مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة المهرة لــ«الأيام»: مشروع المضخات بالطاقة الشمسية مهم ونبذل جهودا لمنع انتقال الآفات الزراعية إلى المهرة

> حاوره/ ناصر الساكت

> تشتهر المهرة بزراعة أشجار النخيل وإنتاج التمور والأعلاف بمختلف أنواعها لحاجة المواطنين إلى أعلاف لتغذية حيواناتهم ومواشيهم باعتبار الثروة الحيوانية تشكل مصدر دخل أساسي في حياة السكان المعيشية.
وخلال السنوات الماضية بدأ العمل الزراعي بالمحافظة يشهد حالة من الانتعاش، وهناك توجه من قبل المزارعين على الزراعة ولمعظم المحاصيل الزراعية ومنها الحبوب والفاكهة والحمضيات والخضروات ما أثمر بدايات محققة في اعتماد المحافظة على إنتاجها المحلي دون الاعتماد كلياً على ما يُصدر إليها من المحافظات.
«الأيام» التقت مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة المهرة م.عبدالناصر عويّض أحمد كشات وخرجت بالحوار الآتي:
**بداية دعنا نبدأ معك هذا الحوار من مشروع المضخات العاملة بالطاقة الشمسية باعتبار المهرة من بين المحافظات التي تحصلت على هذا المشروع؟.
- نعم .. لقد كانت المهرة أول المحافظات التي دُعمت بهذا المشروع الحيوي الهام، ويأتي في إطار دعم المزارعين وتشجيعهم نحو المزيد من العطاء والإنتاج، ونحن حالياً بصدد توفير هذه المضخات للمزارعين، وأهميتها تكمن في كونها تعمل بالطاقة الشمسية وتضخ المضخة الواحدة ما بين 50 إلى 60 مترا مكعبا من المياه في الساعة الواحدة، وهذا المشروع سيسهل عملية ضخ المياه بأقل تكلفة ويعد بديلاً عن المشتقات النفطية التي تستهلك تكاليف كبيرة من المزارع، والمشروع طبعاً بدعم وتمويل من وزارة الزراعة وبنك التسليف التعاوني الزراعي عبر منح المزارعين قروض بيضاء وبدون فوائد.. وأكرر أن المهرة من أوائل المحافظات التي تم إدراجها في هذا المشروع، وأصبح باستطاعة أي مزارع الحصول على هذه المضحات، وقد وجهنا فروع المكتب بالمديريات بضرورة التواصل مع المزارعين، وبالتالي تقديم طلباتهم للمكتب، ولدينا استمارات خاصة من صندوق التشجيع الزراعي سيتم تعبئتها من قبل المستفيدين ومن ثم رفعها للإخوة في البنك التعاوني الزراعي.
إجمالاً الإجراءات سهلة وغير معقدة، ولا شك سيستفيد المزارعون كثيراً من هذه المضخات لاسيما وأنها ستوفر الكثير من التكاليف والأعباء التي كان يدفعها المزارع في الوقود، كما أن هذه المضخات صديقة للبيئة، وهذا عامل مهم جداً ومفيد للتربة وللزراعة وسيجنبها كثيرا من الأضرار البيئية الخطيرة التي تسببها عوادم الوقود، وبالتأكيد إن إجراءات تسديد القروض ستكون بالتقسيط المريح على المزارع تشجيعا له على الإقبال للحصول على هذه التقنية الحديثة ودعما للمزيد من العطاء ومضاعفة الإنتاج والمحاصيل الزراعية ولزيادة المساحات والحقول الخضراء.
** تفتقر المهرة للسدود والحواجز المائية التي تحفظ مياه الأمطار، وتعاني من الجفاف.. هل لديكم خطط قادمة لمثل هكذا مشاريع؟، وماذا عن مشروع سد وادي الجزع؟.
- بالفعل لدينا خطط ودراسات طموحة لإنشاء عدد من الحواجز المائية في بعض المناطق للاستفادة منها في حفظ مياه السيول أثناء مواسم الأمطار التي ـ مع الأسف ـ تذهب إلى البحر موسمياً دون الاستفادة منها لعدم توفر السدود والحواجز ما جعل المحافظة عرضة لموجات الجفاف، وعبر صحيفتكم الغراء أزف بشرى سارة لجميع المواطنين عامة والمزارعين بشكل خاص بأنه تم الاتفاق مع جمعية العون المباشر الكويتية التي أبدت استعدادها التام لتمويل وتنفيذ مشروع سد وادي الجزع الحيوي بمديرية الغيظة، وطبعاً الجزع من أهم وأكبر الأودية بالمهرة، ونحن الآن بصدد الانتهاء من إعداد الدراسات الفنية والهندسية بالتنسيق مع الوزارة والسلطة المحلية بالمحافظة، وهذا المشروع في حال إنجازه سيكون له فوائد اقتصادية كبيرة وسيساهم في إنعاش الحركة الزراعية، خاصة وأن وادي الجزع من أهم وأكبر الأودية الزراعية بالمهرة، وتقع على ضفافه مزارع وحقول زراعية كبيرة وكثيرة وآبار كثيراً ما يصيبها الجفاف والنضوب لعدم وجود سدود لحفظ مياه السيول التي تتدفق في هذا الوادي في مواسم الأمطار، وتذهب إلى البحر دون الاستفادة منها.
**ماذا عن الكرفان التي نفذتموها مؤخرا؟.
- نفذنا قبل أيام عددا من المشاريع الزراعية والخدمية التي تهم حياة الناس، وهنا أتحدث عن “الكرفانات”، أكثر من (35) كريفاً أنجزناها توزعت على مناطق متعددة من المحافظة في البوادي والأرياف خاصة تلك التي تتميز بطبقة أرضية قابلة لحفظ المياه لفترة أطول حتى يستفيد منها المزارعون ومربو الثروة الحيوانية في المناطق المستهدفة.. وفي خططنا القادمة وضعنا الكثير من هذه المشاريع المماثلة التي يحتاج لها سكان المناطق الريفية الذين يعتمدون في حياتهم اليومية والمعيشية على رعي وتربية الماشية من أغنام وأبقار وإبل، ومن الأهمية بمكان دعم هذه المناطق بهذه الكرفانات.
**المهرة إلى جانب كونها محافظة زراعية بكر وواعدة، هي أيضاً محافظة حدودية وفيها منافذ جمركية برية وبحرية كثيرة وإستراتيجية .. وهنا نسأل عن المحاجر البيطرية كيف تقيمون عملها ونشاطها؟.
- بالتأكيد نحن نعمل بكل ما نملك من طاقات وإمكانيات على تعزيز دور الإشراف على المحاجر البيطرية في المنافذ الجمركية بالمحافظة البرية منها والبحرية والجوية أيضا، على اعتبار أن لدينا مطار الغيظة الدولي وجميع هذه المنافذ إستراتيجية وتدخل عبرها كميات من المنتجات الزراعية تحديدا وبشكل يومي.. مثلاً لدينا منفذان بريان مهمان ودوليان، منفذ شحن ومنفذ صرفيت على الحدود اليمنية العُمانية، ولدينا منفذ بحري بميناء نشطون ومنفذ جوي بمطار الغيظة الدولي، وكلها منافذ حيوية تدخل عبرها كميات من المنتجات الزراعية والبيطرية ومعظمها قادم من الخارج، لهذا مهمتنا تبدو شاقة وصعبة في المراقبة والإشراف لكنها ليست مستحيلة إذا توفرت الإمكانيات اللازمة في ظل شحة إمكانياتنا.
**كيف تقيم دور واهتمام قيادة وزارة الزراعة في هذا المجال؟.
- نحن نتواصل مع الإخوة بالمركز في صنعاء لتزويدنا بالإمكانيات المطلوبة لتفعيل دور الرقابة والإشراف في هذا الجانب، لكن للأسف ـ وأقولها بمرارة ـ إن معظم مطالبنا هذه لم تُلب رغم أهميتها، والسلطة المحلية بالمحافظة تعمل معنا بقدر إمكانياتها لكنها لا تستطيع دعمنا بهذه الإمكانيات والوزارة هي القادرة على ذلك فقط.. وأتمنى أن يسمعني المعنيون بالأمر.
**للعمل الإرشادي والتدريبي دور مهم في انتعاش العمل الزراعي.. ضعنا في صورة ما يعتمل في هذا الجانب الحيوي؟.
- الحقيقة، يشكل جانب الإرشاد والتدريب الزراعي قلب المكتب النابض لأهميته القصوى، وخلال السنوات الماضية استطعنا تنفيذ الكثير من البرامج والحقول الإرشادية في مختلف المجالات وللعديد من المحاصيل مثل الحبوب والأعلاف والخضار والفواكه والحمضيات توزعت في المناطق الزراعية، بالإضافة إلى توفير وتوزيع كميات من البذور المحسنة على المزارعين، وأوصلنا تقديم الخدمة الإرشادية إلى كافة المديريات وتوزيع النشرات والملصقات الإرشادية التي تعرف المزارعين بالعمليات الزراعية لزراعة وإنتاج المحاصيل وكيفية غرس فسائل النخيل بالطرق الصحيحة.
وبصراحة كل هذه الإنجازات والنجاحات كان خلفها الأخ المهندس هلال محمد الجشاري المدير السابق لإدارة الإرشاد والتدريب الزراعي بالمكتب الذي كان شعلة من النشاط الحيوي وتمكن بجهوده وخبرته من إيصال الإرشاد الزراعي إلى كافة المديريات رغم شحة الإمكانيات وكثرة المعوقات قبل أن تضطره ظروف خاصة لطلب نقله إلى صنعاء، وكان بمقدوره تقديم المزيد من العطاء، فكل الشكر والتقدير لهذا الرجل المتفاني على كل ما قدمه للمهرة وللقطاع الزراعي فيها خلال فترة عمله طوال 15 سنة ووفاءً له قمنا بتنظيم حفل تكريمي لتوديعه بالتعاون مع السلطة المحلية، ومهما قدمنا له لا يمكن أن نوفيه حقه.
والحقيقة أننا خسرناه ومن الصعب أن نجد البديل الكافي والكفؤ.
**هناك ظهور لحشرة سوسة النخيل الحمراء في بعض مناطق وادي حضرموت.. هل انتقلت الإصابة للمهرة؟.
- حتى اللحظة لم تنتقل سوسة النخيل الحمراء للمهرة، ونبذل جهوداً للسيطرة عليها وعدم انتقالها للمحافظة، ونحن بصدد تنفيذ مجموعة من الدورات التدريبية حول الإدارة المتكاملة لحشرة سوسة النخيل الحمراء ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد بالتعاون مع مشروع الدعم الفني الخاص بالطوارئ لمكافحة هذه السوسة في اليمن، وبتمويل من منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” ومركز التدريب الزراعي بوادي حضرموت “سيئون”، هذه الدورات الهدف منها إكساب المهندسين الزراعيين والفنيين بالمحافظة مهارات مكافحة السوسة وتوعية المختصين بأضرارها ومنها دورة حياة الحشرة وأعراض الإصابة والأضرار الاقتصادية والترصد لاستكشاف المبكر عن الحشرة ونظم المعلومات الجغرافية ونظام تحديد المواقع العالمي، وتشمل مديريات الغيظة ومنعر والمسيلة وقشن وشحن، وهي التي تشتهر بزراعة النخيل يشارك فيها أكثر من 120 مزارعا ضمن الجهود لمكافحة سوسة النخيل الحمراء الخطيرة التي تهدد حياة النخيل.
**ودور السلطة المحلية .. ماذا عنه؟.
- تربطنا علاقة طيبة بالسلطة المحلية بالمحافظة، ونحظى بدعم غير عادي منهم، وهنا نترحم على روح الفقيد علي محمد خودم محافظ المحافظة الذي توفي قبل شهرين، وكان دائماً يذلل لنا الكثير من الصعوبات خاصة فيما يتعلق بتمويل الدراسات الفنية التي نقوم بها في المكتب.
** ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهكم؟.
- نواجه صعوبات ومعوقات كثيرة، وتحديداً من حيث التمويلات والدعم المادي، ونحن نعلم الظروف الحرجة التي يمر بها البلد، وهذا العام كانت لدينا مجموعة كبيرة من الأنشطة الزراعية والبرامج السنوية لكنها لم تُنفذ بسبب أوضاع البلاد الراهنة، ولم نجد لها التمويل المطلوب، ومنها مثلاً حملة مكافحة حشرة دوباس النخيل على أهميتها وكذلك مشاريع الحقول الإرشادية التي تُنفذ دائما بشكل سنوي وللأسف توقفت هذه الأنشطة وغيرها في 2014م، وهي أنشطة روتينية سنوية يتم تمويلها من الوزارة سنويا، لكن بالتأكيد هذا لا يعني أن المكتب متوقف نهائيا.
نحن ـ بحسب إمكانياتنا المتواضعة ـ نقوم بالنزولات الميدانية للمزارعين والجمعيات الزراعية لتلمس همومهم واحتياجاتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى