23 قتيلا من القوات العراقية في هجمات الدولة الإسلامية وبغداد تتعهد بإعادة بناء الجيش

> بغداد «الأيام» كريم أبو مرعي

> قتل 23 عنصرا من قوات الامن العراقية ومسلحين موالين لها أمس الثلاثاء في هجمات لتنظيم الدولة الاسلامية، تزامنا مع احياء الجيش الذكرى الـ94 لتأسيسه، وسط تعهد مسؤولين عراقيين بإعادة بنائه ومكافحة الفساد.
وانهارت العديد من قطعات الجيش في وجه هجوم كاسح شنه التنظيم في يونيو، ما اتاح له السيطرة على مناطق واسعة واغتنام كميات كبيرة من الاسلحة الثقيلة والعتاد العسكري.
وعلى رغم الضربات الجوية التي ينفذها تحالف دولي تقوده واشنطن، لا زال التنظيم يسيطر على مناطق عدة ويشن هجمات يومية ضد خصومه.
وأمس، قتل 23 عنصرا من قوات الامن وعناصر “الصحوات” السنية الموالية لها، في هجوم نفذه انتحاريان واعقبته اشتباكات قرب بلدة البغدادي في محافظة الانبار (غرب) التي يسيطر التنظيم على معظم انحائها.
وقال الرائد اياد نوري من شرطة الانبار ان “انتحاريين يرتديان احزمة ناسفة فجرا نفسيهما وسط تجمع من عناصر الصحوة داخل مسجد الجبة” غرب البغدادي، ما ادى الى مقتل عشرة عناصر.
واعقب التفجيرين “اشتباكات بين قوات الامن من الشرطة والجيش والصحوات من جهة، وعناصر داعش من جهة اخرى”، في اشارة الى الاسم المختصر الذي يعرف به التنظيم، ما ادى الى “مقتل 13 عنصرا من قوات الامن، واصابة 21 آخرين”، بحسب المصدر نفسه.
وفي حين اكد نقيب في الجيش وطبيب في مستشفى البغدادي حصيلة الهجوم الذي وقع قرابة الساعة الثامنة صباحا (05,00 تغ)، اشارت مصادر امنية الى ان القوات العراقية انسحبت من منطقة الجبة اثر الهجوم.
وتقع هذه المنطقة على مسافة عشرة كلم غرب بلدة البغدادي التي تضم قاعدة الاسد الجوية، حيث يتواجد عسكريون اميركيون يقدمون استشارة للقوات العراقية، ويساهمون في تدريب عناصرها على القتال.
واعلنت وزارة الدفاع الاميركية أمس الأول الاثنين ان القاعدة تتعرض بشكل متواصل لقصف بقذائف الهاون، دون تسجيل اصابات.
ووسع التنظيم مؤخرا سيطرته في الانبار، وهي محافظة ذات غالبية سنية، تعد الاكبر في العراق وتتشارك حدودا مع سوريا والاردن والسعودية.
ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاثنين خلال استقباله المحافظ الجديد للانبار صهيب الراوي، الى “ثورة عشائرية” في مواجهة التنظيم.
وتحاول الحكومة استمالة العشائر السنية وتدريب ابنائها لقتال التنظيم في مناطق تواجده، والحؤول دون سيطرته على مناطق اضافية. كما اكدت واشنطن مرارا على الدور المحوري لهذه العشائر في القضاء على التنظيم الذي يسيطر كذلك على مناطق في سوريا.
وتعتمد السلطات العراقية على فصائل شيعية وابناء عشائر سنية، للقتال الى جانب قواتها الامنية، بعد التراجع الحاد للجيش في الاشهر الماضية.
وفي عيد الجيش، اعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي ان الحكومة تعيد بناء المؤسسة العسكرية بعد كشف نقاط الضعف فيها.
وقال في كلمة متلفزة “اقول بصراحة ان ضعف الاداء وترهل القيادات وتولي العناصر غير الكفوءة سلم القيادة وقلة الانضباط وضعف التدريب وسوء الاداء وانفراط عقد الثقة الشعبية مع القوات الامنية بشكل عام كانت اسبابا حقيقية للنكسة”.
واوضح ان الحكومة تعمل على “بناء جيش بدءا من قمة الجيش وقيادته، واستبادلها بعناصر وقيادات وطنية مهنية كفوءة لم يلطخها الفساد ولا تنقصها الشجاعة”.
وفي سياق متصل، تعهد العبادي خلال تخريج 323 ضابطا في الكلية العسكرية في قاعدة الرستمية ببغداد، بانه “لا مكان للفساد” في الجيش.
وقال “من الامور الاساسية التي تحققت خلال هذه الفترة... اصلاح المؤسسة العسكرية”، مضيفا انه “بفضل هذا الاصلاح، وبفضل بعض الخطوات التي تم انجازها في هذا الاطار، تمت عودة هذا التلاحم بين الشعب والجيش، وعودة الاحترام الى قواتنا المسلحة”.
واكد ان “لا مكان ولا مجال ولا مساحة للفاسدين بيننا، (لا مكان) للفاسد الذي يريد ان يخرب هذه المؤسسة العسكرية، وسنبقى نحارب الفساد ونبقى نلاحق الفساد للدفاع عن هذا الجيش”.
وأجرى العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، في الاشهر الماضية تعديلات شملت عزل ضباط كبار واحالة آخرين على التقاعد. كما كشف نهاية نوفمبر، عن وجود 50 الف جندي وهمي.
وتمكنت القوات العراقية في الاسابيع الماضية من شن هجمات لاستعادة مناطق يسيطر عليها التنظيم، بدعم من ضربات التحالف والمسلحين الموالين، ينتمي العديد منهم الى فصائل شيعية عراقية مقربة من طهران.
واكد السياسي العراقي هادي العامري زعيم “منظمة بدر” التي تقاتل الى جانب القوات الامنية، ان الدعم الايراني حال دون سقوط حكومة بغداد.
وقال العامري وهو نائب حالي ووزير سابق “لو لم تكن ايران و(قائد فيلق القدس في الحرس الثوري) اللواء قاسم سليماني لكانت حكومة حيدر العبادي حكومة منفى ولم تكن في الداخل”، بحسب تصريحات نقلتها عنه وسائل اعلام ايرانية خلال زيارة يقوم بها لطهران.
وبقيت ايران خارج التحالف الدولي، الا انها اقرت بتوفير دعم عسكري استشاري للقوات العراقية.
وسبق لوسائل الاعلام الايرانية ومواقع التواصل الاجتماعي، ان تداولت صورا عدة لسليماني، الى جانب مقاتلين اكراد في شمال العراق، او مقاتلين من الفصائل الشيعية في مناطق المواجهة قرب بغداد والحدود الايرانية العراقية، في فترات خلال الاشهر الماضية.
ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى