واحة اللغة العربية

> د. محمد الصماتي

>
د. محمد الصماتي
د. محمد الصماتي
دلالة
الفرق بين النجْوى والسر
النجوى اسم للكلام الخفي الذي تناجي به صاحبك كأنك ترفعه عن غيره، وذلك أن أصل الكلمة الرفعة؛ ومنه النجوة من الأرض، وسُمِّي تكليمُ اللهِ تعالى لموسى عليه السلام مُناجَاةً، لأنه كلام أخفاه عن غيره.
أما السَِّرُ فهو إخفاء الشئ في النفس، ولو اختفى القائل بساتر أو وراء جدار لم يكن ذلك سرا، ويقال: في هذا الكلام سر تشبيها بما يُخفَى بالنفس، ويقال: يسّري عند فلان تريد ما يُخفيه في نفسه من ذلك، ولا يقال: نجاوي عنده.
وقد يكون السَِّرّ في غير المعاني مجازا تقول: فعل هذا سِراً، وقد أَسَرَّ الأمرُ، والنجوى لا تكون إلا كلاما، قال الحجاج: الفتنةُ تَشِبّ بالنجوى، وَتُحصَد بالشكوى وتَنْتَجُ بالخُطبِ.
**الرقيب اللغوي
يقولون: فاز الفريق بكأس العالم الذهبي؛ والصواب: فاز الفريق بكأسِ العالَمِ الذهبية، لأن الكأس مؤنث، وقد جاءت في القرآن مؤنثه، قال تعالى: “وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلا” (الإنسان 76).
طرائف ونوادر
**قال الأصمعي: رأيت أعرابيا ومعه بُنَيٌّ له صغير ممسك بفم قربة، وقد خاف أن تغلبه القربة، فصاح: “يا أبتِ أدرك فاها، غلبني فوها، لاطاقة لي بفيها”.
**يحكي الكسائي إمام اللغة وأحد القراء السبعة قال: “صليت بالرشيد فأعجبتني قراءتي فغلطت في آية، ما أخطأ فيها صبي قط، أردت أن أقول: “لعلهم يرجعون” فقلت: (يرجعين).
قال: فوالله ما اجترأ هارون أن يقول لي: أخطأت، ولكنه لما سلمت قال لي: يا كسائي أيّ لغة هذه، قلت: يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد، قال: أما فنعم.. رحم اللهُ سلف هذه الأمة كان يعذر بعضهم بعضا”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى