسبة تمرير بعض الشخصيات التي عُرف عنها بأن عملها الأساسي (تطفيش) أبناء النادي المحترمين، والبحث عن لقمة (عيش) من خلال تواجدها كما يحدث في عدن حينما تعتمد الجهات ذات الصلة بقرارات التشكيلات الإدارية للأندية على دس السم وسط العسل، وكما كان يحدث دائمًا مع القرارات التي تفرز لجان مشوهة كون المحترمون في عدن يرفضون العمل وفق نظرة ضيقة، أو على باب الله بدون ضمانات تتوافق مع الواقع! بينما يقبل البعض بحجة الخوف على رياضة عدن العمل في لحظة (طيش) صبيانية دونما غطاء يغطي على الأقل الحد الأدنى من متطلبات العمل الرياضي الذي وإن لم يكن مؤسسيًا، فهو عند أقل درجة ينبغي وأن يكون عملاً يُرضي الجماهير الرياضية، ومحبي الأندية بمختلف ألوانها، وليس جهة معينة كما هو حاصل منذ عقود بالعمل وفق مقتضيات مصالح بعض الباشاوات أصحاب (الطرابيش) الذين اعتادوا طلب مقابل لقاء دعمهم لا يتفق، ولا يتوافق ألبتة مع روح الرياضة السامية التي ترفع ولا تَهدم! تقدم المنفعة وليس الضرر كما هو حاصل حاليًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى