تفتقد مقومات النادي وتعاني من الفقر والتهميش على مرأى من الجميع..أندية الميناء والروضة والجلاء تسير إلى المجهول.. مقاول الملاعب أوقف العمل حتى تدفع (الدولة) مديونية عمله في أبين

> تحقيق / محمد فتحي

> حين يتم النظر إلى حال كثير من الأندية العدنية ، سنجد دون جهد أن الأمور قد مرت من بوابة الفوضى والعشوائية التي تسببت فيها القيادات المتوالية على قيادة محافظة عدن ، التي وضعت أنديتها بأنشطتها وتطلعات شبابها أمام بوابة السقوط المتكرر في عديد من الألعاب إن لم يكن كلها ، مما جعلها في وضع مزرٍ لا يلبي الطموح المنشود عند المنتمين والذين ارتبطوا بتلك الأندية .. ومع انقضاء مرحلة خليجي 20 التي رسمت الفرح في الأوساط الرياضية وحلّقت بالنجاح الكبير بفعل تفاعل الجماهير بشكل خاص، وبعد أن تنعمت الكثير من الجهات بغنائمها التي لم يسبق لها مثيل وأشياء أخرى .. يعترف الجميع هنا ، بأن أندية عدن ، قد كانت في مواعيد خاصة ، لم تكن لتنالها لولا استضافة المحافظة لهذا الحدث الكبير، بعد أن وجدت نفسها تغير في بنيتها التحتية بملاعب على طراز جيد يخدم شبابها ويضعهم أمام طريق جديد يستطيعون من خلاله الإرتقاء بأدائهم ، والعبور نحو ما هو أفضل في قادم السنوات.
ملعب نادي الروضة الذي توقفت فيه  الأعمال منذ سنوات من قبل المقاول
ملعب نادي الروضة الذي توقفت فيه الأعمال منذ سنوات من قبل المقاول

ومن بين تلك الأمور يبدو أن هناك إتجاهاً مختلفاً ومغايراً كانت مواقعه واتجاهاته صوب أندية (عيال الخاله) في عدن الميناء والروضة والجلاء ، الذين كانوا بعيدين عن النظرة ، وهم يمثلون قطاعاً كبيراً من شباب المحافظة ومديريات كاملة في نيل الأحقية بملعب ، يستطيعون من خلاله السير على خط مواز في الطموحات ، مع إخوانهم في أندية الجوار الذين نالوا الأقساط أجمعين من عطايا البطولة إلا هم حتى أننا نجد أن معاناة الثلاثة الأندية جعلتهم في موقع منفرد في دهاليز الدرجة الثالثة في ظل تهميش كامل لمشاريعهم المتوقفة دون نظرة من المسئولين المتعاقبين على قيادة محافظة عدن .. والمتابعون للأمور ، وما آلت إليه يتساءلون : لماذا تظل وعود هذه الأندية في أدراج المكاتب بعيدة عن التنفيذ والعمل ، فهل يعقل بأن نادياً بعراقة وتاريخ نادي الميناء يبقى من دون ملعب ، وهل من المنطق أن منطقة مثل القلوعة تنجب المواهب للكرة اليمنية يبقى ناديها (الروضة) بدون ملعب والغريب أن مديرية بكاملها مثل مديرية خورمكسر وناديها الجلاء يفتقدان لمساحة يتدرب عليها لاعبوهم ويمارسون فيها رياضة كرة القدم ، ولكنهم ظلوا خارج القسمة والحسبة في نيل أقل المطالب ، وهي منشآت رياضية لمقومات ناد حقيقي ، فمن يتحمل المسئولية؟ هل هي وزارة الشباب والرياضة وقيادة المحافظة ممثلة بالمحافظ ومن يليه في المجلس المحلي عبر مدير عام التواهي (ياسر محمد علي) ومدير عام خور مكسر (أحمد حامد لملس) أم مكتب الشباب والرياضة وإدارات الأندية وسلطة المديرية؟ ..
رئيس نادي الروضة يشكو معاناة ناديه لوكيلي المحافظة سالمين والبكري ومدير مكتب الشباب عزام خليفة
رئيس نادي الروضة يشكو معاناة ناديه لوكيلي المحافظة سالمين والبكري ومدير مكتب الشباب عزام خليفة
تلك الجهات هي التي يفترض أن تدرك أهمية استحقاق أبناء الأندية المنكوبة في عدن للملاعب التي قيل بعد أن طارت الطيور بأرزاقها ، أنها ستحظى في محطة قادمة بفرصتها في بناء الملاعب ، ولكن السنوات تمضي دون أي جديد يذكر ، حتى أن مقاول ملعب نادي الميناء (الخضيري) أوقف العمل ، ورفض تسليم العمل لمقاول آخر حتى تسلم الدولة مديونية مشاريع أقامها في محافظة أبين في ظل صمت وعدم اهتمام من جهات الإختصاص ليصبح الخاسرون الوحيدون هم أبناء النادي الميناوي ومعهم أندية الروضة والجلاء الذين يشاركونهم نفس الهم ، وإن كانت للجلاء معاناة أكبر بعدم وضع النادي ضمن المشاريع بحجة أنهم سوف يختارون الموقع للملعب وإنزال المناقصة إلخ...
أمور أشك أن يكون لها مجال بعد أن إنفض المولد منذ سنوات .. لأن ما أنجز على واقع الأندية في عدن كان من فضلات الحدث الخليجي 20 فقط ولم يكن من مصدر آخر، وبالتالي سيكون من الصعب إيجاد متطلبات إستكمال العمل في ملاعب الميناء والروضة وإقامة ملعب الجلاء في المساحة التي ليس لها مكاناً ثانياً ، وهو ملعب معسكر بدر سابقاً الذي أقيم في جزء منه الصالة الرياضية المغلقة.
ملعب كرة السلة والطائرة في نادي الميناء
ملعب كرة السلة والطائرة في نادي الميناء

هناك حالة إحباط كاملة تنتاب أبناء هذه الاندية المهمشة دائماً لعدم حصولهم على ملعب من هبات خليجي 20 ، ويشيرون بأصابع الإتهام في ذلك إلى الجهات المذكورة سابقاً .. وينتظرون مواقع أخرى ، تقدر مطلبهم ، وتعيد رسم الصورة في مخيلتهم بأنهم ليسوا أبناء الخالة ، كما يظنون بعد أن تاهت أسماؤهم وأسماء انديتهم عن مواقع القرار في عدن ، وغيرت أوضاع الكثيرين .. ولكن عاد بصيص من الأمل لأبناء هذه الأندية مع قيادة حكومة (بحاح) الجديدة ووزير الشباب والرياضة رأفت الأكحلي ومحافظ عدن الجديد (حبتور) بأن تكون لهم مواقف مغايرة مع أنديتهم تختلف عن من سبقهم في تهميش أندية (عيال الخاله) ، لتفتح بوابة العبور بأوضاعها المزرية نحو محطات أخرى ، تضمن من خلالها ترتيب ما عبثت به السنوات بسوء القيادات وغياب المراقبة والدعم والاعتراف بالأخطاء ، حتى يأتي التصحيح المثمر والجيد الذي نضمن من خلاله عملاً مؤسسياً رياضياً يخدم شباب الأندية وأنشطتهم فقط بعيداً عن المصالح الشخصية ، التي أضرت بأندية عدن ووصلت بها إلى ما هي عليه اليوم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى