> في مثل هذا الشهر يناير من عام 1986م فقد الوطن الإعلامي المخضرم جمال الدين الخطيب، وتعود بي الذاكرة إلى ما قبل 35 عاماً، عندما ضبطت عدستي على زر (الأوتماتيك) لتلتقط هذه الصورة التذكارية التي جمعتني بالإعلامي المخضرم جمال الدين الخطيب مدير عام إذاعة عدن يومها، ولم أكن حينها أعلم ما سوف يخبئه القدر واحتفظت بها في إرشيفي الخاص للذكرى، وخلال اليومين الماضيين وأنا أعيد ترتيب إرشيفي الخاص وقعت عيني على هذه الصورة التي أعادتني إلى الماضي ثلاثة عقود ونصف، يومها كنت بمعية الزميل جمال في تغطية صحفية مطلع العام 1980م في مرافقة الرئيس السابق علي ناصر في رحلة اصطحب بها السفراء والبعثات الدبلوماسية إلى مدينة الضالع، عشت أنا وجمال ثلاثة أيام للتغطية الصحفية، ومن ثم عدنا إلى عدن بعد أن توطدت صداقتي وزمالتي به كثيرًا.
لم أكن أعلم أن هذه الصورة سوف تثير عندي شيئًا من الحزن العميق وأنا أشاهدها بعد 35 عامًا، لقد أحسست بالمرارة تعصر قلبي وأنا أتذكر هذا الزميل الغالي.
لقد كان الزميل جمال الخطيب أحد رجال الإعلام المتفانين في حبهم وواجبهم والمخلصين لوطنهم.. كان شعلة من الذكاء والنشاط، أعطى لمهنته كل جهده ووقته فتدرج في المناصب القيادية حتى كان الرجل الأول في إذاعة عدن التي ازدهرت في ظل قيادته لها، فكانت إذاعة تلامس هموم المجتمع وتوصل صوت المواطنين إلى جميع المسئولين.
إن القلم لعاجز عن أن يسطر ولو الشيء القليل من مآثر هذا الإعلامي المخضرم الذي شكل رحيله خسارة كبيرة للوطن ولكل زملائه وأهله ومحبيه.. إني وبعد 29 عامًا من رحيله لا أملك إلا أن أقول رحمك الله أيها الفقيد الغالي (جمال الدين الخطيب) وأسكنك فسيح جناته وألهمنا الصبر والسلوان على فراقك.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
**علي راوح**